حذرت منظمات الإنذار المبكر من تفاقم الأزمة الغذائية في جنوب الصومال إثر استمرار رداءة مواسم الحصاد طيلة العشر سنوات الأخيرة، مما زاد من حدة انعدام الأمن الغذائي وحجم التضخم وأجبر العديد من المتضررين على النزوح.
وجاء في بيان مشترك صادر عن وحدة تحليل الأمن الغذائي للصومال وشبكة الإنذار المبكر بالمجاعة في 14 أغسطس/آب بأن أكثر من 600,000 شخص من سكان شبيلي الوسطى والسفلى، والعاصمة الصومالية مقديشو وجدوا أنفسهم في أزمة إنسانية مفاجئة يطغى عليها سوء تغذية حاد.
وتعتبر منطقتي شبيلي السفلى والوسطى، اللتين تقعان على الحدود غير المستقرة مع مقديشو، أكثر مناطق الصومال خصوبة. غير أن وحدة تحليل الأمن الغذائي للصومال وشبكة الإنذار المبكر بالمجاعة أفادتا بأن موسم "غو" للحصاد (أبريل/نيسان – يونيو/حزيران) لسنة 2007 في المنطقتين كان الأسوأ من نوعه خلال العقد الأخير بسبب قلة الأمطار.
كما أكدت مسوحات التغذية بأن نسب سوء التغذية في منطقتي شبيلي تجاوزت عتبة الطوارئ المحددة في 15 بالمائة لتصل إلى نسبة 4 بالمائة، وهي نسبة تنذر بكارثة مؤكدة.
وطالبت المنظمتان بمساعدات غذائية إضافية تركز على الاستجابة العاجلة للحاجات الملحة للمتضررين بما فيها الطعام والماء النظيف وخدمات الصحة والمأوى والصرف الصحي بالإضافة إلى ضرورة العمل العاجل للحيلولة دون فقدان المجتمعات المحلية لكامل موارد رزقها وضمان سرعة استعادة المناطق المتضررة لعافيتها.
من جهتها، قالت سندي هولمان، كبيرة المستشارين التقنيين لدى وحدة تحليل الأمن الغذائي للصومال بأنه "لا بد من العمل لوقف العنف وعودة الاستقرار المدني على كل المستويات والأصعدة من أجل توسيع مجال تدخل المنظمات الإنسانية وتمكينها من الوصول إلى المتضررين للحيلولة دون تفاقم الأزمة الإنسانية التي يعانون منها".
وأفادت وحدة تحليل الأمن الغذائي للصومال وشبكة الإنذار المبكر بالمجاعة بأنه بالرغم من التحسن الذي شهدته بعض المناطق المتضررة من الجفاف، ومن الفيضانات التي ضربت المنطقة في عامي 2005 و2006 بما فيها جوبا وجيدو، إلا أن مجموع من أصبحوا منذ مارس/آذار 2007 بحاجة للمساعدة في الصومال قد ارتفع من مليون واحد إلى 1.5 مليون شخص بسبب الأزمة في شبيلي. ومن بين هؤلاء 295,000 شخص يحتاجون إلى تدخل سريع لإنقاذ حياتهم، في حين يعاني 490,000 آخرين من "أزمة غذائية حادة ويحتاجون إلى مساعدة".
بالإضافة إلى ذلك، يحتاج 325,000 شخص نزحوا حديثاً إلى مقديشو و400,000 ممن نزحوا من قبل إلى تدخل سريع لإنقاذ حياتهم ومصادر رزقهم.
كما قالت المنظمتان بأن التقييمات الميدانية أظهرت تدهور الأمن الغذائي في منطقة هيران.
"