1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Nepal

الأمراض غير المعدية تشكل تهديداً في نيبال

A patient lies in Bir Hospital in Nepal Naresh Newar/IRIN
من المرجح أن يزداد التهديد الذي تشكله الأمراض غير المعدية في نيبال، وخاصة في المدن، ما لم يبدأ تنفيذ استجابة صحية أكثر صرامة، وفقاً لتحذيرات العديد من الخبراء في مجال الصحة.

وفي حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في كاتماندو، قال براكاش راج ريغمي، كبير أطباء القلب في مستشفى بير، أكبر مستشفيات نيبال: إذا لم نبدأ التدخل الآن للسيطرة على الأمراض غير المعدية ستصبح هذه المشكلة مثيرة للقلق لأن الوضع خطير بالفعل".

وتشير البيانات التي جمعتها منظمة الصحة العالمية في عام 2011 إلى أن الأمراض غير المعدية تتسبب في ما يقدر بنحو 50 بالمائة من جميع الوفيات في نيبال كل عام - بارتفاع قدره 8 بالمائة عما كانت عليه قبل عقد من الزمن، وأشد تلك الأمراض فتكاً هي أمراض القلب والأوعية الدموية، تليها أمراض السكري والسرطان والأمراض التنفسية المزمنة وحوادث الطرق.

وحتى وقت قريب، كانت نيبال، مثل الكثير من البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل الأخرى، تهتم في المقام الأول بمكافحة الأمراض المعدية الفتاكة، بما في ذلك فيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والحصبة والسل. وعلى الرغم من أن هذه الأمراض المعدية وغيرها لا تزال تفتك بالبشر، إلا أن ارتفاع ضغط الدم والنوبات القلبية والحوادث المرورية هي ما يرسل الناس إلى المراكز الصحية على نحو متزايد.

كما يسهم السائقون المتهورون وسوء صيانة المركبات والطرق الأكثر سوءاً بأكثر من 10,000 إصابة وما يقرب من 2,000 حالة وفاة سنوياً، وفقاً للإحصاءات الحكومية.

وأعرب راجندرا كوجو، مدير مستشفى دهوليكهيل الذي يخدم العاصمة والمناطق المحيطة بها، وهو أحد المستشفيات التعليمية المرموقة غير الحكومية وغير الهادفة للربح في البلاد، عن قلقه إزاء العدد المتزايد من البالغين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، وهو عامل خطر بالنسبة للمتلازمة الأيضية (مزيج من الاضطرابات الصحية يزيد من خطر تعرض الشخص لأمراض القلب والسكري).

وتشير تقديرات كوجو التي تستند إلى الدراسات التي قام بها في عدد من البلديات في المناطق الحضرية في البلاد، إلى أن ثلث سكان البلاد الذين تزيد أعمارهم عن 18 عاماً يعانون من ارتفاع ضغط الدم، الذي غالباً ما يكون مقدمة للإصابة بأمراض القلب والسكري.

وذكر مدير المستشفى من بين عوامل الخطر تناول الكحوليات والتوتر في المنزل وكذلك عدم الاستقرار السياسي المستمر (المأزق الدستوري المصاحب للتغييرات المتكررة في الحكومة) منذ نهاية النزاع المسلح الذي استمر عقداً من الزمان في عام 2006.

وأضاف كوجو أن من بين 15 مليون زيارة يقوم بها المرضى إلى المستشفى سنوياً، كانت الأمراض الأكثر شيوعاً هي السرطان والسكري وأمراض القلب - بالإضافة إلى محاولات الانتحار التي يتم اللإقدام عليها كل أسبوع تقريباً.

العبء المالي

وبينما يلوح الموت في الأفق بالنسبة للأفراد المصابين بالأمراض غير المعدية، يقع العبء المالي على الأسرة بأكملها - وعلى الناجين، كما قد يحدث في بعض الأحيان - وفقاً لتقرير البنك الدولي بشأن الأمراض غير المعدية في جنوب آسيا الصادر في عام 2011.

وقال التقرير أن أكثر من 55 بالمائة من النفقات التي يتكبدها المرضى لعلاج الأمراض غير المعدية والحصول على الرعاية الصحية في نيبال تتم تغطيتها عن طريق الاقتراض وبيع الأصول، مما يخلق مستويات "مرتفعة" من الأعباء المالية. كما ذكرت إدارة الخدمات الصحية (DOHS) أن نيبال خصصت أقل من واحد بالمائة من ميزانية الصحة الوطنية لعام 2012-2013، والتي تبلغ 370 مليون دولار، للأنشطة المتعلقة بالأمراض غير المعدية.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال شيفا شريستا، وهو مسؤول كبير في المنظمة غير الحكومية المحلية "جمعية نيبال لمرض السكري"، أن "الأسر ذات الدخل المنخفض هي أكبر ضحايا قرار الحكومة بعدم منح الأولوية للأمراض غير المعدية".

وعلى الرغم من أن المستشفيات العامة لا تفرض رسوماً على المستخدمين، إلا أن قائمة الانتظار للحصول على الرعاية المتخصصة يمكن أن تكون طويلة. وتساعد شبكتان غير ربحيتان وطنيتان، هما جمعية نيبال لمرض السكري وجمعية السرطان، في سد هذه الفجوة. ويتطوع أكبر أخصائيو الغدد الصماء والقلب في البلاد بوقتهم لتقديم العلاج المدعوم إلى حد كبير لمرضى السكري من خلال جمعية نيبال لمرض السكري.

حلول

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، عبر كيشور كومار برادانانغا، رئيس قسم الوقاية في أكبر مركز للأورام في البلاد، وهو مستشفى بيسويسار براساد كويرالا التذكاري في مدينة شيتوان، التي تقع على بعد 200 كيلومتر جنوب غرب كاتماندو، عن اعتقاده بأن "ما تحتاج إليه البلاد هو حملة صحية واسعة النطاق للسيطرة على ارتفاع معدل الإصابة بالأمراض غير المعدية في المدن والقرى على حد سواء."

يشعر برادانانغا بالقلق بشكل خاص إزاء المرضى الذين يسعون للحصول على العلاج فقط عندما يصل السرطان إلى مرحلة متقدمة، مما يضاعف تكاليف العلاج ويستنزف موارد الأسرة، وغالباً ما يقلل من فرص النجاح، وهذا اتجاه لوحظ على المستوى العالمي في تقرير نشرته منظمة الصحة العالمية في عام 2011.

"المشكلة هي أن أموالهم سوف تنفد، وقريباً لن يستطيعوا تحمل تكاليف العلاج، وستكون الأسر ذات الدخل المنخفض هي أكبر الضحايا،" كما حذر غريب داس ثاكور، مدير شعبة مكافحة الأمراض الوبائية في إدارة الخدمات الصحية، خلال حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين).

وأوضح في السياق نفسه أن العبء المالي الذي تفرضه الأمراض المعدية على البلاد قد انخفض في السنوات الأخيرة، مما يجعل الأمراض غير المعدية ضمن أولويات الحكومة الآن.

وتخطط الحكومة بالفعل لتصميم برامج الوقاية من الأمراض غير المعدية والعلاج المبكر في أكثر من 20 مقاطعة من أصل 75 مقاطعة في البلاد (لم يتم تحديدها بعد).

"وسوف تزداد هذه المشكلة [الأمراض غير المعدية] سوءاً نظراً للضغط المتزايد على الأسر بسبب ارتفاع معدلات التضخم، وتسارع التوسع الحضري وأنماط الحياة السلبية التي تتبناها الأسر النيبالية،" كما أفاد مدير عام إدارة الخدمات الصحية لاخان ساه في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، مشيراً إلى أن زيادة التلوث في المدن التي تنمو بسرعة، وتدخين التبغ والنظم الغذائية غير الصحية من أكبر مسببات الأمراض غير المعدية.

وقد أعلنت الحكومة أن متوسط التضخم بلغ 9.3 بالمائة في عام 2013، ارتفاعاً من 7 بالمائة في العام الماضي.

كما ذكر نحو 51 بالمائة من الرجال الذين شملهم أخر مسح صحي ديمغرافي في البلاد في عام 2011 أنهم يدخنون، بينما كانت النسبة بين النساء لا تتجاوز الـ 13 بالمائة.

وفي سياق متصل، أعلنت جمعية الإغاثة من السرطان في نيبال أن نحو 16,000 شخص يقضون نحبهم سنوياً في نيبال بسبب الأمراض المتعلقة بالتبغ (90 بالمائة منهم بسبب سرطان الرئة).

هل يمكن أن تقتل المدن البشر؟

ولا تزال نيبال دولة ريفية في معظم مناطقها، حيث يعيش 17 بالمائة فقط من سكانها في المدن. وهذا التوزيع يجعلها من البلدان التي تشهد أسرع معدلات التوسع الحضري في المنطقة، حيث تنمو المدن بنسبة 6 بالمائة سنوياً تقريباً منذ سبعينيات القرن الماضي، وفقاً لحسابات الأمم المتحدة التي ورد ذكرها في تقرير نشره البنك الدولي في وقت سابق من هذا العام.

وأشار كوجو في وصفه لسكان المناطق الحضرية، الذين يزدادون باستمرار في نيبال (من حيث العدد والحجم أيضاً)، إلى أن "الناس يأكلون كميات أكبر من الأطعمة الجاهزة، بدلاً من طهي الوجبات الطازجة في المنزل، كما قلت ممارستهم للرياضة والسير، وأصبح عدد أكبر منهم يمتلك سيارات. وأسوأ ما في الأمر هو استهلاك كميات ضخمة من الكحوليات ومنتجات التبغ".

وخلصت دراسة استقصائية أجريت في عام 2010 عن السمنة في نيبال إلى أن "التوسع الحضري هو القوة الدافعة الرئيسية وراء انتشار السمنة في نيبال".

من جانبها، حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الأمراض غير المعدية كانت مسؤولة عن 36 مليون من أصل 57 مليون حالة وفاة في جميع أنحاء العالم حتى عام 2010 (وهي آخر سنة تم فيها تحليل البيانات)، وتحدث أكثر من 80 بالمائة من هذه الوفيات في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.

أما البلدان ذات الدخل المرتفع، فحازت على أعلى نسبة - كانت 87 بالمائة من جميع الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية، بينما تقل النسب في البلدان المنخفضة الدخل (36 بالمائة) والبلدان ذات الدخل الأدنى من المتوسط (56 بالمائة).

وفي شهر مايو 2013، وافقت الدول الأعضاء في منظمة الصحة العالمية على إطار للرصد يتضمن تسعة أهداف طوعية تتعلق بالحد من الخمول البدني، وتناول الملح/الصوديوم، واستخدام الكحول على نحو ضار، وتدخين التبغ، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع معدلات السكري/السمنة، والوفيات الناجمة عن أمراض القلب والأوعية الدموية والسرطان والسكري والأمراض التنفسية المزمنة، مع تعزيز العلاج بالعقاقير والمشورة الطبية لمنع النوبات القلبية والسكتات الدماغية.

nn/pt/cb-ais/dvh
"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join