1. الرئيسية
  2. Global

الصحة: حوار صريح مع ماريو رافيليوني مدير برنامج أوقفوا السل

Stop TB Director Mario Raviglione STOP TB

 في ظل تراجع التمويل الصحي العالمي، يساور المسئولون القلق من أن بعض سلالات مرض السل، بما في ذلك السلالات المقاومة للعقاقير المتعددة، قد لا يتم علاجها. وقد تحدث ماريو رافيليوني مدير برنامج أوقفوا السل إلى إيرين/بلاس نيوز في مؤتمر صحة الرئة الدولي في ليل بفرنسا حول التهديد الذي يمثله علاج مرض السل المقاوم للعقاقير والفجوة الخطيرة في تمويل علاج مرض السل.

سؤال: المجتمعات التي تعاني من فيروس نقص المناعة البشرية ومرض السل تشكو من نقص تكامل الخدمات لسنوات، فلماذا لا يتم تجميع الخدمات معاً؟

جواب: "إنها مسألة اختصاص. فإذا كنت أتعامل مع قضية ما، فأنا أميل إلى أن أركز على قضيتي. وإذا جاء شخص وأزعجني ببعض العمل الإضافي سأكون حينهاً متردداً في قبول هذا العمل. أعتقد أن هذه ردة فعل إنسانية.

"نحتاج إلى توعية العاملين في مجال الصحة العامة بأنه إذا كان لديك شخص يعاني من مرض السل في السياق الأفريقي، فمن المرجح أن يكون هذا الشخص مصاباً بفيروس نقص المناعة البشرية. وليس من المعقول أن يأتي هذا الشخص في الصباح إلى العيادة لأخذ أدوية السل ثم نقول له اذهب بعد الظهر إلى عيادة أخرى للحصول على أدوية الإيدز".

س: انتقد البعض المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر على أساس أنها غير فعالة وسلطوية - هل تخطط منظمة الصحة العالمية للابتعاد عن المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر؟

ج: "أنا أدرك أن بعض الناس يقولون أنها ليست صحيحة وأنه أسلوب سلطوي....وقد أطلق عليه بعض الناس وصف 'مدخل بيطري' إلى الصحة العامة، وهذا لا يعني أن المرضى حيوانات، ولكن أن المجتمع الذي يعيش فيه مرضى السل يريد أن يعالجهم كما لو كانوا حيوانات ويشرف على جميع تصرفاتهم. وعندما تنظر إلى الأمر من هذا المنظور، فإنه يبدو منطقياً".

"ومع ذلك فإن المعالجة القصيرة الأمد تحت الإشراف المباشر هو أسلوب عندما ينجح يحول دون ظهور مقاومة الدواء ويعالج المرضى. وعندما لم ينجح، كما هو الحال في بعض الأجزاء من جنوب أفريقيا، سمح بانتشار كبير للسل المقاوم للعقاقير المتعددة حتى بين الأشخاص المصابين بفيروس نقص المناعة البشرية. (السل المقاوم للعقاقير المتعددة هو السل المقاوم لأحد أو كلا أقوى الأدوية المضادة للسل)".

"لن يتغير موقفنا. فسوف نوصي دائماً بأن يحصل المرضى دائما على المشورة والمتابعة بطريقة ايجابية، وأن يتم تذكيرهم بصورة يومية ودعمهم طوال فترة هذا العلاج".

"وسأكون أول من يقول 'إنني متعلم بالقدر الكاف الذي لا احتاج معه إلى تذكيري كل يوم - إن الأمر مهين بالنسبة لي'. ولكن هناك آخرين لا يتمتعون بمثل هذا الحظ وهم يميلون إلى فقدان علاجهم لأنهم ببساطة لم يتلقوا المشورة الكافية والدعم الكاف".

"على المرء أن يزن الأيديولوجية والمبادئ في مقابل إمكانية التطبيق العملي للأمور".

س: ما هي أكبر مشكلة متعلقة بمرض السل في الوقت الحاضر؟

ج: "أدوية الخيار الثاني نادرة في هذه الأيام، فإنتاج الأدوية عالية الجودة يقتصر على عدد قليل جداً من الشركات التي سبق تأهيلها من قبل منظمة الصحة العالمية....والبعض منها يصعب إنتاجه".

"السوق ليس كافيا لهذه الصناعة...لإنتاج كمية الأدوية التي ستكون هناك حاجة إليها إذا تمكنا من اكتشاف وتشخيص جميع حالات السل المقاوم للعقاقير المتعددة.

"في الوقت الحاضر هناك دائرة مفرغة لأننا نحتاج إلى عدد أكبر من المرضى من أجل أن يكون هناك سوق أفضل لأدوية الخيار الثاني، وهذا ببساطة غير متاح لأن معظم الدول لا تقوم بإجراء اختبار منهجي لحساسية العقاقير. ونحن نعتقد أن حوالي 90 بالمائة من حالات السل المقاوم للعقاقير المتعددة لم يتم اكتشافها من خلال النظام الصحي، ولذلك فإن السوق قاصر على حوالي 30 ألف حالة يتم الإبلاغ عنها رسمياً كل عام".

"وبحلول الوقت الذي سيكون لدينا فيه مختبرات قادرة على تشخيص كل مريض مصاب بالسل المقاوم للعقاقير المتعددة سنواجه مشكلة حقيقية لأنه لن تكون هناك أدوية كافية لعلاج هؤلاء المرضى، وهو ما سيصبح مشكلة أخلاقية ضخمة. أتمنى حقاً أن يتحقق هذان الأمران معا: وضع نظم لتشخيص الحالات حتى يزداد عدد الحالات المكتشفة، وأن يصبح الأمر أكثر جاذبية لصناعة الدواء لكي تنتج الأدوية".

س: أظهرت دراسة حديثة جرت في بتسوانا إشكالية التمسك بعقار الأيزونيازيد المستخدم في العلاج الوقائي للسل، والذي يستخدم أحد العقارين الرئيسيين المستخدمين في علاج السل للوقاية من المرض النشط. وقد ربط البعض ذلك بمشكلة السل المقاوم للعقاقير في البلاد. كيف ينبغي لنا أن نفسر تلك الدراسة؟

س: "الرسالة الأولى التي أخرج بها من دراسة بتسوانا هي أن تنفيذ علاج وقائي للسل على نطاق واسع أمر يشكل تحدياً. فالنماذج الحسابية تظهر بوضوح أنك إذا نفذت العلاج الوقائي سنحقق فاعلية في الوقاية من السل تبلغ حوالي 7 بالمائة. والمشكلة تكمن في جدوى العلاج الوقائي".

"وحتى أكون أميناً معك، أنا لست مهتماً جداً بمسألة حدوث مقاومة ]من خلال تقديم الأيزونيازيد المستخدم في العلاج الوقائي للسل[ لأن الأشخاص المصابين بالسل ولكن المرض ليس نشطاً لديهم كمية صغيرة جداً من البكتريا في أجسامهم لدرجة أنه من المستبعد تماماً أن يكون لدى أحدهم ]سلالة[ متحورة تقاوم الأيزونيازيد من البداية، ولذلك فأنا لا أبدد دوائي أو أحفز مقاومة للعقاقير".

"ولكن ]الأيزونيازيد المستخدم في العلاج الوقائي للسل[ سيتغير تبعاً للمكان. فمن الواضح أنه إذا كانت لديك مقاومة أساسية للأيزونيازيد بين السكان وكانت نسبة هذه المقاومة تتراوح بين 10 و15 بالمائة بالفعل، فإن إجراءاتك الوقائية لن تنجح في 10 إلى 15 بالمائة من الحالات".

"لو كنت في الاتحاد السوفيتي السابق، حيث تبلغ مقاومة الأيزونيازيد 30 بالمائة، فلن تكون هناك طريقة على وجه الأرض يمكننا بها أن نستخدم الأيزونيازيد للوقاية من السل لأنه لن يفيد ثلث المرضى. وهذا هو السبب في أنه في بعض الأماكن قد يكون من المفيد استخدام مزيج من الأدوية".

س: ما هو مستقبل تمويل السل؟

ج: "لقد ارتفع تمويل السل بصورة كبيرة في العقد الماضي، ولكن لا تزال هناك فجوة في التمويل. في الدول متوسطة الدخل مثل البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا يأتي 95 بالمائة من تمويل السل من مصادر محلية. ومن جهة أخرى، إذا نظرت إلى الدول الأكثر فقراً وخاصة في أفريقيا، ستجد أن معظمها يعتمد على التمويل الدولي لأكثر من 50 بالمائة من برامج السل الخاصة بهم".

"ومع انخفاض المساعدات الدولية كنتيجة للأزمات المالية...نجد أنفسنا في موقف ضعيف للغاية. فالإنجازات التي شهدناها خلال العقد الماضي ستتعرض لمخاطر كبيرة في السنوات الخمس القادمة، إذا لم يستمر ويزداد التمويل الدولي والمحلي. وإذا لم يتم ذلك، سنرجع 15 عاماً للوراء لأن السل ليس مرضاً سيختفي في عام أو عامين، بل هو مرض يحتاج إلى استثمارات مستمرة".

"فمن الوهم أن نعتقد أننا نسيطر الآن على مرض السل".



llg/kn/mw-hk/ais/kkh



This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions

Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join