إندونيسيا: تنامي القلق بشأن مرض التهاب الكبد

 يقول الخبراء أن انخفاض مستوى الوعي بشأن عدوى التهاب الكبد ونقص العلاج جعل المرض يشكل تهديداً متزايداً للصحة العامة في إندونيسيا. وقال رينو جاني، رئيس جمعية أبحاث الكبد الإندونيسية أن هناك ما يقدر بحوالى 25 مليون إندونيسي لديهم إما التهاب الكبد بي أو سي ولكن هناك حوالى 20 بالمائة فقط منهم يعرفون أنهم مصابون بالمرض.

إن التهاب الكبد هو عدوى فيروسية كامنة الأعراض قد يستغرق اكتشافها عقود من الزمان في الوقت الذي تقوم فيه العدوى بإتلاف الكبد. ويجعل ضعف وظائف الكبد من الصعب على الجسم إفراز الفضلات أو من الصعب على الدم أن يتجلط بصورة صحيحة، وهو ما يمكن أن يكون مميتاً في حالة الحوادث أو مضاعفات العمليات الجراحية. وقال جاني أنه ليس لدينا أرقام ثابتة للوفيات التي يسببها التهاب الكبد ولكن 30 بالمائة من الأشخاص الذين لديهم التهاب الكبد بي أو سي يصابون بمشكلات مزمنة في القلب والتي بدورها تتطور لتصبح تليّفاً في الكبد (تشوه الكبد الذي لا شفاء منه) أو سرطان في الكبد.

وطبقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، هناك سبعة أنواع من الفيروس يمكنها أن تسبب التهاب الكبد تبدأ بالتهاب الكبد إيه وتنتهي بالتهاب الكبد جي. ويعد التهاب الكبد إيه وبي وسي وإي الأكثر شيوعاً وهو ما يسبب أعراضاً مثل اصفرار الجلد والعيون (مرض الصفراء) وتحول لون البول إلى اللون الغامق والتعب الشديد وآلام البطن. ويمكن أن يظل الناس لسنوات أو حتى عقود بدون أن تظهر عليهم أعراض المرض. وقال جاني أن "كلفة العلاج مرتفعة كما أن بعض الناس يعتقدون أن المرض ليس خطيراً بما فيه الكفاية- ومن الممكن أن يستغرق التهاب الكبد بي أو سي 20 عاماً لكي يسبب السرطان أو تليف الكبد".

ووفقاً لما ذكرته جمعية أطباء الباطنة الإندونيسية، هناك ما يُقدّر بحوالى مليون شخص في عام 2010 في إندونيسيا لديهم جميع أنواع سرطان التهاب الكبد.

مناهضة التلقيح

قال محمد صبح، مدير قسم الأمراض المعدية بوزارة الصحة أن الحكومة بدأت في عام 1997 تلقيح الأطفال ما دون الخامسة من العمر ضد التهاب الكبد بي، حيث بلغت نسبة الأطفال دون الخامسة من العمر الذين تلقوا التلقيح 82 بالمائة بحلول عام 2009. ولا توجد تلقيحات متوفرة ضد التهاب الكبد سي. ولكن شنت بعض الجماعات في إندونيسيا حملة ضد التلقيحات، معتبرةً أنه ما من دليل على أنه يمكن للتلقيحات أن تحمي الأطفال من الأمراض، مشيرةً أيضاً إلى أنه يمكن للتلقيحات أن تكون خطيرة على الصحة.

وقال تحالف يضم جماعات إسلامية متشددة- الشريعة لإندونيسيا- أن التطعيم هو مؤامرة غربية لإضعاف الأطفال في الدول النامية من أجل إنشاء "نظام عالمي جديد". وقامت تلك الجماعات بتنظيم مسيرة في العاصمة جاكرتا في عام 2011 حيث قدموا استعراضاً حول "أخطار التطعيمات". واحتوت منشوراتهم على أقوال خبراء مثل المدير السابق للمعاهد الوطنية للصحة في الأمم المتحدة، جيمس شانون الذي قال أن "التلقيح الوحيد الآمن هو الذي لم يتم استخدامه بعد".

وقالت وزيرة الصحة الإندونيسي، نفسية مبوي أنه بدون التطعيم سيعيش الملايين في خطر، مضيفاً "أنا منزعج بسبب هذه الحركة المناهضة للتطعيم... فبتلك اللقاحات يمكننا إنقاذ ملايين الأطفال في إندونيسيا من الإصابة بفيروس الكبد بي وسي".

العلاج

وقال صبح، مدير قسم الأمراض المعدية بوزارة الصحة أن "جهودنا تركزت على الوقاية ولكننا نواصل أيضاً توفير أفضل فرص الحصول على العلاج للمصابين بالتهاب الكبد". وقامت الحكومة بإنشاء وحدة في وزارة الصحة عام 2010 للتركيز على التهاب الكبد والتي تقوم بإعداد المبادئ التوجيهية للوقاية والعلاج وتقوم بإجراء اختبارات الكشف المبكر عن المرض بين السكان المعرضين لخطر الإصابة بالمرض، مثل العاملين في مجال الرعاية الصحية ومتعاطي المخدرات عن طريق الحقن.

وينتقل التهاب الكبد بي عن طريق الاتصال بالدم أو سوائل الجسم الأخرى، في حين أن التهاب الكبد سي ينقل من شخص إلى آخر عن طريق اتصال الدم بالدم. وقال جاني أن العديد من الأشخاص الذين يعانون من التهاب الكبد لا يستطيعون تحمل نفقات العلاج ويختارون تجاهله. وتتم تغطية نفقات علاج التهاب الكبد بموجب برنامج الإعفاء الصحي الحكومي للفقراء المعروف باسم جامكيسماس، ولكن المرضى إما لا يعرفون عن تلك الإعانات أو أنهم غير مؤهلين للحصول عليها.

ويشمل العلاج من التهاب الكبد بي وسي الذي يدوم لأكثر من ستة أشهر الحقن بالبروتينات المقاومة للمرض (مضادات الفيروسات) المكلفة. وطبقاً لما ذكرته منظمة الصحة العالمية، ثمة حوالى 100 مليون شخص في جنوب شرق آسيا مصابين بالتهاب الكبد بي. وفي جنوب شرق آسيا، ثمة ما يقرب من تسعة ملايين حالة إصابة بالتهاب الكبد كل عام وما يقرب من 600,000 حالة وفاة ناجمة عن مضاعفات الإصابة بالتهاب الكبد بي وسي.

atp/pt/he-hk/bb