تسببت الحصبة في وفاة 210 أطفال في إقليم السند في باكستان خلال العام الماضي في الوقت الذي يرجح فيه مسؤولو وخبراء الصحة حدوث المزيد من الوفيات.
ويقول تقرير منظمة الصحة العالمية الذي تم تقديمه إلى الحكومة الباكستانية الأسبوع الماضي- لكن لم يتم الإعلان عنه– أن عدد الضحايا في عام 2012 كان أكثر من 300 حالة على مستوى البلاد.
وقد شهد عدد الوفيات الناجمة عن الحصبة ارتفاعاً خلال الربع الأخير من عام 2012 بنحو 50 طفلاً في السند ماتوا بسبب المرض في شهر ديسمبر، خاصة في مقاطعتي كاندخوت وشيكاربور.
وقال إقبال ميمون، رئيس جمعية طب الأطفال في باكستان، أن كثافة تفشي المرض وكذلك حالات الإصابة بالحصبة قد ازدادت بنحو خمسة أضعاف هذا العام مقارنة بما كانت عليه في عام 2011 وهذا أقل بكثير عما تم الإبلاغ عنه". وقال ميمون أنه كان قد حذر الحكومة في مارس الماضي من مخاطر تفشي المرض نظراً لانخفاض مستويات التطعيم في الإقليم.
وأضاف ميمون أن "حوالي 70 بالمائة من الأطفال الذين لقوا حتفهم نتيجة إصابتهم بالحصبة في المناطق المنكوبة لم يتم تطعيمهم".
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عبر الهاتف، قال صغير أحمد وزير الصحة في إقليم السند أن "الإقليم شهد تفشياً للحصبة حيث تضررت بشدة ثمانية من مقاطعات الإقليم".
وقال الوزير أنه قد تم الإبلاغ عن نحو 2,500 إصابة بالحصبة خلال الشهرين الماضيين في المستشفيات الحكومية في كل من مقاطعات سوكور وشيكاربور وغوتكي ولاركانا وقمبر وشهداكوت ويعقوب أباد والصالحات وكشمور.
ولكن الإحصائيات الرسمية لم تذكر القصة كاملة.
وقال تشكير مقيم أوستو، وهو صحفي في مقاطعة يعقوب أباد: "لقد قمت بزيارة المستشفى الحكومي ولم تكن هناك حالات إصابة بالحصبة"، مضيفاً أنه "الأسر المريضة في المدن تقوم باستشارة الأطباء في العيادات الخاصة ولم يتم إجراء أية تطعيمات على الإطلاق في المناطق الفرعية للمدينة ولم يتم إخبار السكان عن المرض".
حملة التحصين
وقال صغير أحمد وزير الصحة في إقليم السند أنه قد تم إطلاق حملة تطعيم واسعة في المناطق المتضررة كما تم توسيع نطاق الفئات العمرية للأطفال المستهدفين بالتطعيم.
وفي حديثه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال صغير أحمد: "بدأنا حملة التطعيم من الصالحات حيث بدأ تفشى المرض، وستغطي الحملة 2.9 مليون طفل تتراوح أعمارهم ما بين عشرة أشهر وعشر سنوات في إطار حملة التطعيم الحالية".
وتعد باكستان واحدة من الدول ذات الأولوية التي تستهدفها منظمة الصحة العالمية وصندوق الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) للحد من معدل الوفيات بسبب الحصبة بشكل سريع ومستدام.
وقال ميمون أن "معظم العاملين في برنامج التطعيم مشاركون أيضاً في حملة التطعيم ضد شلل الأطفال ولذا تحظى الحصبة بأولوية ثانوية".
وقال تقرير منظمة الصحة العالمية الذي تم تقديمه إلى الحكومة أن السبب الرئيسي لتفشي المرض هو الفشل في استكمال برنامج التحصين. كما ذكر التقرير أن 53 بالمائة من الأطفال في الإقليم لم يحصلوا على التطعيم.
وتوفر الجرعة الأولى من التطعيم من 60 إلى 70 بالمائة من المناعة ضد المرض، إلا أن الحصول الجرعة الثانية ضروري للوصول إلى 95 بالمائة من مستويات المناعة ضد الحصبة.
أسباب أخرى
ويعزو مسؤولو الصحة تفشي الوباء إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية في الإقليم، بينما تربطه مصادر أخرى بالفيضانات الموسمية الشديدة المستمرة للعام الثالث.
وتقول منظمة الصحة العالمية أن "الاختلاف الشاسع في التغطية الروتينية لبرنامج التطعيم بين الأقاليم والمقاطعات والمدن هو السبب الجذري لتفشي مرض الحصبة الحالي".
وقال وزير الصحة في إقليم السند صغير أحمد أن "سوء التغذية وكذلك نقص التغذية يؤثران بشدة على نظم المناعة لدى الأطفال مما يجعلهم عرضة بدرجة كبيرة للإصابة بالحصبة".
وقال إقبال ميمون أن الجهل وقلة التوعية وعدم كفاءة مرافق التطعيم في المستشفيات الحكومية كانت أيضاً الأسباب الرئيسية لتفشي المرض، مضيفاً أن "الوباء قد يصبح خطيراً جداً خلال الفترة من يناير إلى أبريل، لأن الحصبة تصبح معدية بشكل أكبر في مثل هذا الطقس".
ak/jj/cb-hk/dvh
"