العراق: منظمات الإغاثة عاجزة عن الوصول إلى مناطق العنف في كربلاء

تواجه منظمات الإغاثة المحلية صعوبات في توصيل الغذاء والدواء إلى المحتاجين بمدينة كربلاء، جنوب العراق، عقب اندلاع أعمال عنف بين الشيعة خلال إحياء ذكرى ولادة الإمام المهدي. وقد أدت عمليات العنف هذه إلى مقتل 50 شخصاً على الأقل، بينما صدرت أوامر إلى المليون حاج الموجودين بالمدينة بضرورة مغادرتها.

وقال حسن يحيى، الناطق باسم منظمة سلام الجنوب" وهي منظمة غير حكومية محلية: "لا نستطيع المغامرة بدخول شوارع كربلاء لتوصيل المساعدات للمحتاجين". كما أن العديد من المحلات التجارية أغلقت أبوابها لأسباب أمنية وأصبح الحجاج يواجهون صعوبات في الحصول على حاجاتهم الضرورية.

وأضاف قائلاً: "لقد علمنا أن العديد من العائلات التي حجت إلى المدينة قامت بالتخييم في ضواحيها وفي بعض المناطق الوسطى منها، ولكن الشرطة منعتنا من الوصول إليهم، لأن الاشتباكات مازالت مستمرة في بعض المواقع...ولا يستطيع الأطفال الرضع الحصول على الحليب الذي يحتاجون إليه، كما يواجه كبار السن صعوبات في الهروب من المنطقة".

وكان الحجاج القادمين من جميع أرجاء العراق ومن خارجه قد توجهوا إلى كربلاء التي تقع على بعد 110 كلم إلى الجنوب من بغداد لإحياء ذكرى مولد الإمام المهدي، وهو الإمام الثاني عشر وآخر أئمة الشيعة.

وأخبر شهود عيان، شبكة الأنباء الإنسانية "إيرين" بأن أصوات تبادل إطلاق النار مازالت تسمع في محيط المراقد الشيعية حيث تقام الاحتفالات.

ضغط شديد على المستشفيات

ويبدو أن الاشتباكات قد اندلعت بين مسلحين تابعين للقائد الشيعي مقتدى الصدر، يحتمل انتماؤهم إلى جيش المهدي التابع له، من جهة وعناصر الشرطة التابعة للحركة الشيعية السياسية المنافسة، المجلس الأعلى الإسلامي العراقي ومنظمة بدر.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية، اللواء عبد الكريم خلف بأنه تم إرسال تعزيزات عسكرية إلى كربلاء من بغداد والمحافظات المجاورة وبأنهم سيطروا على الوضع الأمني في المدينة.

وكانت التقارير قد أشارت إلى مقتل 50 شخصاً على الأقل وجرح ما يزيد عن 250 في الاشتباكات. كما أفادت المستشفيات المحلية باستقبالها للعديد من المصابين، معظمهم من الحجاج وليس من أفراد الشرطة.

وقال الدكتور سعد نجيب من المستشفى الرئيسي في كربلاء: "إننا نعاني من نقص حاد في الأطباء والممرضين في الوقت الذي ترتفع فيه أعداد الجرحى. كما يحتاج العديد من النساء والأطفال إلى المساعدة في ظل الارتفاع الشديد للحرارة".

وأضاف نجيب بأن "الحكومة قد تمكنت من السيطرة على الوضع ولكن المصابين مازالوا يتوافدون [على المستشفى]".

وقد تم فرض حظر التجول في المدينة يوم 28 أغسطس/آب، وإلغاء الاحتفالات الدينية التي كان يجب أن تستمر حتى 29 من أغسطس/آب.

توسيع دائرة العنف

من جهته قال عبد الكريم عبد الرحمن، المحلل السياسي في جامعة المستنصرية بأن الاشتباكات بين المليشيات الشيعية هي نذير سوء بالنسبة للحالة الأمنية في البلاد وقد توسع دائرة الاقتتال الطائفي في العراق.

وأضاف عبد الرحمن: "تظهِر الاختلافات في وجهات النظر خلال الأيام الثلاثة الماضية بوضوح بأن الوضع الأمني في العراق مازال في انحدار وأن حكومة بغداد غير قادرة على السيطرة على الوضع دون مساندة القوات الأمريكية".

كما قال أن "نشوب القتال بين المليشيات الشيعية يبين نوع العنف الذي يشهده العراق في الوقت الحاضر".

ووفقاً للواء خالد حسين، وهو عضو في مجلس الأمن المحلي، فإن المقاتلين لا يزالوا يستهدفون الحجاج، حيث قال: "لقد حصلنا على تقارير تفيد بإيقاف العديد من الحافلات وضرب ركابها بمن فيهم الأطفال والنساء، وسرق ممتلكاتهم واختطاف بعض الرجال منها...كما أن طفلين وأربعة نساء والعديد من الرجال قد تعرضوا للقتل عندما كانوا يحاولون إتباع الأوامر الصادرة بمغادرة المدينة، ولم يتوقعوا أن يكون المسلحون بانتظارهم على طريق العودة".