طالب الأطباء بمدينة السليمانية بالمزيد من المساعدات للتمكن من مواجهة الارتفاع السريع في عدد حالات الإصابة بالكوليرا في المنطقة.
وقال الدكتور ضرار إياد من المستشفى العام بالسليمانية: نحن بحاجة ماسة إلى المؤن الطبية في الوقت الذي يتزايد فيه عدد الإصابات بالمرض. لم نكن نتوقع انتشار المرض في هذه المنطقة...هناك نقص في الأدوية التي تحد منه ولم يتم بعد التعرف على مصدر انتشاره...تم إلى الآن التبليغ عن خمس حالات وفاة من المرض في كركوك ونعتقد أن العدد سيزداد خلال الأيام القليلة المقبلة خصوصاً وأن بعض الإصابات قد وصلت إلى مرحلة حرجة".
ووفقاً للدكتورة جوان عبد الله، المسؤولة رفيعة المستوى في وزارة الصحة بكوردستان، تم التبليغ عن ما يزيد عن 2,300 حالة إصابة بالكوليرا في المنطقة، بما فيها كركوك، خلال الأربعة أسابيع الماضية. وقالت الدكتورة عبد الله: "انتشر المرض بسرعة كبيرة، وهذا أول انتشار من نوعه خلال العقود القليلة الماضية".
وجاء في تقرير للجزيرة يوم 30 أغسطس/آب نقلاً عن "مصادر رسمية" بوزارة الصحة بكردستان بأن ثمانية أشخاص، من بينهم سبعة في السليمانية وواحد في كركوك، قد لقوا حتفهم بسبب الكوليرا، وبأنه تم إعلان حالة الطوارئ بكل مستشفيات مدن كردستان العراق. كما أفاد تقرير الجزيرة بأن هناك ما يزيد عن 35 حالة كوليرا بالسليمانية و47 حالة بكركوك، كما أن هناك حوالي 350 شخصاً آخرين يعانون من إسهال شديد ويُعتقَد بأنهم أصيبوا بالمرض.
والكوليرا عدوى معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا الضمة الكوليرية. وللكوليرا فترة حضانة قصيرة، تتراوح بين أقل من يوم واحد، وخمسة أيام وتنتج ذيفاناً معوياً يؤدي إلى إسهال مائي غزير غير مؤلم يمكن أن يفضي سريعاً إلى جفاف شديد وإلى الوفاة إن لم يعط العلاج فوراً. كما يحدث القيء بين كثير من المرضى.
الأسباب
وأوضحت عبد الله بأن "سوء العناية والوقاية الشخصية بالعراق، خصوصاً في ضواحي المدن حيث مخيمات النازحين، قد وضع حياة الناس في خطر كبير". وأضاف أن " 42 بالمائة من السكان في السليمانية وكركوك لا يستطيعون الحصول على المياه النظيفة ولا على نظام صرف صحي جيد".
من السهل علاج الكوليرا إذا ما تم إعطاء الأملاح في الوقت المناسب لتعويض السوائل المفقودة من الجسم، ولكن غياب الدعم ووجود عدد كبير من النازحين الذين يعيشون في ظروف مزرية في العراق قد يؤدي إلى تفاقم الوضع |
تجاوب اليونيسيف مع الأزمة
وقامت اليونيسيف بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، التي تقود مشروع الأمم المتحدة لمواجهة الأزمة، بتوصيل 4,000 حقنة عادية وحقنة وريدية و15,000 كيساً من الأملاح المضادة للجفاف التي تعتبر حيوية لمنع تطور المرض وحصول الوفاة.
وقالت اليونيسيف بأنها قامت في 30 أغسطس/آب بتوزيع 4,000 حاوية مياه على الأسر في السليمانية حيث يوجد عدد كبير من النازحين المهددين بالمرض.
وأوضح الدكتور إياد بأنه "من السهل علاج الكوليرا إذا ما تم إعطاء الأملاح في الوقت المناسب لتعويض السوائل المفقودة من الجسم، ولكن غياب الدعم ووجود عدد كبير من النازحين الذين يعيشون في ظروف مزرية في العراق قد يؤدي إلى تفاقم الوضع".
الصورة: إيرين |
تناشد اليونيسيف الأسر المقيمة في المناطق المتأثرة بضرورة إبقاء الأطفال بمنأى عن الأماكن الملوثة |
وتناشد اليونيسيف الأسر المقيمة في المناطق المتأثرة بضرورة إبقاء الأطفال على وجه الخصوص، بمنأى عن الأماكن الملوثة، وبضرورة التركيز على غسل الأيدي بالصابون والامتناع عن شرب المياه غير المعقمة أو المغلية.
وقالت أم عبير، 34 عاماً، من سكان كركوك: "أصيب طفليَّ الاثنين وزوجي وأمي بالكوليرا لأننا لا نستطيع الحصول على المياه المعقمة، وأحد أطفالي مريض جداً ويرقد بالمستشفى الآن". وأضافت قائلة: "نحن نازحون منذ يناير/كانون الثاني 2007 واضطررنا لنصب خيمتنا بالقرب من مكب للنفايات التي يعتقد الأطباء بأنها السبب في إصابة أسرتي بالمرض".
"