1. الرئيسية
  2. Global

تغير المناخ: ماذا يعني ارتفاع درجة حرارة العالم بمقدار أربع درجات؟

Dry earth in the desert plains of the Danakil depression in northern Ethiopia. For generic use, keywords: drought, famine, dry Siegfried Modola/IRIN
Dry earth in the desert plains of the Danakil depression in northern Ethiopia

يرسم التقرير الجديد الذي تم إصداره قبل أيام من محادثات الأمم المتحدة حول تغير المناخ التي ستعقد بالدوحة في قطر صورة مخيفة لعالم ترتفع فيه درجات الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية عن معدلاتها الطبيعية بنهاية هذا القرن.

وفي حالة حدوث مثل هذا السيناريو، من المحتمل أن يكون هناك "نوع جديد من موجات الحر" بدرجات لم تعرف من قبل، كما جاء في التقرير الذي حمل عنوان "اخفضوا الحرارة: لماذا يجب أن نتجنب ارتفاع درجة حرارة العالم بمقدار أربع درجات مئوية".

وفي ظل هذا السيناريو قد تبدو موجات الحر الحالية في أفريقيا جنوب الصحراء والشرق الأوسط التي تزيد فيها درجات الحرارة عن 40 درجة مئوية بصفة مستمرة وكأنها درجات حرارة لطيفة في غضون عقود قليلة.

كما قد يؤدي ارتفاع درجة الحرارة بأربع درجات بنهاية القرن إلى تراجع مخزونات الغذاء العالمية وارتفاع مستوى سطح البحر، مما سيؤثر سلباً على مئات الملايين من البشر.

وقال التقرير الذي يجمع أحدث علوم المناخ وأعده للبنك الدولي كل من معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ ومؤسسة تحليلات المناخ الألمانية غير الحكومية، أنه في مثل هذا السيناريو لن يكون هناك يقين بأن التكيف سيكون ممكناً.

ويعتبر اتخاذ خطوات للسيطرة على درجات الحرارة العالمية عن طريق الحد من انبعاث الغازات الدفيئة أحد القضايا الرئيسية التي سيتم مناقشتها في محادثات الدوحة.

علامات الاحترار

ويقول التقرير أن علامات المعدل الذي تزداد فيه سخونة الأرض أصبحت أكثر وضوحاً. "فمساحة اليابسة التي تأثرت بالجفاف... قد زادت بدرجة كبيرة خلال الـ 50 عاماً الماضية بمعدل أسرع قليلاً مما توقعته النماذج المناخية".
.
وذكر التقرير أن موجة الجفاف التي شهدتها الولايات المتحدة عام 2012 أثرت على نحو 80 بالمائة من الأراضي الزراعية، مما جعلها أشد موجة جفاف منذ الخمسينيات مسجلة بذلك درجات حرارة غير مسبوقة.

وقد حذر العلماء الدول للحفاظ على ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى ما دون درجتين بحلول نهاية القرن- وإلا فنحن في طريقنا إلى ارتفاع درجة الحرارة بنحو أربع درجات. وحتى ارتفاع درجات الحرارة العالمية بمقدار درجتين بنهاية هذا القرن– وهو ما يتوقعه الكثيرون - سيكون ذا تأثير كارثي يتمثل في الإجهاد المائي في البلدان القاحلة وشبه القاحلة، والمزيد من الفيضانات في المناطق الساحلية المنخفضة، وتآكل السواحل في الدول الجزرية الصغيرة، والقضاء على ما يقرب من 30 بالمائة من الأنواع النباتية والحيوانية.

توقعات اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ

وتشير توقعات اللجنة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ- وهي المرجعية العالمية لعلوم المناخ- إلى أنه إذا ظلت انبعاثات الغازات الدفيئة العالمية بلا تغير، فمن الممكن عندها حدوث ارتفاع في درجة الحرارة بمقدار 2.2 درجة مئوية بحلول عام 2050.

ويقول تقرير معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ ومؤسسة تحليلات المناخ أن "الدليل العلمي الحالي يشير إلى أنه حتى مع الالتزامات الحالية والتعهدات التي نفذت بالكامل هناك احتمال 20 بالمائة تقريباُ في تجاوز الأربع درجات مئوية بحلول عام 2100 واحتمال 10 بالمائة في تجاوز الأربع درجات مئوية في وقت أقرب بحلول عام 2070".

ولكن التقرير يقول أن "ارتفاع درجة الحرارة لن يتوقف عند هذا الحد. فبسبب الاستجابة البطيئة للنظام المناخي، فإن انبعاثات الغازات الدفيئة والتركيزات التي من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة بمقدار 4 درجات مئوية بحلول عام 2100 سوف تفرض على العالم ارتفاع درجة الحرارة بدرجة أكبر بمعدل يتجاوز 6 درجات مئوية أو أكثر على المدى الطويل، مع ارتباط ارتفاع درجة الحرارة بارتفاع مستوى سطح البحر لعدة أمتار.

وقال جون شيلنهوبر، مدير معهد بوتسدام لبحوث تأثير المناخ أن "استجابات نظام الأرض لتغير المناخ تبدو غير خطية. وإذا غامرنا بمسافة أبعد من حد الدرجتين باتجاه حد الأربع درجات مئوية فإن خطر تجاوز نقطة اللاعودة يزداد بشكل حاد. والطريقة الوحيدة لتجنب ذلك هي كسر نمط العمل على النحو المعتاد في مجال الانتاج والاستهلاك".

"اضطرابات حادة"

ويهدف التقرير إلى "احداث صدمة تدفعنا إلى العمل" طبقاً لما ذكره جيم يونج كيم، رئيس البنك الدولي في مقدمة التقرير. "فالعالم الذي ترتفع فيه درجة الحرارة بأربع درجات مئوية من المتوقع أن يكون عالم تواجه فيه المجتمعات والمدن والبلدان اضطرابات شديدة ودمار وتفكك مع انتشار العديد من تلك المخاطر بصورة غير متساوية. ومن المتوقع أيضاً أن يعاني الفقراء أشد المعاناة وأن يصبح المجتمع الدولي أكثر تمزقاً وظلماً عما هو عليه الآن".

ويمكن للحياة التي نعرفها حالياً أن تتغير بشكل كبير. وقال التقرير مستشهداً بدراسات جديدة أنه على مدى الـ 30 إلى 90 عاماً القادمة يمكن لجنوب أفريقيا والولايات المتحدة وجنوب أوروبا والبرازيل وجنوب شرق آسيا أن يواجهوا موجات جفاف أكثر حدة وتواتراً. وبنهاية القرن سيكون 43 إلى 50 بالمائة من سكان العالم يعيشون في بلدان تعاني من ندرة المياه مقارنة بنسبة 28 بالمائة في الوقت الحالي.

وقال التقرير أن الدول الموجودة في المنطقة الاستوائية في أمريكا الجنوبية ووسط أفريقيا وجميع الجزر الاستوائية في منطقة المحيط الهادئ سوف "تواجه درجات حرارة شديدة غير مسبوقة بحيث تصبح تلك الدرجات هي المعدل المعتاد في جميع شهور السنة". وفي الحقيقة فإن أبرد الشهور في تلك الدول الآن يمكن أن تصبح بنهاية القرن أكثر سخونة من أكثر الشهور دفئاً حالياً.

ومن التأثيرات المتوقعة لإحدى وثلاثين دولة نامية هناك 10 مدن تمثل ثلثي إجمالي التعرض للفيضانات الشديدة.

وفيما يلي بعض نتائج التقرير:

• حدوث موجات حر شديد (التي في غياب ظاهرة الاحترار العالمي يتوقع حدوثها مرة كل عدة مئات من السنين) طوال فترة الصيف بالكامل تقريباً في العديد من المناطق. ولن تكون التأثيرات موزعة بالتساوي. ومن المتوقع أن تتراوح أكبر زيادة في ارتفاع درجة الحرارة ما بين 4 إلى 10 درجات مئوية. كما يتوقع حدوث زيادة بمقدار 6 درجات مئوية أو أكثر في متوسط درجات الحرارة في أشهر الصيف في منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط وأجزاء من الولايات المتحدة.

• من المتوقع حدوث ارتفاع في مستوى سطح البحر بمعدل 0.5 إلى واحد متر بحلول عام 2100، مع امكانية تسجيل ارتفاع أكبر من ذلك. وأكثر المدن عرضة لهذا الخطر موجودة في دول مثل موزمبيق ومدغشقر والمكسيك وفنزويلا والهند وبنجلاديش واندونيسيا والفلبين وفيتنام.

• أكثر المناطق ضعفاً هي المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية وناحية القطبين حيث يتوقع أن تجتمع تأثيرات متعددة معاً.

• من المتوقع أن تتضرر الزراعة وموارد المياه وصحة الإنسان والتنوع البيولوجي وخدمات النظام البيئي. ويمكن أن يؤدي ذلك إلى نزوح السكان بشكل واسع النطاق وسيكون لذلك عواقب على الأمن البشري والنظم الاقتصادية والتجارية.

• قد لا تستطيع العديد من الجزر الصغيرة الحفاظ على سكانها.

وقد حث البنك الدولي البلدان على التحرك نحو الاقتصادات الصديقة للبيئة والإقلال من استهلاك الوقود الأحفوري والاستثمار في البنية التحتية القادرة على تحمل درجات الحرارة القصوى والصدمات المناخية الأخرى.

jk/cb-hk/dvh


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join