1. الرئيسية
  2. Americas
  3. United States

الصحة: تقاسم مخاطر ومكافآت "الابتكار المفتوح"

Light  bulb, Eureka Monkeymanforever/Flickr
Clear with Photo editor before use

 هناك اتجاه متزايد في مجال البحوث الصحية التعاونية يخلق شراكات عالمية يمكن أن تنقذ الحياة بين شركات الأدوية والباحثين الأكاديميين والمدافعين عن المرض، وحتى عامة الناس الذين يتجّهون نحو عالم العلوم عن طريق جهود "التعهيد الجماعي".

وتجدر الإشارة إلى أن تناقص الأموال المخصصة للبحث والتطوير، فضلاً عن نفاد صبر الجهات المانحة قد أرغم الجهات الفاعلة في مجال الصحة العالمية على تغيير كيفية ابتكار منتجات وعمليات جديدة. فأفاد دون جوزيف، الرئيس التنفيذي لمنظمة BIO Ventures for global health أنه "منذ سنوات طويلة، تساهم شركات المستحضرات الصيدلانية ومعاهد البحوث في مكافحة أمراض المناطق المدارية المهملة، ولكنها تفعل ذلك في كثير من الأحيان بشكل مستقل أو من خلال شراكات أصغر." والجدير بالذكر هنا أن BIO Ventures for global health هي منظمة غير حكومية تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، وتشجع شركات التكنولوجيا الحيوية على تطوير الأدوية واللقاحات ووسائل التشخيص للأمراض المهملة.

إن إيجاد حل بعيد المنال لأحد الأمراض بشكل مستقل قد يعني تحقيق مجد فردي، ولكنه يعني أيضاً التزامات طويلة الأمد بالبحث والتطوير ومخاطر مالية أكبر. وأضاف جوزيف: "بصفة عامة، يُعد تطوير العقاقير عملاً باهظ الثمن، ويستغرق وقتاً طويلاً، ومعظم المحاولات لا تنجح". هذا وقد ازدادت المخاطر بشكل كبير، وارتفعت تكاليف التجارب السريرية بنحو 70 بالمائة بين عامي 2008 و 2011. ولكن الشراكات تساعد على توزيع هذا العبء. فقد أكّد جوزيف في تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "التحدي يتمثل في إنشاء مشاريع بسيطة وتسمح بإجراء عملية منسقة تتيح للمنظمات المشاركة فيها. [يمكن لشراكات الابتكار المفتوح] أن تقلل إلى حد كبير من مخاطر التجربة والخطأ، وتقود الباحثين في مجال الأمراض المهملة إلى الوصول إلى مرحلة الاكتشاف بشكل أسرع وأكثر فعالية".

والجدير بالذكر أن الشركاء - الذين كانوا ذات مرة متنافسين - يتبادلون الخبرات والملكية الفكرية والتمويل على نحو متزايد. وهنري تشيزبرو، المدير التنفيذي لبرنامج الابتكار المفتوح في جامعة كاليفورنيا، هو الذي صاغ مصطلح "الابتكار المفتوح" في عام 2003 لوصف هذا التحول. وقال تشيزبرو في عام 2011: "كان المنطق السائد يقوم على أنك إذا أردت إنجاز أمر معين، فعليك أن تفعله بنفسك. ولكن المنطق الجديد، وهو الابتكار المفتوح، سيقلب هذا التوجه رأساً على عقب". ويدرك الباحثون أن القوة تكمن في الاتحاد أثناء السباق لاكتشاف العلاج الهام المقبل. فوفقاً لتشيزبرو، "تكمن الميزة التنافسية الآن في وجود أشخاص يعملون معك أكثر من الذين يعملون مع أي شخص آخر".

المبادرات الصحية العالمية

"إن استعداد الصناعة قد شجّعنا على دراسة مبادرات الابتكار المفتوح في مجال الأمراض المهملة والأمراض المدمرة الأخرى، والمشاركة الخلاقة فيها،" حسبما ذكر جوزيف. فمشروع البحث، وهي شراكة بدأت في عام 2011 بين المشاريع الحيوية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (الويبو)، والتي تضم 185 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، يدعو إلى تفسير عالمي أكثر للملكية الفكرية من أجل تشجيع الابتكار في مجال الصحة والتنمية، والتعاون بين شركات التكنولوجيا الحيوية وشركات الأدوية والأوساط الأكاديمية .

فالمشروع مثلاً سيسهّل على باحث في تنزانيا التواصل مع شركات الأدوية العملاقة للحصول على معلومات إضافية عن الطب الحيوي والموارد وتفاصيل الدراية بالمنتجات، كما أوضح جوزيف. فكثيراً ما كانت مثل هذه المعلومات تحت حراسة مشددة بسبب حقوق الملكية الفكرية، ولكن الشفافية بين الشركاء ستكون هي المفتاح.

التعهيد الجماعي في مجال العلم

من أجل مواجهة التحديات الصحية بسرعة أكبر وبميزانيات بسيطة، يلجأ عدد أكبر من المنظمات إلى إجراء منافسات تهدف إلى "التعهيد الجماعي"، وذلك بغرض الاستعانة بعامة الناس في مجال الابتكار.

[Turkmenistan] Computer training instructor in Balkanabat teaching how to use PC.
الصورة: إيرين
نقل الابتكار إلى خارج المختبرات

وفي عام 2009، تعاونت مجلة الطبيعة العلمية الدولية مع شركة إينوسينتيف للتعهيد الجماعي عبر الإنترنت والدعوة لتقديم مقترحات وحلول للمشاكل الطبية والعلمية. وقد بدأت إينوسينتيف باستضافة التحديات الصحية العالمية في عام 2006، والربط بين المنظمات التي تبحث عن حلول مع أشخاص مختصين بحل المشاكل، ويمكن أن يكسبوا عشرات الآلاف من الدولارات. وتمنح المنظمات جوائز للحلول الفائزة مقابل الحصول على حقوق الملكية الفكرية. ففي عام 2008، حصل شخصان مختصان بحل المشاكل على 20,000 دولار لكل منهما مقابل أفكارهما حول تبسيط عمليات تصنيع دواء يعالج المراحل المتقدمة من مرض السل، وذلك أثناء تحد أجراه التحالف العالمي من أجل تطوير أدوية السل (تحالف السل).

كما دخلت نوكيا، وهي شركة إلكترونيات، مؤخراً في شراكة مع "إكس برايز فاونيدايشن"، وهي منظمة غير حكومية تعليمية تتخذ من كاليفورنيا مقراً لها، لتقديم 2.25 مليون دولار بغية تشجيع الاستخدام المبتكر للأدوات الرقمية، والتطبيقات الصحية المتنقلة بشكل خاص. فأفاد هنري تيري، نائب الرئيس التنفيذي لشركة نوكيا وكبير خبراء التكنولوجيا: "ستمكننا هذه المسابقة من تحقيق الإمكانات الكاملة لأجهزة الاستشعار النقالة، ما سيؤدي إلى التقدم في مجال التكنولوجيا ... والتي يمكن أن تلعب دوراً كبيراً في تغيير حياة الملايين من الناس حول العالم." وتقوم تقنيات الاستشعار عن بعد بالكشف عن المرض وبقياس المؤشرات الصحية مثل درجة الحرارة وضغط الدم.

شراكات لتطوير المنتجات

في تسعينيات القرن الماضي، أي قبل عقود من تطبيق التعهيد الجماعي في الاستجابة الإنسانية، حاولت شراكات تطوير المنتجات التعجيل بتطوير تقنيات لمكافحة أمراض السل والإيدز والملاريا، فضلاً عن الأمراض المهملة. ويقول تحالف السل، وهو عبارة عن شراكة لتطوير المنتجات بدأت في عام 2000، أن هناك أكثر من 140 مشروعاً تابعة لشراكات إما قيد التطوير، أو تخضع لعملية التحقق من الأدوية والتشخيص وتحضير اللقاحات المضادة للأمراض المهملة.

ومن بين هذه الشراكات، يهدف تحالف GAVI، الذي كان معروفاً في السابق باسم التحالف العالمي للقاحات والتحصين، إلى توفير المزيد من اللقاحات في البلدان الأكثر فقراً. كما أن مبادرة الأدوية المبتكرة التابعة للاتحاد الأوروبي تقوم بتطوير أدوية جديدة واختبارات للأمراض، بما في ذلك السل.

آلام متنامية

يمكن لشراكات الابتكار المفتوح أن تأخذ أشكالاً مختلفة، ولكن وجود شركاء ذوي خبرات وتمويل ودوافع مختلفة في مجال تطوير المنتجات يعني أن الأجندات متضاربة. ومن الناحية التاريخية، كانت حوافز السوق، التي تشمل الحفاظ على حقوق الملكية الفكرية، هي الدافع وراء تطوير المنتجات، ولكن الشراكات الجديدة مستمرة بدون هذه الضمانات.

وأضاف جوزيف: "لقد كانت التفاعلات بين أعضاء [مشروع الويبو] تتسم بالإيجابية والحماس. فالحاجز المفترض، وهو الملكية الفكرية، باعتباره الفرامل التي توقف التعاون في مجال تطوير الأدوية واللقاحات، هو في رأينا، أمر مبالغ فيه". وأشار جوزيف إلى أن الابتكار المفتوح لا يزال نهجاً تجارياً جديداً نحو الشراكات من أجل الصحة العالمية. "في الوقت الراهن، يبدو أن الابتكار المفتوح يعمل بشكل جيد لتسريع تطوير المنتجات الجديدة، ولكننا لا نزال في مراحل مبكرة جداً من هذه المشاريع. وسيرينا الوقت جدواها ونتائجها".

oja/pt/he-ais/bb


This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join