1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: ضحايا زلزال 2005 المنسيون لا زالوا بحاجة للمساعدة

Kaleem in Balakot with his friends and tudor struggles to gain an education SCIPPER

 لم يعد ضحايا زلزال الثامن من أكتوبر 2005، الذي أودى بحياة 73 ألف شخص في الجزء الباكستاني من كشمير وإقليم خيبر باختون خوا، يحظون باهتمام معظم الناس في باكستان والعالم أجمع. فقد تسببت الكوارث الأخرى التي شهدتها البلاد منذ ذلك الحين، مثل فيضانات 2010، في تحويل الاهتمام والمساعدات عن ضحايا ذلك الزلزال المدمر.

إلا أن هؤلاء الضحايا أنفسهم يجدون صعوبة قصوى في نسيان آثار الزلزال على حياتهم. فحتى وإن تمكن البعض منهم، مثل زاهور خان من منطقة باتاغرام بإقليم خيبر باختون خوا، من مواصلة حياته واستئناف عمله كمزارع، إلا أنه يقول: لن أستطيع أبداً نسيان زوجتي وابنتي الشابة اللتان توفيتا تحت أنقاض منزلنا المنهار. لا زالت أصوات صرخاتهما تطاردني إلى الآن. ولكن أولى أولوياتي حالياً هي رعاية ابنتي الصغرى وابني اللذان نجيا من الزلزال. لقد قررت المضي قدما في حياتي".

غير أن مواصلة الحياة أو نسيان الماضي يظل أمراً مستحيلاً بالنسبة لبعض الضحايا، خصوصاً الذين أصيبوا منهم بإعاقات دائمة، إذ سيعاني الأطفال – الذين أصبحوا شباباً الآن – من آثار الزلزال إلى الأبد بسبب الإعاقة الدائمة التي لحقت بهم كما ستعاني منها السيدات المعاقات اللائي يكافحن من أجل العيش بكرامة.

وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال زاهور الدين من مؤسسة هاشو، وهي منظمة غير حكومية مقرها إسلام أباد، أن "معظم من أصيبوا بالشلل إثر الزلزال هم من السيدات والأطفال بسبب وجودهم في المنازل وقت الكارثة في حين كان معظم الرجال في مواقع عملهم".

وتعمل المؤسسة مع منظمة أمريكية تعنى بمعالجة إصابات النخاع الشوكي بهدف إعادة تأهيل ضحايا زلزال باكستان ومساعدتهم. وحسب زاهور فإن "حوالي 700 شخص أصيب في النخاع الشوكي. ونحن نقدم المساعدة لـ33 سيدة وطفل نعتقد أنهم في أمس الحاجة إلى الدعم".

ومن بين المستفيدين من هذه المساعدات، محمد كليم الذي كان في الثامنة من عمره عندما غطته أنقاض مدرسته في منطقة جبلية في بالاكوت بإقليم خيبر باختون خوا. وقد لقي 29 من زملائه البالغ عددهم 31 طفلاً بالإضافة إلى والده وأخيه مصرعهم في الزلزال. وبالرغم من نجاة كليم من الموت إلا أنه أصيب بكسر في ظهره حوله إلى مقعد عاجز عن السير. وقد تحدث محمد خالد، شقيق كليم الأكبر لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عن وضع أخيه قائلاً: "لا يستطيع كليم، الذي يجلس على كرسي متحرك، الوصول إلى المدرسة بسبب بعد المسافة وصعوبة التضاريس الجبلية. لذلك لابد أن يأتي أحد إلى هنا لتعليمه. وهو يتمنى أن يصبح مدرساً عندما يكبر".

وكان كليم قد تمكن من الحصول على الدعم بمساعدة مجموعة من الأطفال في لوس أنجليس، حيث استطاع الاستفادة من خدمات معلم يزوره لمساعدته في واجباته المدرسية. ولكن ذلك لم يستمر طويلاً، حيث اضطر معلمه للاستقالة من عمله لمتابعة دراسته فلم يعد هناك من يساعده، كما أنه يجد صعوبة في الحصول على الرعاية الطبية.

وفي هذا السياق، قالت زيبا فانيك - مديرة مشروع إصابات النخاع الشوكي (سكايبر)- لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "هؤلاء الناس لا يملكون سوى فرصة ضئيلة للحصول على الرعاية الطبية، فهم بحاجة لشخصين أو ثلاثة أشخاص لحملهم إلى المرفق الصحي الذي غالبا ما يكون بعيدا في الجبال. وهم منخرطون في برنامج المساعدات الطبية عن بعد التابع لمشروع سكايبر، حيث يقوم بعض الأشخاص في الولايات المتحدة بالاتصال بهم مرة في الشهر للحصول على آخر المعلومات حول حالتهم وإعطائهم الدعم النفسي ومساعدتهم في علاج أية مشاكل قد يتم اكتشافها".

وعلى بعد حوالي 360 كلم من كليم، في بلدة باغ بالجزء الباكستاني من كشمير، تعاني سعدية نور - البالغة من العمر 15 عاماً والمصابة بشلل منذ كانت في العاشرة من عمرها- من مشاكلها الخاصة. فهي تتوق لإكمال دراستها ولكنها لا تستطيع، حيث قالت لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "يعاني أبي من المرض ويعجز عن دفع كرسيي المتحرك إلى المدرسة، كما أن إخواني لا زالوا صغاراً وغير قادرين على القيام بذلك. ونحن نعاني أيضاً من العديد من المشاكل المالية بسبب عجز والدي عن العمل، كما أننا مضطرون لدفع إيجار البيت الذي نستأجره في باغ بدل البقاء في قريتنا حتى يتمكن أبي من تلقي العلاج".

منازل متوافقة مع الكراسي المتحركة

تشكل المنازل المتوافقة مع الكراسي المتحركة حاجة أساسية لكثير من الضحايا. وقد علق زاهور الدين من مؤسسة هاشو على ذلك بقوله: "لقد تم تجهيز حوالي ستة من هذه المنازل، وسيتم تجهيز عشرة منازل أخرى قريبا، ولكن هناك حاجة ماسة للمزيد من التمويل من أجل بناء منازل أكثر".

وقد استفاد من هذه المنازل المصابون بالشلل النصفي، مثل ميان رفيق البالغ من العمر 21 عاماً والذي حصل على منزل في بالاكوت تم تعديله ليتلاءم مع ذوي الاحتياجات الخاصة. كما يتلقى أيضا تعليمه في المنزل ويحصل على منحة بفضل التبرعات.

غير أن هناك من الضحايا من لم يحالفه الحظ بقدر ما حالف ميان رفيق. فهناك حوالي 14 من ضحايا الزلزال المصابين بإعاقات يعيشون في المعهد الوطني للمعاقين في إسلام آباد التابع للحكومة. ومن بينهم، سلمى أخطر - البالغة من العمر 25 عاماً والمصابة بالشلل. فبعد أن طلقها زوجها وتوفى والديها لم تجد خياراً آخر سوى اللجوء إلى المعهد حيث تعيش مع ابنتها الصغيرة لأكثر من خمسة أعوام.

وعلى الرغم من الصعوبات التي يواجهونها، يعتبر الضحايا من أمثال كليم وسعدية وميان رفيق وسلمى أنفسهم محظوظين لحصولهم على الدعم. فهناك من الضحايا الآخرين من هم أسوأ حالاً بكثير. ففي شوارع بلدة موري بمقاطعة البنجاب، على بعد حوالي 140 كم من مظفر أباد عاصمة القسم الباكستاني من كشمير، يضطر حسيب أحمد البالغ من العمر 17 عاماً للتسول على الرصيف. وكان قد أصيب بالشلل من منطقة الخصر حتى قدميه عندما كان في الثانية عشر من عمره وأصبح عاجزاً عن التنقل منذ ذلك الحين.

ويشرح حسيب وضعه قائلاً: "فقدت أسرتي ستة من أفرادها في الزلزال بعدما انهار منزلنا القريب من مظفر أباد. وكان والدي وعمي من بين الضحايا. ولم أستطع أبداً الحصول على ما يكفي من مال لشراء كرسي متحرك. وقد حاول أخي الكبير أن يساعدني في ذلك، ولكن لديه أسرة يعيلها ولا أريد أن أثقل عليه أكثر. لا أحب التسول ولكن ليس لدي خيار آخر، وقد انتهى تعليمي المدرسي بعد الزلزال حيث بقيت مريضاً لفترة طويلة".

لا يزال هناك العديد من ضحايا الزلزال الآخرين الذين هم في حاجة ماسة للمساعدة ولكن ليس هناك عدد كاف من الناس لتزويدهم بما يحتاجون من مساعدة.

kh/cb-hk/amz

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join