1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Syria

سوريا: مخاوف بشأن تفشي التعذيب""

Syria protests May 2011 Syriana2011/Flickr
Protests against President Bashar al-Assad’s government started in mid-March and have continued since

 بعد مرور ستة أشهر على بداية الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية في سوريا، تزداد المزاعم حول ارتكاب مؤيدي نظام الرئيس بشار الأسد لانتهاكات لحقوق الإنسان.

فقد قامت منظمات حقوق الإنسان بتسجيل العديد من حالات التعذيب خلال الأشهر التي تلت بداية الانتفاضة، والتي فجرها تعذيب الأطفال. حيث تعرض 15 صبياً تتراوح أعمارهم بين 10 و15 عاماً من مدينة درعا الجنوبية للضرب وخلع الأظافر على أيدي رجال يُزعم أنهم يعملون لدى اللواء عاطف نجيب، وهو إبن عم الرئيس بشار الأسد، بعد أن كتبوا على الحيطان شعار "الربيع العربي" الداعي للحرية.

وفي السياق نفسه، قامت منظمة العفو الدولية بتوثيق 10 حالات لأطفال ماتوا في السجون، وتعرضت جثت بعضهم للتشويه إما قبل أو بعد الوفاة. كما ذكرت منظمة أفاز (Avaaz)، وهي مجموعة تهتم بحشد التأييد العالمي لقضايا حقوقية مختلفة، أن 16 طفلاً لقوا حتفهم أثناء الاعتقال بعد أن تعرضوا لتعذيب شديد.

من جهتها، حثت بعثة حقوق إنسان تدعمها الأمم المتحدة سوريا على السماح لها بدخول البلاد للتحقيق في تقارير أعمال القتل والتعذيب، بما في ذلك الحالات الخاصة بالأطفال. وقال باولو بينييرو، الخبير البرازيلي في حقوق الإنسان الذي يرأس بعثة التحقيق، "لقد تلقينا تقارير مخيفة كثيرة حول وضع الأطفال أثناء النزاع".

جرائم ضد الإنسانية؟

سجلت منظمة أفاز أسماء 11,006 شخصاً تم اعتقالهم واحتجازهم في سوريا، رغم أن بعض النشطاء يعتقدون أن العدد الحقيقي قد يصل إلى 15,000 شخص. ويواجه المعتقلون ما وصفته منظمة هيومان رايتس ووتش على بأنه "تعذيب متفشي" داخل السجون.

حيث وجدت هيومن رايتس ووتش خلال مقابلات مع 19 معتقلاً سورياً في شهر أبريل، من بينهم إمرأتين وثلاثة مراهقين، أنهم جميعاً تعرضوا للتعذيب، فيما عدا اثنين فقط، بما في ذلك الجلد بالأسلاك الكهربائية، والتعرض للصعق بأجهزة كهربائية بعد غمر أجسادهم بالماء البارد.

وقالت منظمة إنسان، وهي منظمة حقوق إنسان سورية، أنها تلقت تقارير عديدة عن التعذيب شملت ترك المعتقلين عراة في مجموعات لعدة ساعات، وغمرهم بالمياه الباردة بصورة جماعية قبل تعرضهم للضرب.

كما كانت منظمة العفو الدولية قد أبلغت في شهر مايو عن إجبار بعض المعتقلين على لعق الدم من أرضية السجن، وآخرين على شرب ماء المراحيض بعد تجويعهم لمدة ثلاثة أيام.

وحسب تصريح لفيليب لوثر، نائب مدير منظمة العفو الدولية عن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، في 23 سبتمبر، أي بعد ما يقرب من خمسة أشهر، "لا توجد أية مؤشرات على تراجع عمليات التعذيب والقتل في سوريا".

وأضاف أن "الحصيلة المتزايدة للتقارير الواردة حول تعرض بعض المعتقلين للموت وراء القضبان توفر المزيد من الأدلة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية، وينبغي أن يشجع ذلك مجلس الأمن الدولي على إحالة الوضع في سوريا إلى المحكمة الجنائية الدولية".

وكانت سوريا قد صادقت عام 2004 على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية أو اللا إنسانية أو المهينة.

قضية يوسف*

يجد يوسف* صعوبة في وصف ما حدث لأخويه سامي* البالغ من العمر 34 عاماً، وأحمد* البالغ من العمر 36 عاماً.

فد كان الاثنان قد تعرضا للاعتقال في شهر يوليو مع محتجين آخرين في إحدى ضواحي دمشق في أعقاب مظاهرة - واحدة من مظاهرات عديدة ضمن الانتفاضة المناهضة للحكومة التي بدأت في شهر مارس. وكانا يهتفان من أجل الحرية وسقوط نظام الأسد الذي حكم البلاد لمدة 41 عاماً (الرئيس السوري بشار الأسد، خلف والده في عام 2000).

قال يوسف لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن الضرب بدأ على متن الحافلة. وقف جنود من قوات الأمن فوق أخويه وشتموهما أثناء ضربهما بأسلاك كهربائية.

كانا يؤخذان الواحد تلو الآخر للاستجواب ثلاث مرات في اليوم طوال الأيام السبعة الأولى. "كان المحقق يصرخ فيهما: 'هل تريدان الحرية؟'...ثم كان يضربهما. شقيقي الأكبر أحمد قوي جداً، ولذلك لم يصرخ عندما كانوا يضربونه. مما كان يدفعهم لوصفه بالثور وضربه بقسوة أكثر".

ووفقاً ليوسف، استخدم المحققون قبضات أيديهم والهراوات الكهربائية، والكابلات الكهربائية وما يسمى بالعجلة الكهربائية، وهي عجلة جرار كبيرة تتدلى من السقف ويربط بها السجين، وبينما تدور العجلة يضرب الجلاد السجناء بشكل عشوائي.

ثم أمسكوا بصورة الرئيس وسألوا أحمد: "من هو إلهك؟ قل بشار". وعندما رفض، واصلوا ضربه. وقال يوسف "لقد رأيت جميع الندوب الموجودة على ظهره ويديه،" مضيفاً أنها "جروح مفتوحة وطويلة... التعذيب أمر طبيعي هنا".

وبعد الإفراج عن أخوي يوسف، تلقيا أمراً بعدم التحدث عن محنتهما. وقال يوسف "نحن نعاني حقاً. لا يمكنك تخيل ذلك...إننا نشعر وكأننا في غابة مع وحوش كبيرة ونحن بمفردنا دون أي مساعدة من أحد".

* ليست أسماء حقيقية

af/ha/cb-ais/amz

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join