1. الرئيسية
  2. West Africa
  3. Mauritania

موريتانيا: اللاجئون يواجهون معدلات وفيات وسوء تغذية مثيرة للقلق

A Malian girl in the Mbera refugee camp in Mauritania's Hodh El Chargui region in the east Jaspreet Kindra/IRIN

يعاني طفل واحد تقريباً من بين خمسة أطفال من سوء التغذية في مخيم مبيرا للاجئين في شرق موريتانيا الذي يضم 55,000 لاجئ من مالي بينما يعاني 4.6 بالمائة من الأطفال هناك من سوء التغذية الحاد- وهو ما يعادل ضعفين إلى ثلاثة أضعاف المعدل الوطني، وفقاً للدراسة التي صدرت في شهر نوفمبر الماضي عن منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية.

وفي هذا الإطار، قال كارل ناويزي، مدير منظمة أطباء بلا حدود في موريتانيا، أن الأطفال دون سن الخامسة يموتون بشكل رئيسي نتيجة لمزيج من سوء التغذية والملاريا وأمراض الجهاز التنفسي والإسهال. وقد وصف ناويزي الوضع بأنه غير مقبول ومثير للقلق".

وقد تم تطعيم 70 بالمائة فقط من الأطفال دون سن الخامسة ضد الحصبة، مما أثار قلقاً بشأن حدوث المزيد من الوفيات، إذ عادة ما يكون الجمع بين الحصبة وسوء التغذية مميتاً. وتدعو منظمة أطباء بلا حدود إلى إطلاق حملة طارئة للتطعيم ضد الحصبة تغطي ما يقرب من 95 بالمائة من الأطفال دون سن الخامسة.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) الشهر الماضي في العاصمة نواكشوط، قال ناويزي أن ارتفاع معدل الوفيات يعود جزئياً إلى أن الأمهات لا يقمن بإحضار أطفالهن إلى المراكز الصحية الموجودة في المخيم إلى أن يوشكون على الموت.

ويتخلى أقل من نصف الأمهات تقريباً عن برنامج التغذية العلاجية المصمم من أجل استعادة صحة أطفالهن المصابين بسوء التغذية الحاد، ويعود ذلك جزئياً لأنهم- مثل البدو- يتنقلون دائماً ويسافرون داخل موريتانيا ومن وإلى مالي.

الحاجة إلى إعادة النظر في المعونة الغذائية؟

ويعزى ارتفاع معدلات سوء التغذية جزئياً إلى أن اللاجئين اضطروا إلى التكيف مع نظام غذائي مختلف تماماً تسيطر عليه الحبوب بدلاً من الحليب واللحوم التي كانوا معتادين عليها.

وطبقاً لما ذكرته منظمة أطباء بلا حدود فإن العديد من الأسر تبيع جزءاً من حصصها الغذائية لشراء كمية صغيرة من الحليب أو اللحوم لأطفالها.

وقال ناويزي في بيان صدر يوم 9 يناير أن الوضع يمكن أن يزداد سوءاً إذا لم تتحسن المساعدات المقدمة إلى اللاجئين.

وأضاف أنه "من أجل تجنب ارتفاع معدل الوفيات بين الأطفال المصابين بسوء التغذية الحاد نحتاج إلى إعادة النظر في المساعدات الغذائية،" مشيراً إلى أن الأنشطة المدرة للدخل وتوزيع الماعز على البدو سيكون مفيداً، إذ من المرجح بقاء معظم اللاجئين في المخيم لفترة طويلة ونظراً لتعليق التدخل العسكري في الشمال.

وقال ألن كورديل، مدير برنامج الأغذية العالمي في موريتانيا أنه طبقاً لدراسات رصد ما بعد التوزيع، فإن 10 بالمائة فقط من الحبوب الموزعة تم بيعها من أجل شراء الحليب واللحوم والشاي ومن أجل دفع تكلفة الأخشاب والمواصلات وتكاليف أخرى. ومن بين كل أربعة لاجئين تم سؤالهم قال واحد منهم أنه يريد الحليب واللحم. وهذا معناه، طبقاً لما قال كورديل لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن "75 بالمائة لم يشيروا إلى رغبتهم في ذلك".

فائض الحبوب

وأحد الأسباب لبيع الحبوب حالياً في الأسواق هو أن المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قدرت في البداية عدد اللاجئين ما بين 80,000 و100,000 مقابل العدد الذي تم إحصاؤه مؤخراً وبلغ 55,000 لاجئ، وهذا ما خلق فائضاً في الحبوب، طبقاً لكورديل.

لكن العديد من المنظمات الإنسانية وشخصان من مجموعات اللاجئين الماليين في العاصمة نواكشوط قالوا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن اللاجئين لديهم مشاكل في الغذاء الذي يحصلون عليه. وقالت زكياتو أواليتي ألاتين، المتحدثة باسم جمعية اللاجئين وضحايا أزاواد ومقرها نواكشوط أن "المشكلة الأكثر استمراراً التي نسمع عنها في مبيرا هي مشكلة الغذاء- فنحن قوم بدو نعيش على الحليب واللحم".

مع ذلك يبحث برنامج الأغذية العالمي في استبدال أحد المواد الغذائية التي يوزعونها حالياً بالقسائم النقدية التي ستمكن اللاجئين من شراء ما يريدونه، ولكنهم يحتاجون إلى دراسة السوق أولاً بصورة كافية، طبقاً لما ذكره كورديل.

ويواصل الماليون الوصول إلى موريتانيا مع تطور الأنباء حول التدخل العسكري المعلق. وقام الجيش المالي في التاسع من يناير بصد الهجمات التي قامت بها الجماعات الإسلامية في كونا التي تقع على مسافة 70 كيلومتراً شمال موبتي في وسط مالي.

"دليل على يأس حقيقي"

وقال بعض سكان مخيم مبيرا أنهم مستعدون للعودة إلى المنطقة الشمالية التي يسيطر عليها الإسلاميون- على الرغم من التطبيق الصارم لقوانين الشريعة- لرعي القطيع الذي تركوه وراءهم والعودة إلى الممارسات الثقافية المألوفة لديهم بدرجة أكبر بما في ذلك الغذاء الذي يعرفونه. وقال ناويزي في البيان أن "هذا دليل على يأس حقيقي".

وطبقاً لما ذكرته منظمة أطباء العالم غير الحكومية، فإن معدلات سوء التغذية بين سكان شمال مالي كانت بصورة تقليدية أقل بكثير من معدلات سوء التغذية في باقي البلاد بسبب النظام الغذائي الغني بالبروتين الحيواني والذي يهيمن عليه الحليب.

وتدير منظمة أطباء بلا حدود موقعين صحيين ومركزاً للرعاية الصحية في مخيم مبيرا بالإضافة إلى موقعين صحيين إضافيين في فاسالا وباسيكونو على مسافة ليست ببعيدة عن المخيم. وتقوم المنظمة بإنشاء وحدة توليد لحالات الطوارئ حتى لا تضطر النساء اللائي يعانين من مضاعفات مرتبطة بالحمل إلى السفر لمسافة 200 كيلومتر لطلب المساعدة.

وطبقاً لما ذكره برنامج الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) في نواكشوط، فإن التغذية تعد بصورة متزايدة جزءاً من الخطة التنموية للحكومة الموريتانية.

وأفادت المنظمات الإنسانية أن المواقع الصحية الحكومية تملك قدرات متواضعة جداً لمعالجة سوء التغذية في العديد من المناطق الريفية بما في ذلك معظم شرق موريتانيا.

وقال ناويزي أن منظمة أطباء بلا حدود تقوم ببناء فرقها الصحية في مبيرا وتدرس القيام بزيارات من منزل إلى منزل لمحاولة التأكد من أن الأطفال لا يعانون خلف الأبواب المغلقة.

وطبقاً لما ذكرته دراسة التغذية "الذكية" في يوليو 2012، فإن 1.8 بالمائة من الأطفال الذين تم تقيمهم في موريتانيا يعانون من سوء التغذية الحاد و12 بالمائة من سوء التغذية.

aj/cb-hk/dvh
"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join