1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: الوقت يكاد ينفد بالنسبة للمزارعين النازحين

Mohammad Israyel on the hill on which his farm was located in Khuram Sar Bagh, Afghanistan Mohammad Popal/IRIN

 جزء كبير من قرية داوود بوي، الواقعة في شمال أفغانستان، أصبح خالياً من السكان. حيث اضطرت أكثر من 1,000 أسرة من البورز في إقليم بالخ للهجرة من هذه القرية منذ ما يقرب من 4 أو 6 أشهر، حسب برنامج الأغذية العالمي، وذلك بعدما أصبح حوالي 2,8 مليون شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية بسبب الجفاف الذي ضرب نصف البلاد وأتلف المحاصيل الزراعية في القرية التي يعيش فيها داوود بوي، وتسبب في نفوق الماشية التي لم تعد تجد علفاً، وحرم أسرة بوي من البذور الضرورية للزراعة في الموسم القادم. وقد

وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، علق بوي على الموضوع بقوله: لقد خسرنا كل شيء".

ويعيش بوي الآن مع زوجتيه وأطفاله الإحدى عشر في ضواحي مزار شريف على بعد حوالي 85 كيلومتراً في منزل مستأجَر بلا مياه أو كهرباء.

وتعيش معظم الأسر النازحة بسبب الجفاف في هذه المنطقة في منازل مشتركة مع أربعة أو خمسة أسر أخرى، حيث يغطي القماش المشمع أرضية المنازل الطينية وتغطي الملاءات فتحات النوافذ، ويسير الأطفال حفاة القدمين في درجات حرارة تحت الصفر ولا يذهبون إلى المدرسة.

ويحاول أحد الأعضاء الذكور في كل أسرة الحصول على عمل يومي في المدينة، وإذا حالفه الحظ فإنه قد يعثر على عمل يكسب منه حوالي 200 أفغاني في اليوم (4 دولار) ليتمكن من إطعام أسرته بأكملها. وتتلقى الأسر الجديدة الوافدة أغطية وبطاطين من المنظمة الدولية للهجرة، علاوة على حصة غذائية لمدة ثلاثة أشهر، ولكن البعض يقولون أنهم مازالوا يعانون بشدة من نقص الاحتياجات الضرورية.

ومن غير المتوقع أن يتغير وضع هؤلاء الأسر نحو الأفضل في المستقبل القريب. ويقول بوي أنه وأهله سيسعدون بالعودة إلى البورز في مقاطعة تشيمتال لزراعة الأرض، ولكنهم لا يملكون البذور لزراعتها. وإذا لم يحصلوا على بعض البذور في الأسابيع القليلة القادمة فإنهم سيخسرون محصول العام القادم أيضاً.

وأضاف بوي، من أحد المنازل الطينية ذات الأسقف المنخفضة في الحي: "سنظل معرضين للمخاطر. إنها حلقة مفرغة لا يمكننا تغييرها...إننا حقاً مرتبكون ولا ندري ماذا نفعل".

وفي هذا السياق، أفادت المنظمة الدولية للهجرة أن أكثر من 6,000 أسرة، أي ما يقرب من 42,000 شخص، قد نزحوا من ديارهم في جميع أنحاء أفغانستان بسبب موجة الجفاف التي ضربت البلاد في عام 2011، وأن السكان الذين اختاروا البقاء هم الأكثر ضعفاً في حالات كثيرة لأنهم لا يملكون المال اللازم للانتقال ودفع الإيجار. وقد أعرب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن قلقه من ينتهي المطاف ببعض المزارعين النازحين في ما أطلق عليه نائب مدير مكتب أفغانستان، جوزيف انغانجي، "حلقة مفرغة".

وبالنظر إلى قرب نهاية موسم الزرع، فقد لا يتمكن المزارعون من حصد أي محصول في الصيف القادم إذا لم يحصلوا على البذور "في الحال"، مما سيتركهم بلا مصدر للرزق يشجعهم على العودة إليه في موطنهم، وهو ما سيجعلهم بحاجة إلى المساعدة. وحينئذ سيشكلون جزءاً من عمليات النزوح المطولة التي تشهد تزايداً ملحوظاً في مختلف أنحاء البلاد.

وهناك بالفعل أكثر من 450,000 نازح بسبب النزاع في أفغانستان، من بينهم 289,000 ظلوا نازحين لأكثر من عام حسب الأمم المتحدة، وهو ما يضع ضغوطاً على الحكومة ووكالات الإغاثة في بلد يعتمد اعتماداً كبيراً على المساعدات الدولية.

عمليات توزيع البذور

قامت وزارة الزراعة والري والثروة الحيوانية ومنظمة الأغذية والزراعة ووكالات الإغاثة الأخرى بتوزيع حوالي 1,450 طناً من البذور على الأشخاص المتضررين من الجفاف في إقليم بلخ وهو أحد أكثر المناطق تضرراً، طبقا للحكومة ومسؤولي منظمة الأغذية والزراعة، التي تخطط لتوزيع 100 طن أخرى على الأقل بمجرد أن تستطيع التأكد من جودة الأسمدة.

ومع ذلك، لم تستهدف أي من عمليات التوزيع التي تمت الأشخاص النازحين على وجه الخصوص. حيث أفاد كاتب شمس، رئيس قسم الزراعة في الإقليم، أن الحكومة قامت فعلاً بتوزيع بذور القمح المحسنة (التي تنتج غلة أكثر من الحبوب التقليدية الموجودة في السوق)، كما قامت أيضاً بتوزيع الأرز والقمح على 15,000 مزارع متضرر من الجفاف من الذين مازالوا يعيشون في مزارعهم.

كما قامت منظمة الأغذية والزراعة بتوزيع كميات من البذور والأسمدة بسعر مدعوم على 10,000 مزارع بما في ذلك النازحين الذين استوفوا معايير امتلاك قطعة أرض، طبقاً لأحمد ضياء أريا، مدير مكتب منظمة الأغذية والزراعة في مزار شريف الذي يغطي المنطقة الشمالية. وتخطط منظمة الأغذية والزراعة إعادة استثمار عائدات البذور في المجتمعات المتضررة من الجفاف.

من جهتها، ركزت منظمات أخرى مثل أكشن إيد على الأسر الضعيفة بما في ذلك الأسر التي تعيلها سيدات في المناطق التي ضربها الجفاف.

وأشار أريا إلى أنه بالرغم من أن شراء البذور متاح من الشركات الخاصة، إلا أن منظمة الأغذية والزراعة تفتقر إلى الموارد اللازمة لشراء المزيد من البذور ولن تكون قادرة على شراء وتوزيع البذور في الوقت المناسب.

وقد حذرت منظمات الإغاثة من أن توزيع البذور في وقت الشدة أمر شائك. فقد يلجأ المزارعون إلى بيع معداتهم الزراعية أو أكل البذور بدلاً من زراعتها من أجل مواجهة نقص الدخل والغذاء. ولذلك ينبغي أن يكون توزيع البذور مصحوباً بتوزيع الغذاء الذي يكفيهم حتى موعد الحصاد وبتوزيع الماشية للمساعدة في إعادة بناء سبل العيش والمساعدة في التنقل، حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية.

Ha/eo/cb-hk/ais/amz
"

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join