1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: العنف الطائفي يخرج عن السيطرة في بلوشستان

Relatives of missing persons stage a protest in Balochistan, Pakistan Kamila Hyat/IRIN

تواجه الأقليات العرقية والدينية في إقليم بلوشستان الذي يقع جنوب غرب باكستان الترهيب والعنف على نحو متزايد منذ عام 2009، وفقاً لبعثة تقصي الحقائق التي أرسلتها لجنة حقوق الإنسان في باكستان في الآونة الأخيرة. ويقصد بـ "المستوطنين" الذين يتم استهدافهم، الناس الذين استقروا في الإقليم ولكنهم ليسوا من جماعة البلوش العرقية (وهو مصطلح يستخدمه القوميون البلوشيون في إشارة إلى الأشخاص الذين جاء أسلافهم إلى المنطقة قبل إنشاء الدولة الباكستانية في 1947). 

وتعد الأقفال الثقيلة الموضوعة على منزلين فارغين في ضاحية سكنية في مدينة كويتا، عاصمة الإقليم، دليلاً على ما يحدث - في هذه الحالة اختار شاغلو العقارين إخلاء ممتلكاتهم بهدوء في جوف الليل. وأوضح أحد الجيران الذي طلب عدم الكشف عن اسمه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هؤلاء الأشخاص كانوا من المستوطنين في بلوشستان بعد أن جاؤوا من البنجاب. كانوا أهل خير، ونحن نعرفهم منذ سنوات، لكنهم اضطروا إلى الرحيل لأن الإقامة في بلوشستان لم تعد آمنة للأشخاص القادمين من أقاليم أخرى".

ومع تزايد العنف في عام 2010، أبلغت الحكومة المركزية مجلس الشيوخ في البلاد أن 100,000 شخص قد فروا من بلوشستان. ووفقاً للجنة حقوق الإنسان في باكستان، فر الآلاف غيرهم منذ ذلك الحين. كما أخرج آباء من "المستوطنين" على الأقل 2,000 من أطفالهم من المدارس منذ عام 2011، بحسب تقرير لجنة حقوق الإنسان في باكستان. وتجدر الإشارة إلى أن ما يقرب من نصف سكان بلوشستان البالغ عددهم 7.8 مليون نسمة من غير البلوش، وهم يعيشون أساساً في كويتا والمناطق التي يسيطر عليها البختون.

وأفاد خوار جهاندرو، الذي ينتمي إلى العرق السندي: "لقد عاشت عائلتي في كويتا منذ ثلاثينيات القرن الماضي. وهذا هو الوطن الوحيد الذي أعرفه، لكن الأمور تزداد خطورة بالنسبة لغير البلوش." وقال هذا الأستاذ، الذي يبلغ من العمر 40 عاماً، أنه سبق ونقل أسرته إلى كراتشي، مضيفاً "شعرت بالرعب بشأن سلامة أطفالي الذين سئلوا عن عرقهم حتى في المدرسة".

ووفقاً لطاهر حسين خان، وهو محام من كويتا وناشط في مجال حقوق الإنسان، ترتبط هذه المشكلة بالنضال القومي من قبل الجماعات البلوشية، الذي بدأ في خمسينيات القرن الماضي ولكنه تصاعد بعد مقتل الزعيم القومي البلوشي البارز، نواب أكبر بوغتي في عام 2006. وقال بلوش بلوش، المتحدث باسم الجيش الجمهوري البلوشي القومي، وهو عبارة عن ميليشيا مسلحة تحارب من أجل الحصول على الحكم الذاتي للمنطقة، في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية عبر الهاتف: "نحن نعتقد أنه على بلوشستان أن تكون أساساً للشعب البلوشي ولا يجدر بأولئك الذين انتقلوا إليها من الخارج واستقروا فيها أن يستولوا عليها... فقد استولى البنجابيون على موارد بلوشستان بمساعدة الحكومة المركزية".

ومن جانبها، أعلنت لجنة حقوق الإنسان في باكستان أن نقص الوظائف هو أحد العوامل التي تدفع المظالم. ووفقاً للإحصاءات الرسمية، بلوشستان هي أفقر إقليم في البلاد ويعاني من أدنى معدل إلمام بالقراءة والكتابة (30 بالمائة). كما ذكرت بوابة الإرهاب في جنوب آسيا، التي تبني بياناتها على أساس تقارير وسائل الإعلام ويديرها معهد إدارة الصراعات الذي يقع مقره في نيودلهي، أن 711 شخصاً، من بينهم مدنيون ومتشددون قوميون وجنود من قوات الأمن قتلوا في بلوشستان في عام 2011، فضلاً عن مقتل 347 آخرين في العام السابق. ذكرت لجنة حقوق الإنسان الباكستانية أنها اكتشفت 57 جثة لأشخاص كانوا قد فقدوا من مختلف أنحاء الإقليم في عام 2012 وحده.

وقد بدأت أعمال العنف الطائفي تستهدف أيضاً الهزارة، وهي أقلية شيعية. وشكا سردار سعدات علي، رئيس مجتمع الهزارة في بلوشستان، في حوار مع شبكة الأنباء الإنسانية من أنه يتم تجاهل احتجاجاتهم، والمتطرفون الذين يستهدفونهم على أساس طائفي يفلتون بجرائمهم دون عقاب".

البلوش أيضاً مستهدفون

وقد أصبح القوميون البلوشيون أنفسهم مستهدفين والكثير منهم في عداد المفقودين. فأخبر بلوش بلوش شبكة الأنباء الإنسانية أن "هناك ما لا يقل عن 500 شخص أو أكثر مفقودين في الإقليم". ولكن وفقاً لتقرير لجنة حقوق الإنسان الباكستانية، تم تسجيل 198 حالة اختفاء فقط بشكل رسمي منذ عام 2000. وقال تقرير صدر عام 2010 عن منظمة هيومن رايتس ووتش أن قوات حرس الحدود، وهي منظمة شبه عسكرية يقودها الجيش الباكستاني، كانت وراء العديد من حالات الاختفاء.


بعد النظر في قضية القانون والنظام في بلوشستان، والتي رفعتها منظمات غير حكومية وأسر المفقودين، طلب كل من المحكمة العليا ورئيس الوزراء في البلاد من الحكومة المحلية مراراً باتخاذ الإجراءات اللازمة. وتشعر الحكومة المركزية أنها تفقد السيطرة على المنطقة. كما أصدر رئيس الوزراء الأوامر نفسها، ولكن البعض ينظر إلى هذه التدخلات، التي تدعمها القوة العسكرية لقوات حرس الحدود، على أنها تدخل في الشؤون المحلية.

وأكد ضابط شرطة كبير في مدينة كويتا طلب عدم الكشف عن إسمه: "كل ما في الأمر هو أن قوات حرس الحدود استولت على جميع وسائل السيطرة وتنفذ الخطط الخاصة بها، ولا تسمح لنا بالعمل." وأضاف ي. أ. رحمن، الأمين العام للجنة حقوق الإنسان الباكستانية، أن "الجيش يتدخل في شؤون بلوشستان أكثر مما ينبغي، الأمر الذي يشل الحكم المدني". هذا ولدى بلوشستان تاريخ حافل بالتدخل العسكري يعود إلى خمسينيات القرن الماضي ضد أولئك الذين يقاتلون طلباً لمزيد من الحكم الذاتي.

الخوف

الخوف هو النتيجة المحتومة لهذه الفوضى الإدارية. وقد تضرر عشرات الآلاف في جميع أنحاء بلوشستان. وقالت شايستا بيبي، وهي أم لثلاثة وتنتمي إلى قبائل البلوش، أن "الخروج من المنزل بعد الساعة الرابعة أو الخامسة مساءً ليس آمناً. في الواقع، أنا أحاول ألا أدع أبنائي الطلاب في الجامعة يغادرون المنزل في أي وقت، باستثناء مواعيد دراستهم، لأنني أخشى أن يقبض عليهم بذريعة أنهم من القوميين أو يتعرضون لأحداث إرهابية".

كما عبرت أم تنتمي لعرقية البختون عن نفس المخاوف. "سوف نضطر إلى الرحيل عن هنا قريباً. لم يعد هذا المكان آمناً لأطفالي الأربعة الصغار،" كما قالت أميرة غول (30 عاماً) التي انتقلت إلى بلوشستان من إقليم خيبر باختونخوا منذ عشرة أعوام. وتخطط أسرتها الآن لمغادرة بلوشستان في أسرع وقت ممكن.

kh/kb/cb-ais/bb


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join