1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Palestine

الأرض الفلسطينية المحتلة: لقطات لإحباط أهالي غزة على معبر رفح

[Gaza] Palestinians crossing between the Gaza Strip and Egypt after the re opening of Rafah Border 28 November 2005. Palestinians were able to leave fenced-in Gaza without having to submit to Israeli security checks. Mohamed Hamouda-APOLLO IMAGES/IRIN
The Rafah border has been open for only 14 days since 25 June.

الساعة الواحدة ظهراً وصالة الركاب على الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، المنفذ الوحيد لغزة على مصر، خالية تماماً من الركاب. ومكاتب مراقبة الجوازات خالية أيضاً من الموظفين. أما خارج الصالة فتجلس مجموعة صغيرة من الفلسطينيين على مقاعد تظللها الأشجار منذ ثلاث ساعات ونصف في انتظار فتح الحدود.

ومن بين هؤلاء سمر الصيدلانية التي تعمل مع منظمة أطباء بلا حدود في غزة. كانت سمر تصطحب ابنها أنور، البالغ من العمر خمس سنوات والمصاب بكساح الأطفال، لرؤية جراح عظام في القاهرة بعد حصوله على تحويل من وزارة الصحة بغزة. وأوضحت أن القيود التي يفرضها الحصار الإسرائيلي على الخدمات الصحية تعني أن عليهما السفر لتلقي العلاج الذي يحتاج إليه أنور.

وصل أنور وسمر في الصباح الباكر متوقعين وجود حشد كبير من المسافرين ولكنهما لم يجدا أحداً. وقد تمكنا من اجتياز قسم مراقبة الجوازات الفلسطيني بسرعة وهما في انتظار فتح الحدود المصرية منذ الساعة الثامنة صباحاً.

وقالت سمر: لا يصنع عملي في منظمة دولية في مجال الصحة أو حملي لملف كبير من الأوراق التي تثبت أن لدى أنور إحالة للعلاج في مصر أي فرق. فما زلت قلقة من أن يتم إرجاعنا".

ولا ينبغي تشغيل هذا المعبر إلا بوجود مراقبي الاتحاد الأوروبي، وفقاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه بوساطة أمريكية عام 2005 عندما سحبت إسرائيل قواتها ومستوطنيها من غزة. غير أن مراقبي الاتحاد الأوروبي انسحبوا عندما سيطرت حركة حماس الإسلامية على غزة عام 2007 وتم إغلاق الحدود أمام المسافرين الفلسطينيين.

وبعد مقتل المتضامنين الأتراك على متن أسطول مافي مارا في مايو 2010 تمت إعادة فتح المعبر أمام الحالات الإنسانية بناء على تعليمات الرئيس المصري حسني مبارك. مع ذلك، لا يسمح بمرور سوى الأشخاص الحاملين لتحويل طبي خارج غزة والطلاب الحاصلين على مقاعد في الجامعات الأجنبية وحاملي التأشيرات وجوازات السفر الأجنبية. وقالت المنظمات الدولية بما في ذلك مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) أن الحدود لا زالت فعلياً مغلقة.

وفي هذا الإطار، أوضح حمادة البياري، محلل الشؤون الإنسانية لدى مكتب أوتشا بغزة: "لا يتم السماح لجميع الحالات الطبية بعبور الحدود وإنما الحالات التي تحمل رزمة سميكة من الوثائق التي تثبت حاجتها إلى العلاج خارج غزة. كما يمكن إرجاع المرضى حتى إذا كانوا حاصلين على إحالات من وزارة الصحة، إذ يتم إرجاع 30 إلى 50 شخصاً على الأقل كل يوم".

وقال البياري أنه "لا بد من فتح المعبر أمام جميع المدنيين للدخول والخروج بحرية- فهذا حق إنساني".

"النظر بارتياب"

وهذه هي المرة الثانية التي تأتي فيها سمر إلى رفح منذ إعادة فتح الحدود. كانت المرة الأولى لحضور دورة تدريبية في باريس من أجل العمل، ولكنها اكتشفت أنها، كغيرها من أهالي غزة، بحاجة إلى تصريح من الأمن المصري لدخول البلاد وهو ما لم يكن لديها. ولذلك ظلت محتجزة في غرفة بصالة الترانزيت لمدة 72 ساعة أي من وقت وصولها إلى مصر حتى موعد مغادرة رحلتها من مطار القاهرة.

وعن ما مرت به في ذلك الوقت قالت سمر: "أخبرت المسؤولين المصريين أنني فلسطينية وأنني امرأة ولا يمكنهم أن يطلبوا مني البقاء لأيام في غرفة واحدة مع رجال بلا طعام أو مياه أو دورة مياه أو أي نوع من الخصوصية. ولكنهم رفضوا السماح لي بدخول القاهرة حتى ليوم واحد ولذلك جلست على مقعد لمدة 72 ساعة. وكان حارس يرافقني كلما احتجت لاستخدام دورة المياه أو الحصول على ماء أو طعام".

وأضافت قائلة: "بمجرد العبور عن طريق مصر يتم النظر إلى كل فلسطيني بنوع من الريبة. يجعلونك تشعر بأنك لست إنساناً. كما أن المسؤولين في غاية الغلظة".

وقد رفض حسام زكي المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصرية القول بأن مصر أخفقت في تلبية الاحتياجات الإنسانية لسكان غزة الذين يحاولون العبور من خلال معبر رفح، حيث قال: "تظهر البيانات بوضوح أن المعبر كان صماماً مفتوحاً لسكان غزة. فمنذ يونيو 2010 عندما قرر الرئيس المصري فتح المعبر إلى أجل غير مسمى قام ما يقرب من 200,000 شخص بالعبور. وإذا لم يعجب شخص أو أكثر بالطريقة التي تتم بها إدارة المعبر على الجانب المصري فتلك مشكلتهم".

وأضاف زكي أن "المطالبة بحرية الحركة لجميع الفلسطينيين من غزة إلى مصر مجرد مزحة. فلا بد أن الأشخاص الذين يتحدثون بهذه الطريقة لا يملكون أية فكرة عن خلفية القضية".

وطبقاً للبيانات التي جمعها مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) قام 60,139 شخصاً بالعبور من غزة عبر رفح و63,323 إلى غزة من مصر منذ يونيو العام الماضي مما يجعل العدد الإجمالي يصل إلى 123,462 شخصاً.

"الانتظار لساعات"

وكحال سمر يأمل حسام عابدين السفر إلى مصر لتلقي العلاج من تمزق في الديسك الذي يضغط على عموده الفقري. ويعمل حسام أيضاً لدى منظمة غير حكومية وكان ينتظر فتح المعبر منذ ثلاث ساعات.

وتساءل وهو يومئ برأسه باتجاه مصر: "هل يمكنك أن تقول أن هذا المعبر مفتوح؟ ... الأمور لا تتحرك على ذلك الجانب. فهناك طفل عمره أربعة أشهر على متن حافلة هناك أصبح وجهه شديد الاحمرار من شدة الحمى. ولكن الطفل وأمه ينتظران هناك منذ بداية الصباح".

ويبتسم بأسف مسؤول الحدود في غزة وهو يستمع إلى عابدين وهو يصف تجربته. وقال المسؤول الذي اعتاد على سماع مثل هذه القصص: "الحال أفضل هنا الآن لأن الحدود مفتوحة ولكن كل يوم ينتظر الناس لساعات. أحياناً لأن [المسؤولين المصريين] يصلون وأحياناً أخرى لأنهم يتناولون الغداء وفي بعض الأوقات يغلقون الحدود دون إعطاء أي مبرر على الإطلاق".

وأضاف قائلاً: "بعد أن ينتظر الناس هنا لساعات غالباً ما يتم إرجاعهم. أحياناً يقول المصريون أن السبب هو عدم وجود تنسيق أمني وأحياناً يقولون أنهم يشتبهون في أن الإحالات مزورة. ولا توجد أبداً وسيلة لمعرفة ما إذا كنت ستتمكن من الوصول إلى الجانب الأخر".

وطبقاً لما ذكره زكي المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، فإن مصر تدير معبر رفح طبقاً للقواعد واللوائح المعمول بها في البلاد. وقال زكي: "لن يتم تلقائياً قبول كل حالة فردية تتقدم بطلب للعبور من غزة إلى مصر. وهذا حقنا السيادي".

pg/at/cb-hk/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join