يقبع أكثر من 100 سجين في انتظار تنفيذ حكم الإعدام في سجن جوبا المركزي بدولة جنوب السودان، وهو أحد ثلاثة مرافق ينتظر فيها المدانون بتهمة القتل مصيرهم على حبل المشنقة.
وبينما تناضل الدولة الجديدة من أجل بناء جهاز الشرطة والقضاء بعد عقود من الحرب الأهلية، تناشدها جماعات حقوق الإنسان إلغاء عقوبة الإعدام.
اعترفت ماري سيزيرينا، 45 عاماً، وهي أم لخمسة أبناء بجريمة القتل التي اقترفتها ولكنها قالت أنه - كغيرها من المدانين - لم يُسمح لها بالدفاع عن نفسها. قتلت سيزيرينا قريبتها قبل سبع سنوات وروت قصة اعتقالها ومعاناتها في السجن لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلة:
"أنا هنا لأني ارتكبت جريمة قتل. أحضرتني الشرطة إلى قسم الشرطة حيث انتظرت ليومين قبل نقلي إلى هنا. لقد قتلت أخت زوجي لأنها كانت تأتي إلى منزلي وتسرق ثم تلاذ بالفرار. وفي يوم من الأيام عادت إلى منزلي للسرقة فأخذت فأساً وقتلتها.
لم يكن هناك أي محامي للدفاع عني. توفى زوجي بعد ذلك ولم يبق لدي مال لإصلاح ما فعلته ولذلك أنا هنا. (يسمح القانون العرفي في جنوب السودان للجناة بأن يعطوا أبقاراً إلى أسرة الضحية بدلاً من الحكم بالسجن).
حكموا علي بالإعدام لكنهم لم يحددوا موعد التنفيذ. مرت خمسة أعوام وأنا أضع تلك السلاسل [حول قدماي]. الحياة في السجن كدخول حفرة من الجحيم- تبقى فيها دون أن يهتم لأمرك أحد.
استأنفت ضد الحكم منذ عامين ولكن لا يملك أي من أقاربي القدرة على المتابعة مع المستشار القانوني ولذلك أنا قابعة هنا. لدي خمسة أبناء لكنهم فقراء جداً ولا يمكنهم الاستئناف. وعندما يأتون لزيارتي لا يقومون سوى بالبكاء وأبكي أنا أيضاً...فأصغرهم يبلغ من العمر ثماني سنوات فقط.
ارتكبت جريمة القتل في ذلك الوقت بإيعاز من الشيطان.. فقد كان أقوى مني. أما الآن فليس لدي ضغينة تجاه أقاربي.
اجري الاستفتاء والانتخابات وحصلنا على الاستقلال. لدينا رئيس آخر الآن غير الرئيس عمر البشير ولكن شيئاً لم يتغير هنا في السجن. ربما كانوا جميعاً سعداء بالدولة الجديدة خارج السجن، لكننا لم نشعر بالسعادة هنا - لقد غيروا الحكومة لكن لم يتغير شيء هنا.
hm/rz-hk/dvh
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions