مؤتمر ريو +20: تراجع" في مجال حقوق المرأة"

 قد يصبح النمو السكاني وحق المرأة في اختيار الوقت المناسب لإنجاب الأطفال من القضايا الساخنة مجدداً. فقد حذرت غرو هارلم برونتلاند، رئيسة وزراء النرويج السابقة، من التراجع" في مشروع الوثيقة الختامية الذي يجري التفاوض بشأنه في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة "ريو +20" الذي يبدأ اليوم. قد لا يعترف النص الجديد بالتقدم الذي تم إحرازه في ما يتعلق بضمان حصول المرأة على الحقوق الإنجابية، جنباً إلى جنب مع غيره من الاتفاقات الرئيسية المتعددة الأطراف في مجالي التنمية والبيئة.

وكانت برونتلاند على رأس اللجنة العالمية المعنية بالبيئة والتنمية، التي أنتجت مفهوم "التنمية المستدامة" الذي أصبح مألوفاً الآن. وكانت برونتلاند تلقي كلمة أثناء مناقشة بشأن السكان والصحة الإنجابية في 18 يونيو عندما قالت غيتا سين، وهي أستاذة في مركز السياسة العامة في بنغالور بالهند، ودوريس مبومو، المسؤولة في الاتحاد الدولي لتنظيم الأسرة - وكلتاهما من المشاركين في المفاوضات بشأن النص - أن البلدان المحافظة تعارض إدراج هذه الحقوق. وأضافت سين بدهشة شديدة أن "البلدان تسأل: ما علاقة الحقوق الإنجابية بالتنمية المستدامة؟" وحثت سين ومبومو كل من برونتلاند وماري روبنسون، رئيسة إيرلندا السابقة على التدخل في هذا الشأن واستخدام نفوذهما.

وتجدر الإشارة إلى أن برنامج عمل القاهرة، الذي بدأ عام 1994، كان أول أداة دولية لتعريف الحقوق الإنجابية. وبعد عام واحد، حدد إعلان ومنهاج عمل بكين الحقوق الإنجابية كأداة لتمكين المرأة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. هذه الوثائق ليست ملزمة قانوناً، ولكنها تُعتبر "القوانين غير الملزمة" التي وضعت حجر الأساس لتنفيذ سياسات تتعلق بحقوق المرأة الإنجابية التي تبنتها بلدان عديدة .

وذكرت جوليا غبهارد، مسؤولة في كلية ماكس بلانك الدولية لأبحاث الانتقام والوساطة والعقاب أن "[إعلان بكين] يشدد على أهمية الحقوق الإنجابية للمراهقين والفتيات، بما في ذلك تقديم المشورة والحصول على المعلومات والخصوصية والسرية والاحترام والموافقة المستنيرة، كما ويسلط الضوء على ضعف المرأة التي تتعرّض للعنف الجنسي."

للكلمات أهمية كبيرة

تؤكد المناقشة القوية للنص في مؤتمر الأمم المتحدة للتنمية المستدامة في ريو دي جانيرو بالبرازيل، أهمية الكلمات في الوثائق المتعددة الأطراف، حتى وإن كانت غير ملزمة قانوناً، مثل وثيقة النتائج السياسية المعروضة على مؤتمر ريو +20. وأكدت سين أن "كل كلمة تمثل معارك طاحنة قد خضناها. وها أنا مثلاً أناضل منذ 20 عاماً من أجل الاعتراف بالحقوق الإنجابية للمرأة. فالاعتراف أمر بالغ الأهمية، لأنه يحدد اتجاه السياسات في البلدان".

ومن جهتها، قالت مبومو أنه بالنسبة لجماعات المجتمع المدني مثل تلك التي تمثلها، تعتبر المنتديات الدولية مثل هذا المؤتمر الفرصة الوحيدة للتأثير على السياسات في بلدانهم، ولو بشكل غير مباشر. فالدول تحمي مواقفها وفلسفتها من خلال صياغة متأنية وغالباً ما تكون شديدة الحماية للمكتسبات. ويقول أحد الناشطين "سألت أحد المسؤولين القُطريين: لماذا تتصرف بشكل دفاعي إلى هذا الحد؟ هذه ليست معاهدة قانونية، فأجاب: إنها مسألة مبدأ، ونحن لا نريد أن يُنظر إلينا على أننا قد استسلمنا". ومن جهتها، قالت روبنسون إنه من "الصادم" أن تظل حقوق المرأة قضية متنازع عليها في القرن الواحد والعشرين.

jk/he-ais/bb