أفاد مسؤولون بأن أكثر من 8,000 صومالي ممن فروا من العنف الدائر في العاصمة الصومالية مقديشو يواجهون خطر المجاعة والأمراض وانعدام المأوى في مدينة دوبلي بالقرب من الحدود الكينية.
وقال مفوض المقاطعة، علي حسين نور، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): تفيد تقديراتنا بأن عدد النازحين الذين توافدوا على دوبلي منذ نهاية شهر أبريل/نيسان يتراوح بين 5,000 و8,000 نازح".
وأضاف بأن كل عائلة في هذه المدينة الصغيرة تستضيف أسرتين أو ثلاثة، في حين قام بعض النازحين الذين لم يجدوا بيوتاً تستضيفهم ببناء ملاجئ مؤقتة تحت الأشجار. وأوضح نور بأن الحافلات والشاحنات المحملة بالنازحين مازالت تتوافد على المدينة يومياً، حيث قال: "اليوم فقط [11 سبتمبر] وصلت ثلاث حافلات محملة بحوالي 70 شخصاً تقريباً... لقد شهدنا تدفقاً كبيراً للنازحين في شهري يوليو/تموز وأغسطس/آب يفوق بكثير أي وقت آخر منذ فبراير/شباط"، موضحاً أن بعض النازحين عبروا الحدود إلى مخيمات اللاجئين في كينيا.
كما قال بأنه "لم تتم أية عملية توزيع للأغذية في المدينة منذ حوالي خمسة أشهر" وبأن المعنيين بالأمر أطلقوا "مناشدات [بهذا الخصوص] ولكن لا أحد يستجيب لها".
من جهته، قال علي حسين غوني، أحد مسؤولي اتحاد الإنعاش الأفريقي السويدي، بأن النازحين يواجهون خطر نقص الأغذية والمأوى والأدوية. وأوضح غوني بأن تدفق النازحين أدى إلى تضاعف عدد سكان مدينة دوبلي الذين كانوا يقدرون من قبل بحوالي 15,000 نسمة، "ففي كل زقاق وتحت كل شجرة يمكنك أن تجد نازحين يحتمون بمأوى مؤقت...ففي بيتي مثلاً، تستضيف أسرتي المكونة من سبعة أشخاص تسعة نازحين، وهذا حال كل بيت آخر".
أما عبدي عزيز، 35 عاماً، الذي قدم من مقديشو في 8 سبتمبر/أيلول الجاري، فيصف تجربته لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: "وصلت إلى هنا يوم السبت مع أسرتي المكونة من 12 فرداً بمن فيهم أمي البالغة من العمر 70 عاماً. هربنا من العنف الدائر هناك والآن نتقاسم 24 فرداً المأوى نفسه".
وأضاف بأنهم إلى الآن يعتمدون على لطف وكرم السكان المحليين الذين يوفرون لهم الماء وكل ما يستطيعون توفيره.
من جهته، قال وارسامي، المسؤول الإعلامي لبرنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن "البرنامج بصدد التدقيق في مجموعات النازحين بمنطقتي جوبا الوسطى والسفلى وإمكانية الدخول إلى دوبلي".
أما نور فقد أكد بأن النازحين والسكان المحليين يحتاجون إلى المساعدة على حد سواء، خصوصاً مع بداية شهر رمضان واقتراب موسم "دير" الممطر، المتوقع أن يبدأ في أوائل شهر أكتوبر/تشرين الأول. ومن المحتمل، بحسب نور، أن تواجه الأسر خلال هذا الموسم نقصاً كبيراً في المواد الغذائية، خصوصاً "وأن السكان المحليين قد استنزفوا قدرتهم على المساعدة".
وتجدر الإشارة إلى أن استمرار أعمال العنف في أجزاء من جنوب الصومال قد حد من قدرة المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات للمحتاجين إليها. فمنذ بداية الاقتتال العنيف بين الحكومة المدعومة من إثيوبيا والمتمردين في شهر فبراير/شباط، لقي أكثر من 1,000 شخص حتفهم ونزح أكثر من 400,000 آخرين.
"