دعا مسؤول أممي رفيع المستوى المنظمات الإنسانية لاستغلال فرصة الأمن الذي توفره قوات الاتحاد الإفريقي في مقديشو لتحسين عمليات توصيل المساعدات الإنسانية لعشرات الآلاف من النازحين المخيمين في المناطق المحيطة بالمدينة.
وقال إيريك لاروش، الممثل المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في الصومال بعد زيارته للعاصمة مقديشو: لم تكن الاستجابة [للأزمة] كافية بسبب صعوبة الوصول وارتفاع عدد الحوادث الأمنية".
وأضاف لاروش بأن على المنظمات الإنسانية زيادة عملياتها في العاصمة الصومالية مضيفاً بأن هذا الأمر سيساعد في توفير إمدادات الإغاثة للمدينة والمناطق المجاورة، حيث قال: "لقد أصبح بإمكاننا الوصول [للمحتاجين] وعلينا استغلال هذه الفرصة...وإذا تمكنا من العمل من مقديشو فهذا يعني أنه بإمكاننا الوصول لعدد أكبر من الناس".
كما أوضح لاروش بأن الترتيبات جارية لتسهيل بقاء عمال الإغاثة الأجانب القادمين إلى مقديشو في مهام إنسانية لمدة أطول في المدينة بدلاً من اختصار زيارتهم في يوم واحد فقط مثلما كانوا يفعلون في السابق.
كما نوه لاروش بأن الاحتياجات الإنسانية الأساسية للنازحين هي الطعام والماء وخدمات الصرف الصحي بالإضافة إلى المأوى والخدمات الطبية. ومغادرة الطاقم الطبي لمقديشو قلل من قدرة مستشفيات المدينة على تقديم الرعاية الطبية لحوالي 250 مريض مقارنة بحوالي 800 مريض الذين كانوا يستفيدون من خدماتها الطبية قبل بداية النزاع.
وقال لاروش الذي يشغل أيضاً منصب الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في الصومال بأنه زار أحد المخيمات التي تأوي حوالي 4,000 شخص كانوا يتشاركون بأربعة مراحيض فقط في حين كان 2,000 شخص في مخيم آخر يستخدمون دورة مياه واحدة.
وفي الوقت نفسه، قال برنامج الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) بأن 20 طفلاًً على الأقل قتلوا خلال الشهر الماضي بسبب العنف المستمر في مقديشو.
وقال كريستيان بالسليف-أوليسين، ممثل اليونيسيف في تصريح له يوم 3 أغسطس/آب بأن "قتْل الأطفال يجعل من أي خطوة باتجاه المصالحة تبدو مثاراً للسخرية".
وأضاف قائلاً: "لكي يتمكن الصومال من التحرك قدماً، لا بد له من أن يضمن سلامة الفئات الأكثر ضعفاً، فالعديد من الأطفال في البلاد اليوم لا يستطيعون حتى اللعب في الخارج أو الذهاب إلى المسجد دون التعرض للتهديد المستمر بالقتل".
ووفقاً للأمم المتحدة، فقد تجمع حوالي 38,000 شخص في 23 مخيماً بين مقديشو ومدينة أفغوي غرب العاصمة. ويعاني 21.5 بالمائة من الأطفال القاطنين في هذه المخيمات من سوء التغذية، وهي نسبة تفوق بكثير ما يعانيه سكان المناطق التي ينعدم فيها الأمن الغذائي مثل جيدو وباي والتي تصل فيها معدلات سوء التغذية إلى 17 بالمائة.
وتفيد التقارير بأن 1,000 شخص على الأقل قتلوا بينما نزح 400,000 آخرين منذ اندلاع القتال في فبراير/شباط 2007 بين قوات الحكومة الفدرالية الانتقالية التي تدعمها القوات الإثيوبية من جهة والمتمردين من جهة أخرى. وقد هرب حوالي 21,000 شخص في شهر يوليو/تموز فقط من مقديشو بسبب تزايد أعمال العنف التي عقبت افتتاح مؤتمر المصالحة في المدينة، حسب لاروش.
وقد توصلت الوفود المشاركة في المؤتمر مؤخراً لاتفاق ينص على إعادة القبائل ما نهبته من بعضها البعض خلال سبعة عشر سنة من الحرب الأهلية التي مزقت البلاد. وقال عبد القادر ولايو، الناطق باسم المؤتمر، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأنه سيتم تشكيل لجنة للوقوف على تفاصيل المطالبة بالمستحقات ودفعها. كما أضاف بأن المؤتمر بدأ بمناقشة المواضيع المتعلقة بتسريح الجنود ونزع السلاح.
"
