حذرت جمعية الهلال الأحمر الأفغاني من أن الاشتباكات بين القوات الحكومية وحركة طالبان قد تسببت في نزوح 12,000 شخص على الأقل في إقليم فارياب النائي شمال غرب أفغانستان، مما خلق حاجة ماسة للمياه والصرف الصحي وغيرهما من ضروريات الحياة.
وقال حاجي خان ميرزا، رئيس مكتب جمعية الهلال الأحمر الأفغاني في إقليم فارياب أن "هؤلاء النازحين بحثوا عن ملجأ لهم إما مع أسر وأصدقاء لهم أو خيموا في العراء في قرى بعيدة ولكنها آمنة، مع وصول محدود للغاية أو معدوم تماماً لمياه الشرب المأمونة وخدمات الصرف الصحي وغيرهما من أساسيات الحياة".
وقد اضطر النازحون إلى الفرار من نحو 20 قرية في منطقة قيصر في الإقليم. وقال عبد الصمد، البالغ من العمر 39 عاماً، والذي يمثل النازحين في المنطقة، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إننا نواجه مشاكل كثيرة... كما أن الطقس حار جداً ولذلك نخشى من تفشي الأمراض،" محذراً من أن أمراض الإسهال يمكن أن تنتشر بسرعة ما لم تحل مشاكل الصرف الصحي.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الأفغاني أن مرافق الرعاية الصحية الأساسية متوفرة في فارياب، لكنها لن تكون قادرة على مواجهة أي انتشار واسع للأمراض في حال حدوثه. كما تنتشر مخاوف بشأن الحصول على مياه الشرب.
وتعد أمراض الإسهال، المرتبطة بضعف ممارسات غسل اليدين والنظافة الشخصية بالإضافة إلى نقص المرافق الصحية، سبباً هاماً من أسباب الوفيات بين الأطفال دون سن الخامسة في أفغانستان. ووفقاً لوزارة الصحة، يموت نحو 50,000 طفل دون سن الخامسة سنوياً في البلاد بسبب الالتهاب الرئوي وأمراض الإسهال.
وقال بابلو برسيليسي، رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر إلى شمال أفغانستان: "نحن ننظر في هذه المشكلة بشكل جدي للغاية".
وعلى الرغم من أن اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد قدمت 200 طن من المساعدات الغذائية وغير الغذائية للنازحين في قيصر، إلا أن الاحتياجات أكثر من ذلك بكثير. وأضافت اللجنة أن العديد من النازحين فروا من ديارهم بالملابس التي عليهم وهم يقولون أنهم لا يخططون للعودة إلى قراهم في وقت قريب.
ووفقاً للجنة الدولية للصليب الأحمر، يستمر النزوح الناجم عن العمليات العسكرية والقتال المحلي في التأثير على المجتمعات في أنحاء عديدة من أفغانستان. وقد قدمت اللجنة الدولية للصليب الأحمر المساعدة لأكثر من 51,000 نازح في الفترة من يناير إلى إبريل، أي بزيادة تصل إلى 40 بالمائة عن الفترة نفسها من العام الماضي.
وقدرت دراسة منفصلة قامت بها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين والبنك الدولي أن 433,066 شخصاً ما زالوا نازحين في أفغانستان. ومن بين هؤلاء 226,682 شخصاً نزحوا بسبب الصراع بين يونيو 2009 وأبريل 2011.
mp/eo/cb-dvh
"