أفادت تقارير صادرة عن منظمات غير حكومية محلية بأن المقاتلين في المناطق الجنوبية من العراق بدؤوا حملة استهداف للأعضاء السابقين في حزب البعث في محاولة للقضاء عليهم، الأمر الذي تسبب في موجة جديدة من النزوح.
فقد قتل إلى الآن ما لا يقل عن 20 شخصاً من أعضاء حزب البعث السابقين، وهو حزب الرئيس العراقي الراحل صدام حسين. ووفقاً للشرطة المحلية، فقد أجبرت المئات من الأسر على الفرار من منازلها.
وقال حسن دريد الناطق باسم منظمة إغاثة الإخوة العراقيين، وهي منظمة غير حكومية محلية تعمل في جنوب العراق بأن المقاتلين يشنون حملة شرسة للقضاء على أكثر من 4,000 عضو سابق في حزب البعث. ولكن معظم هؤلاء لم يكن لديهم الخيار بل كانوا مجبرين على الالتحاق بحزب البعث في فترة حكم النظام السابق".
وأضاف دريد بأن "العشرات من أرامل أعضاء حزب البعث السابقين أخبرن المحافظات الجنوبية بتعرض أزواجهن للقتل خلال الثلاثة أسابيع الماضية، ولا زالت الأعداد في ارتفاع حسب الخبراء".
ورفض المقاتلون المرتبطون بمجموعات شيعية إعطاء أية معلومات حول الحملة مكتفين بالقول بأن هذه العملية بأسرها تهدف إلى "تنظيف العراق من بقايا نظام صدام حسين"، إذ قال خالد علوي، الذي عرّف عن نفسه كعضو رفيع المستوى في ميليشيا شيعية محلية رفض ذكر اسمها، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نريد أن نمنع أتباع صدام من العودة إلى السلطة، وأفضل طريقة لذلك هي القضاء عليهم واجتثاثهم...إن العائلات الشيعية في المحافظات الجنوبية وحدها تعلم ما قاسيناه على أيديهم ولا نريد أن نجازف بالسماح لهم بالعودة".
نزوح النساء والأطفال
وأعربت منظمة إغاثة الإخوة العراقيين عن قلقها إزاء ارتفاع عدد الأسر النازحة حديثاً والتي تبحث عن الحماية في مخيمات النازحين في المناطق الجنوبية وخصوصاً في ضواحي مدينة النجف وميسان والبصرة.
من جهته، قال فريد عباس الناطق باسم المنظمة الإسلامية للسلام، وهي منظمة غير حكومية تتخذ من النجف مقراً لها: "لقد وصلتنا معلومات من متطوعينا بأن 2,000 عراقي على الأقل، معظمهم من النساء والأطفال، قد انضموا إلى مخيمات النازحين في الجنوب خلال الثلاثة أسابيع الماضية...وقد نزحت هذه النساء دون أزواجهن والأطفال دون آبائهم الذين إما تعرضوا للقتل أو أجبروا على الفرار إلى المحافظات الشمالية لكونهم أعضاء سابقين في حزب البعث".
تغيير في السياسة
وتقضي السياسة الجديدة للحكومة العراقية، بدعم من الولايات المتحدة، بإعادة بعض أعضاء حزب البعث السابقين إلى العمل في الحكومة رغبة في تعزيز فعاليتها. ويعتقد بأن هذا السبب هو واحد من الأسباب التي دفعت المقاتلين الشيعة لإطلاق حملتهم لتصفية البعثيين في الجنوب.
بدوره، قال البروفيسور عبد القادر عزيز، المحلل المختص في شؤون النزوح بجامعة بغداد بأن "الحكومة العراقية المؤقتة تحت رئاسة بول بريمر كانت قد قامت سنة 2003 بطرد كل أعضاء حزب البعث من الوظائف الحكومية...ولكن المشكلة تكمن في أن معظم هؤلاء لم يكن لديهم الخيار بل كان نظام صدام يجبرهم على إتباع الأوامر تحت التهديد بالقتل".
تعرض زوجي للقتل على يد مسلحين منذ أسبوعين لمجرد أنه كان عضواً سابقاً في حزب البعث |
ولم تتمكن (إيرين) من الاتصال بالحكومة العراقية للحصول على تعليق حول الموضوع إلا أن مجلس محافظة البصرة أفاد بأن المفاوضات مع زعماء المقاتلين قد بدأت لدعوتهم لوقف الهجمات.
وقالت أم زيد التي فقدت زوجها حديثاً لتنضم إلى صف الأرامل في العراق: "نحن نعاني مرتين وندفع ثمن ذنب لم نقترفه. لقد تعرض زوجي للقتل على يد مسلحين منذ أسبوعين لمجرد أنه كان عضواً سابقاً في حزب البعث. والآن، أصبحت أنا وأطفالي الثلاثة نازحين لا نملك حتى الماء النظيف للشرب...هل هذا عدل؟ هل من الصواب أن يتعرض أرباب الأسر للقتل لمجرد أنهم في يوم من الأيام أجبروا على العمل لصالح صدام؟"
"