قالت السلطات المحلية في 14 أكتوبر/تشرين الأول أن المواد الكاشفة المستخدمة لفحص العينات المشتبه بإصابتها بحمى الوادي المتصدع في مدينة الناصرية، 300 كلم جنوب بغداد، كانت منتهية الصلاحية.
وقال فياض سليمان، وهو مسؤول رفيع المستوى في وزارة الزراعة: وجد المتخصصون التابعون لنا والذين أرسلوا للتأكد من انتشار حمى الوادي المتصدع بين الماشية في الناصرية أن المواد الكاشفة المستخدمة [في الفحوصات الأولية] كانت منتهية الصلاحية وأن العينات التي أعيد فحصها في بغداد أظهرت نتائج سلبية. ومع ذلك، ما زلنا نراقب الوضع عن كثب".
ووفقاً لسليمان، ظهرت على الحيوانات التي تم فحصها أعراض تشبه تلك المصاحبة لمرض حمى الوادي المتصدع، ولكن الخبراء البيطريين أفادوا بأن الحيوانات كانت مصابة بالتهابات في الجلد وأن حالة الإجهاض الوحيدة بين الخراف قد يكون سببها سوء التغذية أو شرب ماء ملوث.
وأضاف فياض قائلاً: "سنقوم بفحص الحيوان المجهض ولكننا واثقون بأن الإجهاض لم يكن بسبب حمى الوادي المتصدع. كما قام الأطباء البيطريون بمعالجة الحيوانات من الأمراض الجلدية وطالبوا المزارعين بضرورة إعلام المركز الزراعي المحلي في حال ظهرت أي أعراض غير عادية بين ماشيتهم.
وأشار فياض أيضاً إلى أن "المزارعين في جنوب العراق كانوا قد بلغوا في مايو/أيار 2005 عن نفس هذه النتائج المضللة ولكن الفحوصات المخبرية سرعان ما أكدت بأن النتائج كانت سلبية". وقال: "لسوء الحظ استخدمنا هذه المرة مواد كاشفة منتهية الصلاحية مما أدى إلى تأخير ظهور النتائج النهائية".
وتصيب حمى الوادي المتصدع الماشية (بما في ذلك البقر والثيران والغنم والماعز والجمال) والإنسان كذلك. ويظهر المرض في الغالب في إفريقيا.
وتصل العدوى إلى البشر بواسطة البعوض الذي يلعب دور الناقل، كما يمكن أن يتقل إلى الإنسان عن طريق لمسه لدماء أو سوائل أجسام الحيوانات المصابة.
وأخبر سليمان شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن مواد كاشفة جديدة تم استيرادها من الأردن أكدت بأن النتائج سلبية وأضاف: "نتمنى بأن لا تحدث مثل هذه الأمور مرة أخرى".
وأفاد مهند نافي، المسؤول رفيع المستوى في مديرية اللقاحات التابعة لوزارة الزراعة، أن المواد الكاشفة التي استخدمت في الأصل كانت قيد التخزين وأن اللقاحات التي استخدمت أرسلت من محافظات جنوبية أخرى.
وأضاف قائلاً: "سنقوم في الأشهر القادمة بتزويد كميات كافية من اللقاحات لجميع الماشية في المنطقة [الناصرية] لمنع أي انتشار محتمل للمرض في المستقبل. وستقوم المراكز الزراعية المحلية بمراقبة اللقاحات ومنع استخدام تلك التي انتهت صلاحيتها".
استمرار الحذر
وقد طُلب من المزارعين بالاستمرار بعزل حيواناتهم التي كان يشتبه بإصابتها بالمرض في مساحة تبلغ 2 كلم مربع لأسبوع إضافي كجزء من الإجراء الاحترازي.
وأضاف نافي قائلاً: "لقد حصلنا على نتائج سلبية ولكن علينا أن نبقى حذرين، ففي بعض الأحيان يمكن للمواد الكيماوية الموثوق منها أن تعطي نتائج خاطئة ولكننا سعيدين بأنها لم تكن سوى خطأ والعراقيون في مأمن من مرض خطير كحمى الوادي المتصدع".
وأخبر خالد إدريس، وهو متخصص بيطري يعمل في الناصرية وكان على اتصال مباشر بالمشكلة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن كل الدلائل بما فيها حالة الإجهاض كانت تشير إلى حمى الوادي المتصدع، حيث قال: "كانت الأعراض قريبة جداً من أعراض الإصابة بحمى الوادي المتصدع وقد وثقنا بالنتائج الإيجابية التي حصلنا عليها. لم نكن نتخيل بأن المواد الكاشفة كانت منتهية الصلاحية على الرغم من أنني اعتقد بأن المرض أخطر من التهاب في الجلد فقط".
وقد طلب مجلس محافظة ذي قار من إدريس أن يترك القضية للمختصين في بغداد.
أما منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة فقد طلبت من وزارة الزراعة إعلامها بالمستجدات الكاملة للقضية وستقوم بدورها بمراقبة التطورات عن كثب.