اجتاح اعصار هايان منطقة في وسط الفلبين يبلغ حجمها حجم البرتغال تقريباً، وتقوم تلك المنطقة بإنتاج الأرز مرتين في العام في مارس/أبريل وأكتوبر/نوفمبر. كما توفر هذه المنطقة ما يزيد عن ربع إجمالي انتاج البلاد من الأرز الذي يعد جزءاً أساسياً من النظام الغذائي في الفلبين.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن 77 بالمائة من المزارعين فقدوا المصدر الرئيسي لدخلهم في حين تشير تقديرات وزارة الزراعة إلى أن أكثر من 850,000 شخص يعملون في قطاع الزراعة والعديد منهم من مزارعي الكفاف قد تضرروا بفعل الاعصار.
وقد شاهد أرماندو اليمانجوهان حقل الأرز الخاص به الذي تبلغ مساحته 1.3 هكتار وهو يتعرض للدمار يوم 8 نوفمبر وعرف جيداً أثر الاعصار على مصدر رزقه. وقال اليمانجوهان وهو خارج منزله في ألانج-ألانج وهو مجتمع زراعي كبير يضم أكثر من 45,000 من السكان في مقاطعة ليتي بوسط الفلبين: "نحن نعتمد اعتماداً كليا على الزراعة. لقد خسرنا كل شيء والآن ليس لدينا حتى البذور لنزرعها".
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في مدينة تاكلوبان المتضررة بشدة من الإعصار قال انطونيو جيرونديو، المدير التنفيذي لمنطقة ثمانية، وهي احدى المناطق الثلاث التي تضررت من العاصفة أن "تأثير العاصفة كان مدمراً". ويوجد في هذه المنطقة ستة مقاطعات هي ليتي وجنوب ليتي وبيليران وشمال سمر وسمر وشرق سمر حيث تضرر أكثر من 45,000 من مزارعي الأرز.
وقال جيرونديو أن "الإعصار قضى على العديد من المزارعين. فهم لم يفقدوا منازلهم فحسب ولكنهم فقدوا منازلهم ومحاصيلهم وأدواتهم ومعداتهم وأيضاً فقدوا ما كان لديهم من الأرز في المخازن من الحصاد السابق".
وتنتج المنطقة ثمانية ما يقرب من مليون طن مكعب من الأرز سنوياً مما يجعلها واحدة من أكبر خمس مناطق لإنتاج الأرز في البلاد حيث يمتلك كل مزارع حقلاً مساحته 0.8 هكتار في المتوسط. وقد دمر ما يقرب من 95 بالمائة من 38,400 هكتار من محاصيل الأرز، وهو ما يكفي لإنتاج 170,000 طن مكعب من الأرز.
وقال جيرونديو: "نحن نوفر ما بين 6 إلى 8 بالمائة من امدادات الأرز في البلاد. وسيكون من المهم تقديم الإغاثة وإعادة التأهيل لهؤلاء المزارعين". وهذا ما أكده التقييم السريع متعدد القطاعات وهو جهد تعاوني يشمل أكثر من 49 منظمة في تسع مقاطعات. وقد تم الإعلان عن هذا التقييم في 28 نوفمبر.
الوقت ينفد
وقد ضرب اعصار هايان البلاد في موسم الزراعة (نوفمبر/ديسمبر) الذي يأتي حصاده في مارس/أبريل وهو ما لا يمكن تأجيله. وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال رودريج فينيت القائم بعمل الممثل القطري لمنظمة الأغذية والزراعة في مانيلا: "بلا شك فإن البذور هي أكبر احتياج الآن. نحن نسابق الزمن. فاعتماداً على الموقع يكون حتمياً أن نقدم البذور إلى الناس في المناطق المتضررة من الاعصار في الوقت المناسب لزراعتها. وفي بعض الحالات يكون ذلك في وقت مبكر مثل منتصف ديسمبر".
وإذا لم يتمكن المزارعون من الزراعة الآن فلن يكون لديهم محصول في مارس/أبريل 2014. وسيكون عليهم الانتظار لموسم الزراعة القادم وبعد ذلك بشهرين لن يروا الحصاد حتى أكتوبر 2014. وقال فينيت: "هذا معناه أنه من اليوم وحتى العام القادم سيضطرون الى الاعتماد على مساعدات الطوارئ".
وطبقاً لما ذكرته منظمة الأغذية والزراعة فإن كيس واحد من البذور يكفي لزراعة هكتار واحد وهو ما يكفي لإطعام أسرة مكونة من خمس أفراد لمدة عام واحد ويترك لهم بعض المحصول الزائد لكي يبيعونه في السوق. وقد قامت منظمة الأغذية والزراعة بتأمين ما يكفي من بذور الأرز لما يقرب من 15,000 أسرة مزارعة وما يكفي من بذور الذرة لآلاف الأسر الأخرى.
وقد طلبت الحكومة الفلبينية مساعدة منظمة الأغذية والزراعة في شراء 640 طن مكعب من بذور الأرز بالإضافة إلى مخزوناتها من البذور. ولكن ذلك سيشكل تحدياً إذ تشتري منظمة الأغذية والزراعة البذور التي تلبي فقط متطلبات الحكومة، ومع التقييمات المستمرة فإن الكمية الحقيقية للبذور اللازمة يمكن أن تثبت في النهاية أنها أكبر بكثير. وقد أشار فينيت إلى أن "الفجوة تزداد اتساعاً".
وسيكون موعد الحصاد التالي أثناء موسم الجفاف السنوي في البلاد، ولكن اعتماداً على المنطقة فإن موسم الجفاف يتباين من يناير إلى يونيو في المناطق المتضررة فيما عدا المنطقة الثامنة التي سوف تتمتع بالأمطار حتى مارس 2014. وبصفة عامة، يستمر موسم الأمطار في الفلبين من نوفمبر إلى يونيو.
وقال فينيت: "لا نحتاج إلى مساعدة المزارعين على الزراعة فحسب ولكننا نحتاج إلى مساعدتهم في تطهير أراضيهم واستعادة نظام الري الذي تلف أو تدمر الكثير منه في العاصفة".
وقد ناشدت منظمة الأغذية والزراعة في 27 نوفمبر الجهات المانحة من أجل تقديم ما يزيد عن 11 مليون دولار لتقديم الأموال إلى سكان الريف لمساعدتهم على تنظيف وتطهير الأراضي الزراعية وإزالة الطمي من قنوات الري في أعقاب الفيضان الذي سببه الإعصار.
وهذا بالإضافة إلى مبلغ 20 مليون دولار التي طلبتها المنظمة بالفعل لمساعدة المزارعين المتضررين من الإعصار على الزراعة والري والتسميد والحفاظ على محاصيلهم من أجل ضمان الحصاد القادم في عام 2014.
ds/ds/he-hka/dvh