ارتفعت أسعار السلع الأساسية بشكل حاد مع تفاقم الجفاف الشديد في بلدة أفمادو ومحيطها، مما أدى إلى نزوح مئات الأشخاص.
وأخبر عامل إغاثة محلي طلب عدم الكشف عن هويته شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) يوم 14 ديسمبر أنه قد تم هجر ما لا يقل عن سبع بلدات وقرى صغيرة قرب أفمادو الواقعة على بعد 620 كيلومتراً جنوب العاصمة الصومالية مقديشو، خلال الأسابيع الثلاثة الماضية بسبب الجفاف ونقص الغذاء، مضيفاً أن ما يقدر بنحو 2,000 أسرة (12,000 شخص) قد تضرروا جراء ذلك.
وقد ارتفعت أسعار المواد الغذائية في المنطقة بشكل كبير خلال الشهرين الماضيين. "فقد ارتفع سعر الذرة [الغذاء الرئيسي في المنطقة] من 350,000 شلن صومالي [12 دولاراً] للكيس سعة 50 كيلوغراماً قبل شهرين إلى 800,000 شلن [25 دولاراً] اليوم"، وفقاً لعامل الإغاثة.
وأضاف أن سعر كيلو السكر الذي كان يبلغ 28,000 شلن (70 سنتاً) قبل شهرين يباع بـ 35,000 شلن (أكثر من دولار بقليل) الآن وأن سعر كيلو الطحين ارتفع 7,000 شلن عن السعر الذي كان عليه قبل شهرين ليصل إلى 32,000 شلن.
وقال عامل الإغاثة أن "عدداً كبيراً من السكان يعتمدون على المال الذي يرسله لهم أقاربهم في أمريكا أو أوروبا ولكن حتى هذا المال في تناقص لأن الناس أصبحوا يرسلون كميات أقل مقارنة بالسابق...إنه وضع قاتم".
وكمعظم مناطق جنوب الصومال، تقع بلدة أفمادو - في منطقة جوبا - تحت سيطرة حركة الشباب الإسلامية المعارضة للحكومة الاتحادية الانتقالية. وأوضح عامل الإغاثة أن المنظمات الإنسانية غادرت المنطقة بسبب انعدام الأمن.
مشكلتان في آن واحد
وقال أحد وجهاء أفمادو، الذي رفض أيضاً الكشف عن اسمه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، أن على سكان البلدة والمناطق المحيطة بها التعامل مع مشكلتين اثنتين في آن واحد. وأوضح بالقول: "نحن نعاني من الجفاف الشديد وارتفاع أسعار المواد الغذائية إلى أعلى مستوياتها منذ سنوات...كنا نواجه إحدى هاتين المشكلتين في السابق وكان بمقدورنا التعامل معها ولكن لا يمكننا التعامل مع المشكلتين معاً".
وناشد المجتمع الدولي والصوماليين في الخارج تقديم المساعدة مضيفاً أن الاحتياجات كبيرة جداً وأن "الناس لا يملكون أية وسيلة للتعامل مع الوضع الحالي...إنها إحدى أسوأ موجات الجفاف والجوع التي شهدتها منذ سنين".
وقال أن معظم الأشخاص الذين تركوا منازلهم يفتقرون إلى المياه والمواد الغذائية وأنهم يتجهون نحو مخيمات اللاجئين في كينيا.
وأضاف قائلاً: "بالأمس فقط توجهت سبع شاحنات مليئة بالناس إلى الجانب الكيني... وإذا استمر هذا الوضع فإن منطقتنا ستفرغ من السكان".
وقال مكتب برنامج الأغذية العالمي في الصومال أن البرنامج علق أنشطته في معظم مناطق جنوب الصومال، بما في ذلك أفمادو "لأن حركة الشباب حظرت عمله في معظم أجزاء الجنوب".
وقال عامل الإغاثة المحلي أن السكان المحللين جمعوا بعض الأموال وبدؤوا بنقل المياه بالشاحنات لاثنين من أكثر المجتمعات تضرراً.
ah/mw - dvh
"