كان أبو طيف، 52 عاماً، في ما مضى عاطلاً عن العمل ويعيش في فقر مدقع، ولكن أحواله تغيرت بعد أن انخرط في تجارة المخدرات ليتمكن من إعالة أسرته المكونة من زوجته المقعدة وأحفاده الثلاثة.
ويحكي أبو طيف قصته قائلاً: في شهر يناير/كانون الثاني 2006، فقدنا بيتنا في حي علاوي، حيث اضطرتنا النزاعات الطائفية التي اندلعت في الحي إلى مغادرته والاستقرار في ضواحي بغداد. وفي شهر مارس/آذار من نفس السنة، أطلق مسلحون الرصاص على زوجتي لعدم ارتدائها الحجاب وأصابوها في رجلها، وأدت تلك الحادثة إلى بتر ساقها. وبعد شهر من ذلك، قُتل ابني البكر تاركاً وراءه أرملة وثلاثة أيتام.
كنت حينها عاطلاً عن العمل ولم تكن لدي أية وسيلة لإعالة أسرتي، فالتجأت إلى بيع المخدرات. كان الأمر في البداية مثل المعجزة، فقد كان البيع سهلاً وكان لدي العديد من الزبائن. لم أكن وقتها قد جربت المخدرات ولم أكن أعرف تأثيرها، ولكنني أدركته بعد أن حاول أحد المدمنين قتلي للحصول على الهيروين.
وفي شهر يونيو/حزيران 2006، بدأ الطعام يدخل إلى بيتي من جديد، وبدأ أحفادي ينعمون بالمأكل والمشرب، وتمكنت زوجتي من الحصول على العلاج الملائم لحالتها. غير أن هذه الأيام المجيدة لم تدم طويلاً. ففي شهر أكتوبر/تشرين الأول من نفس العام، أخبرني التاجر الذي كان يوفر لنا المخدرات بأنه سيخفض حصتي من 2 بالمائة إلى 1 بالمائة. وعندما رفضت ذلك، انهالوا علي بالضرب لأكثر من ساعة، وهددوني بالقتل أنا وأسرتي إن لم أستمر في بيع المخدرات كما كنت أفعل من قبل.
كان كابوساً جديداً بالنسبة لي فلم أنعم بيوم واحد من الأمان منذ ذلك الحين. أصبحت مضطراً للعمل لأكثر من 10 ساعات يومياً، مقابل 100 دولار شهرياً. إنهم يعطونني المال ويقولون لي بأنه لأحفادي، لأنني لا أستحق أن آكل. لا أعرف كيف أخرج من هذه الورطة. حتى وإن حاولت الهرب بعيداً مع أسرتي، فإنهم حتماً سيعثرون علي. لقد أذنبت عندما فكرت في تجارة المخدرات وأنا الآن أدفع ثمن ذلك.
"