بعد مرور أكثر من أسبوع على الزلزال المدمر الذي ضرب وسط الفلبين وأسفر عن مقتل ما يقرب من 200 شخص وتشريد عشرات الآلاف، لا يزال من المتعذر على العاملين في مجال الإغاثة الوصول إلى العديد من المناطق في ظل مخاوف من تناقص الغذاء ومواد الإغاثة.
وفي هذا الإطار، أخبرت غويندولين بانغ، الأمين العام لهيئة الصليب الأحمر الفلبيني، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن عمدة محلياً واحداً على الأقل في جزيرة بوهول – وهي مركز الزلزال - قد "طلب بطريقة غير لائقة" من الصليب الأحمر تسليمه مواد الإغاثة الخاصة بهم حتى يتمكن من توزيعها بنفسه. وأضافت أنهم عندما رفضوا، أُمُروا بمغادرة بلدة ماريبوجوك، وهي إحدى المناطق التي تعرضت للدمار والواقعة بالقرب من مركز الزلزال التي بلغت قوته 7.2 درجة على مقياس ريختر.
قال سيرافين ماجلان بينما كان ينتظر حصص الغذاء على طريق سريع متهدم في جيتافي، وهي بلدة على الجزيرة: "لدينا بعض الطعام والماء، ولكن الحال لن يدوم طويلاً. يمكننا جلب المياه من الآبار، إلا أنها ليست نظيفة كما كانت".
ويقف بجانب ماجلان عشرات الأشخاص وهم يلوحون للسيارات للوقوف طالبين المساعدة وقد حمل بعضهم لافتات كتبوا عليها "ساعدونا" بحروف داكنة كبيرة، حتى تتمكن طائرات الهليكوبتر من رؤيتها من أعلى وتوفير المساعدات مباشرة.
وأضاف ماجلان قائلاً: "الناس جياع ويعانون من البرد في العراء. كما أن الكثير منهم لم يدفن موتاه بعد، ولكن المسؤولين يتنازعون على مواد الإغاثة. ينبغي أن ينتهي هذا الآن وأن يُسمح لهذه المواد بالوصول إلينا."
ومن الجدير بالذكر أن هذا الزلزال الذي ضرب بوهول في 15 أكتوبر هو أقوى زلزال شهدته البلاد المعرضة للكوارث في السنوات الأخيرة. وقد شعرت به العديد من المقاطعات المجاورة إذ تبعته أكثر من 2,500 هزة ارتدادية في المنطقة بأكملها منذ ذلك الحين.
وأفاد المجلس الوطني للحد من مخاطر الكوارث وإدارتها أن الزلزال تسبب في مقتل 195 شخصاً على الأقل، معظمهم في بوهول، وهي منطقة سياحية شهيرة، مضيفاً أنه من بين نحو ثلاثة ملايين شخص تضرروا من الزلزال تعرض 344,000 للنزوح وهم يقيمون الآن في 99 موقع إجلاء أو مع أصدقائهم وأقاربهم.
وقد دمر الزلزال ما يقرب من 45,000 منزل، فضلاً عن عشرات الجسور والطرق، مما يجعل وصول عمال الإغاثة إلى الناجين أمراً صعباً. إضافة إلى ذلك، تم تدمير العشرات من المواقع التراثية، بما في ذلك كنائس كاثوليكية مشيدة منذ قرون، ومستشفيات، ومدارس ومكاتب حكومية ومكاتب قطاع خاص، حيث تقدر الأضرار التي لحقت بالبنية التحتية بنحو 23 مليون دولار .
وقد أقر الرئيس بنينو أكينو، عندما خاطب الصحفيين يوم 22 أكتوبر، أنه على الرغم من أن المسؤولين كانوا يسعون إلى الوصول إلى المجتمعات المعزولة، إلا أن القرى التي تقع على المرتفعات لا تزال من دون كهرباء.
لكن استعادة التيار الكهربائي، إن حدثت، لا تعني توافر المياه الصالحة للشرب، وفقاً لتحديث تقرير جهود الإغاثة من الزلزال الذي أعده مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في 21 أكتوبر.
وأوضح التقرير أنه على الرغم من أن معظم الجسور والطرق التي انهارت قد تم إصلاحها منذ 20 أكتوبر، إلا أنه لا يزال يصعب الوصول إلى المجتمعات "النائية"، كما أن "الأضرار الواسعة النطاق التي أصابت البنية التحتية والمباني والمرافق العامة "قد أدت إلى التوزيع المحدود لمواد الإغاثة الخاصة بالمأوى.
وأوضح الرئيس أكينو قائلاً: "تلقيت تأكيدات بأنه لن يتم لإهمال أي مجتمع،" مضيفاً أن الإمدادات التي تكفي لمدة أسبوعين لكل أسرة يجري نقلها جواً أو شحنها إلى الجزيرة التي دمرها الزلزال.
مزاعم اكتناز مواد الإغاثة
في أثناء ذلك، صرح وزير الداخلية مار روكساس في بيان له أنه قد أصدر أوامره للشرطة الوطنية للتحقق من تقارير تفيد بأن بعض المسؤولين المحليين في بوهول "يخزنون" مواد الإغاثة ويوزعونها بشكل انتقائي فقط على مؤيديهم.
وأضاف قائلاً: "لا يجوز أن يحتفظ المسؤولون بمواد الإغاثة. وإذا ثبت هذا، يجب أن يُعاقب أولئك الذين يكنزون مواد الإغاثة تلك."
وقال روكساس أن المسؤولين المحليين من دائرة الرعاية الاجتماعية والتنمية قد أبلغوه أن العديد من السكان لم يحصلوا على مواد الإغاثة، وخص بالذكر الحادثة التي طُلب خلالها من الصليب الأحمر المغادرة لرفضه تسليم مواد الإغاثة إلى عمدة إحدى المحليات.
وأضاف أنه قد تم نقل ما يقرب من 100,000 حزمة من حصص الغذاء المخصصة للأسر إلى مناطق الزلزال.
aag/pt/cb-mez/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions