1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Iraq

العراق: المسيحيون يجدون ملاذاً في الشمال الكردي

Mourners at an Ankawa funeral of a Christian couple killed by extremists in Baghdad Namo Abdulla/IRIN

يفر مئات المسيحيين العراقيين إلى إقليم كردستان الشمالي الذي يتمتع بحكم شبه ذاتي، وخصوصاً إلى بلدة عنكاوا، التي أصبحت ملاذاً آمناً للمسيحيين في البلاد، وذلك بفضل وضعها الخاص والامتيازات التي تمنحها لها حكومة الإقليم.

وعنكاوا، التي تقع بالقرب من أربيل، عاصمة إقليم كردستان، هي بلدة ذات أغلبية وإدارة مسيحية تنتشر فيها العديد من الكنائس.

وقالت ميليسا فليمينغ، المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين يوم 17 ديسمبر أن مكاتب المفوضية في العراق شهدت زيادة كبيرة في أعداد المسيحيين الهاربين من بغداد والموصل إلى المنطقة التابعة لحكومة كردستان وسهول نينوى في الشمال. وأضافت فليمينغ أن الطوائف المسيحية في المدينتين بدأت "نزوحاً جماعياً بطيئاً ولكنه ثابت" منذ الهجوم المميت على كنيسة سيدة النجاة في بغداد يوم 31 أكتوبر  أثناء قداس الأحد والذي أسفر عن مقتل 68 شخصاً.

وقد وصلت حوالي 1,000 أسرة إلى إقليم كردستان ومحافظة نينوى منذ بداية نوفمبر، وفقاً للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وأضافت فليمنغ قائلة: "لقد سمعنا روايات عديدة من الناس الذين فروا من منازلهم بعد تلقيهم تهديدات مباشرة. بعضهم لم يتمكن من أخذ شيء سوى القليل من الحاجيات".

وقال جابر حكمت السماك، وهو مسيحي، الأسبوع الماضي في عنكاوا خلال جنازة والده الذي كان يبلغ من العمر 78 عاماً ووالدته التي كانت تبلغ من العمر 76 عاماً، اللذين قطع متطرفون رأسيهما في منزلهما ببغداد: "يوجد في بغداد الكثير من الشرور. إنها مدينة البنادق".

وقد أصبح السماك والعديد من النازحين المسيحيين الأخرين الآن بلا مأوى أو عمل، يعيشون مع أقاربهم أو في منازل مستأجرة في عنكاوا بالكاد يستطيعون تحمل تكلفتها.

الملاذ الآمن

وقد أصبحت مناطق كثيرة في الشمال ملاذاً آمناً للأقليات الدينية الفارة من العنف في أماكن أخرى من العراق، وأربيل ليست استثناءً، وفقاً للمنظمة الدولية للهجرة، التي أفادت أن هناك 6,879 أسرة نازحة (حوالي 41,274 شخصاً) في محافظة أربيل، يقدر أن ربعهم تقريباً من المسيحيين. وتشير التقديرات الأولية لموظفي المنظمة الدولية للهجرة في العراق إلى أن المزيد من الأسر المسيحية ستصل إلى أربيل بمجرد تمكنها من مغادرة منازلها ووظائفها.

وقال ناجي بهنان، البالغ من العمر 57 عاماً، وهو حارس أمن في إحدى الكنائس في عنكاوا يكسب 240,000 دينار عراقي (حوالي 200 دولار) في الشهر، ولكنه يدفع 300 دولار كإيجار شهري للمنزل الذي يقيم فيه مع أسرته وأسرة ابنه: "جئنا إلى هنا فقط من أجل الأمن" موضحاً أنه جاء إلى عنكاوا منذ أقل من شهرين وأن الأسرتين المكونتين من ستة أشخاص تعيشان على المال الذي حصل عليه من بيع منزله وممتلكاته في منطقة بغداد الجديدة.

وأضاف بهنان قائلاً: "ابناي الحاصلان على شهادات جامعية، عاطلان عن العمل. كانا يعملان حارسي أمن في كنيسة مثلما أعمل أنا هنا".

وأفاد تقرير المنظمة الدولية للهجرة أن الحصول على عمل هو أحد الاحتياجات ذات الأولوية لحوالي 83 بالمائة من الأسر النازحة في أربيل. ولا يملك هؤلاء الناس سوى القليل من الحاجيات، مثل البطانيات والأغطية البلاستيكية وأدوات المطبخ، وكذلك بعض المواد الغذائية التي تغطي حد الكفاف والتي تبرعت بها منظمات الإغاثة الدولية، مثل مفوضية اللاجئين والمنظمة الدولية للهجرة وكنائس المسيح الدولية، وفقاً لهيلين كو، مسؤولة العلاقات الخارجية بالمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في أربيل.

ويتم توجيه الكثير من الانتقادات إلى الحكومة المركزية وحكومة إقليم كردستان إذ يقال أنه على الرغم من التعهدات التي قدمتاها خلال الشهرين الماضيين، إلا أنهما لم تفعلا ما يكفي للتصدي لمحنة النازحين المسيحيين.

المزيد من الوعود

وفي وقت سابق من هذا الشهر، كرر مسعود برزاني، رئيس إقليم كردستان، وعوده بالقيام بكل ما هو ممكن للمسيحيين القادمين إلى كردستان، قائلاً أن مغادرة العراق ليست هي الحل.

وأخبر نوزاد هادي محافظ أربيل، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن برزاني قد أنشأ لجنة خاصة للنظر في احتياجات المسيحيين النازحين وتزويدهم بالمساعدات. وأضاف قائلاً: "كردستان هي وطنهم. كأقلية عرقية عانت في الماضي، يمكننا نحن الأكراد أن نشعر بمعاناة المسيحيين بشكل جيد للغاية".

ولكن أحد المسؤولين المسيحيين، الذي رفض الكشف عن هويته، قال أن السلطات الكردية أبلغت المسيحيين في كردستان أن مساعدة النازحين واجب على الحكومة العراقية، وليس على حكومة إقليم كردستان.

في الوقت نفسه، يستمر المسيحيون في مغادرة بغداد، وفقاً لكو المسؤولة بمفوضية الأمم المتحدة للاجئين، التي أضافت: "تقول السلطات المسيحية أنه لم يتبق سوى 150,000 مسيحي في بغداد، وقد يكون ثلثهم على استعداد للمغادرة،" مشيرة إلى زيادة في هجرة المسيحيين إلى الخارج منذ الهجوم على الكنيسة في بغداد.

ومنذ ذلك الحين، بلغت نسبة المسيحيين 30 بالمائة من الوافدين العراقيين الجدد إلى الأردن. أما في لبنان وسوريا، فقد اتصلت 167 و 55 أسرة مسيحية عراقية على التوالي بالمفوضية طلباً لتسجيل افرادها كلاجئين، وفقاً لكو.

na/at/mw-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join