1. الرئيسية
  2. West Africa
  3. Nigeria

لا يوجد أفضل من الأرز" ... ولكن ما الثمن؟!"

A woman farms rice on her farm in Ungwaku 1, Kajura District, in Kaduna State Nigeria Kate Holt/IRIN
A woman farms rice on her farm in Kaduna State, Nigeria

عندما يقلق معظمنا بشأن أسعار المواد الغذائية، فإننا نفكر على المدى القصير - السعر اليوم مقارنة بالأمس، واحتمال ارتفاع السعر مرة أخرى غداً - ولكن منظمة أوكسفام خاطرت الأسبوع الماضي بالإعلان عن بعض التوقعات على المدى الطويل، وخرجت بنتائج مثيرة للقلق. فقد توقعت المنظمة أن يسجل الأرز أكبر ارتفاع، مع ارتفاع سعر هذه المادة الغذائية في الصين على سبيل المثال بنسبة 80 بالمائة بحلول عام 2020، و180 بالمائة بحلول عام 2030.

ومن الواضح أن سعر الأرز يسبب قلقاً شديداً في الصين والهند وبقية دول آسيا، إذ لطالما كان أساس النظام الغذائي هناك، تماماً كما يعتمد الشرق الأوسط تقليدياً على الخبز، وإيطاليا على المعكرونة، وشمال أوروبا على البطاطس وإفريقيا على الذرة والمنيهوت والمحاصيل الجذرية مثل البطاطس.

ولكن الأذواق في الطعام آخذة في التغير، مدفوعة في ذلك بتغير أساليب الحياة الحضرية والاتصالات العالمية. فلم يعد المستهلكون يكتفون بأكل ما يمكن زراعته في مناطقهم، بل يبحثون الآن عن الأطعمة التي يسهل إعدادها وتناولها. والمحاصيل الخاسرة هنا هي الحبوب الرئيسية التي تحتاج إلى إعداد طويل يشمل النقع والتقشير والسحق. أما المأكولات الفائزة فهي المعكرونة والشعيرية(أو النودلز) ، وقبل كل شيء، الأرز، مما يجعل سعر هذا الأخير مسألة ملحة ومثيرة للقلق في المناطق التي تبعد كثيراً عن البلدان التي اعتادت أكل الأرز.

تتميز نيجيريا بتقاليد عريقة في صنع الأطعمة من المحاصيل المحلية، فلديها وجبات مثل الأمالا (عصيدة قشر البطاطس)، والإبا (المصنوعة من المنيهوت)، والأوغي (الحبوب المخمرة) والبطاطس المهروسة. وكان الأرز يعتبر طعام الحفلات، أما الشعرية فلم يكونوا يسمعون بها من قبل. أما الآن، فقد أصبحت أكلات الأرز والشعرية العنصر الرئيسي في أكشاك الطعام على جوانب الطرق، وباتت تظهر كل ليلة في إعلانات التلفزيون، إذ تبتسم ربات البيوت وهن يطعمن أسرهن الشعرية سريعة التحضير وأرز الجولوف. وتعد نيجيريا إحدى أكبر الدول المستوردة للأرز في العالم، إذ جاءت في المرتبة الثالثة (بعد الفلبين وإيران) في 2008، وهو آخر عام صدرت فيه إحصاءات المعهد الدولي لبحوث الأرز.

وقبل أربعين عاماً، كان النيجيريون يأكلون في المتوسط ثلاثة كيلوغرامات من الأرز سنوياً، أما الآن فقد وصل هذا الرقم إلى 35 كيلوغراماً وما زال يرتفع.

ولا بد أن يترتب على ذلك أرباح كبيرة لتجار الأرز الدوليين، وهم يحققونها بالفعل، ولكنهم يدركون تماماً ضعف هذا النظام. وقال مسؤول تنفيذي كبير في إحدى أكبر شركات تجارة المنتجات الزراعية في العالم هذا الأسبوع أنه يشعر بقلق حقيقي بشأن التهديدات التي تتعرض لها سلسلة التوريد واستدامتها.

وقال كريس بريت، نائب الرئيس ومدير سلسلة التوريد العالمية لشركة أولام الدولية، لمستمعيه في معهد الدراسات الإنمائية بالمملكة المتحدة: "أنظروا إلى إفريقيا. إن حجم المواد الغذائية المستوردة مدهش للغاية. ونحن نعلم أن أجندة الأمن الغذائي مهمة جداً".

عرضة لتقلبات الأسعار

ومن بين جميع السلع الغذائية في العالم، قد يكون الأرز هو الأكثر عرضة للصدمات المفاجئة. وعلى الرغم من أن العالم قد ينتج كمية كبيرة من الأرز، ولكنه يؤكل بالكامل تقريباً في البلدان التي تنتجه، ولا يتم تداول سوى 5 إلى 7 بالمائة في الأسواق الدولية. ولذلك يتأثر سعر الأرز بشكل كبير وغير متناسب عندما تعاني إحدى الدول الرئيسية المنتجة له من سوء الحصاد أو تتوقف عن التصدير كما فعلت الهند في عام 2008. كما أن العرض يكون دائماً محدوداً، فشركة أولام لم تتمكن من تداول أكثر من 1.3 مليون طن من الأرز في السوق الدولية في أية سنة، ولكن هذه الكمية انخفضت قليلاً الآن لتصبح 1.1 مليون طن. وقال بريت لمستمعيه: "يبدو أننا قد بلغنا الحد الأعلى".

وقد أدى التعطش لتأمين الإمدادات إلى دخول أولام في مجال الإنتاج والتجهيز، وهي تعمل الآن مع 1,200 مزارع أرز وتُشغل مضربي أرز في نيجيريا، البلد الذي بدأت فيه كشركة تشتري المحصول منذ أكثر من 20 عاماً. وقال بريت: "أدركنا أن الأرز يمثل تجارة مربحة بالنسبة لنا. تستورد نيجيريا 2.4 مليون طن من الأرز سنوياً، ولا يتطلب الأمر درجات عالية من الذكاء لمعرفة أنك إذا استطعت إنتاجه، ستتوفر لديك سوق لبيعه".

وقد ازدهر الإنتاج. وبمساعدة مشروع الأسواق التابع للوكالة الأميركية للتنمية الدولية، تمكنت جمعيات المزارعين من الحصول على القروض لشراء المدخلات والبذور المحسنة، مما أدى إلى رفع انتاجيتها من 1.5 إلى 4.4 طن للهكتار الواحد. أما المضارب التي كانت مهجورة أصبحت تنتج أكياساً مغلفة بأناقة من أرز "لوبي"، وهي العلامة التجارية الخاصة بالشركة.

وعلى الرغم من أن ذلك يشكل مصدر أمن لإمدادات الأرز في نيجيريا وهو معزول عن الصدمات الناتجة عن أسعار الصرف، ولكن مشكلة أولام في الوقت الحالي هي أن "لوبي" لا يستطيع منافسة الماركات المفضلة المستوردة من شرق آسيا، سواء في الجودة أو السعر.

ضعف الجودة

ويتمتع الأرز المحلي بسمعة سيئة بين النيجيريين، وغالباً ما يستحقها عن جدارة. وقالت أولا باسي، وهي امرأة عاملة من لاغوس، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنها لا تشتري الأرز النيجيري على الإطلاق. "بعض الناس يشترونه لأنه أرخص، ولكنه يتطلب الكثير من التجهيز، فعليك أن تتكبد عناء إخراج الرمل والحجارة منه. إنهم يولون هذه المهمة إلى الأطفال كنوع من العقاب. ولكن الناس يفضلون دفع مبالغ أكبر بدلاً من مواجهة كل تلك المتاعب".

وتستطيع مضارب الأرز التابعة لأولام التعامل مع الرمل والحجارة، ولكن بريت اعترف لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن نوعية أرز "لوبي" نفسها لا تزال أقل جودة من "ماما جولد"، وهو النوع الأفضل من الأرز المستورد الذي تبيعه أولام، بسبب تنوع أصناف الأرز المستخدمة من قبل المزارعين.

كما أن زراعة الأرز في نيجيريا أكثر تكلفة من زراعته في تايلاند والفلبين والصين، إذ يزرع في المرتفعات الجافة وينتج دون ري ولا يمكن انتاج أكثر من محصول واحد في السنة. أما المزارعون في شرق آسيا، فيزرعون الأرز الرطب ويمكنهم انتاج ثلاثة محاصيل سنوياً.

وفي الوقت الحالي، تستطيع أولام أن تبيع أرز "لوبي" بسعر أقل من الأصناف المستوردة بسبب الرسوم الجمركية المفروضة على الأرز المستورد. وقد سبق تعليق تلك الرسوم مرة واحدة، لمدة ستة أشهر، في عام 2008. ولكن بريت يخشى أن يؤدي أي ارتفاع جديد في أسعار الغذاء العالمية إلى إزالة تلك الحماية.

وأوضح قائلاً: "الخطر هو أن أستيقظ ذات صباح وأجد أن الحكومة الاتحادية قد قررت خفض رسوم استيراد الأرز. لن يتمكن المزارعون النيجيريون من إنتاج مثل هذه الكميات، في الوقت الحالي ليس لدينا إنتاج كاف. ولكن اعطونا عامين آخرين، وسنرى جدوى تجارية أقوى".

وينتج المزارعون النيجيريون في الوقت الراهن 10 بالمائة فقط من الأرز الذي يُباع في السوق المحلية، وفقاً لمسح أجرته الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، في حين توفر تايلاند 74 بالمائة من الأرز الذي يشتريه النيجيريون.

eb/cb-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join