أخبر مسؤولون بكابول شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن الأمم المتحدة قد دعت خبراء جنائيين من إحدى المنظمات الدولية للمساعدة في تقصي الحقائق حول أكثر من 80 مقبرة جماعية تم اكتشافها في مختلف أنحاء أفغانستان.
وأفاد مسؤول أممي بأن خبيراً من منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان التي تتخذ من واشنطن مقرا لها، قد قام في 24 يوليو/تموز بزيارة عدة مقابر جماعية شمال كابول. كما يتوقع أن يصل خبير آخر إلى كابول لإجراء تحقيق تقني شامل لإلقاء الضوء على المقابر الجماعية التي تم العثور عليها في البلاد.
من جهته، أوضح أحمد نادر نادري، الناطق باسم اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان بأن الخبراء الدوليين سيعملون بشكل مستقل" وسيقومون بتحديد الفترة التي قتل فيها الضحايا ودفنوا في المقابر الجماعية. وسيتم الإعلان عن نتائج أبحاثهم بالتعاون مع لجنة مراقبة حقوق الإنسان بالبلاد.
وقال ميرزا محمد يارمان، المسؤول بوزارة الداخلية الأفغانية في يوليو/تموز بأن البلاد لا تملك الخبرة التقنية والمهنية لتقصي الحقائق حول آلاف الهياكل العظمية التي عثر عليها في عشرات المقابر الجماعية.
كما أفاد مسؤولو اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان بأنها لم تتمكن إلى الآن سوى من تحديد المواقع الجغرافية لهذه المقابر الجماعية وبأنها لا تملك الموارد والأجهزة اللازمة لإجراء الفحوصات الجنائية.
وفي الوقت نفسه، صرح عليم صديق، الناطق باسم بعثة الأمم المتحدة في أفغانستان بأن الأمم المتحدة ستوفر كل أشكال الدعم لتمكين الأفغان من التعرف على الضحايا. وجاء في تصريحه: "نحن بعثة مساعدة وسنقوم بتقديم المساعدة للسلطات متى طلبتها منا". وأضاف بأن الأمم المتحدة ستقدم التمويل اللازم لإنجاح مهمة أطباء من أجل حقوق الإنسان في كابول.
المقابر قد تحوي آلاف المدفونين
وأخبرت اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في 25 يوليو/تموز بأنه تم العثور خلال الثلاثة عشر شهراً الأخيرة على 81 مقبرة جماعية في أنحاء مختلفة من أفغانستان، ويخشى أن يكون آلاف الأشخاص مدفونين فيها.
فقد أشار المسؤولون إلى العثور في شهر يوليو/تموز على عدد من المقابر الجماعية في تشامتالا شمال كابول حيث يعتقد بأن الآلاف من الأشخاص قد دفنوا، بالإضافة إلى مقبرة جماعية أخرى تم العثور عليها في شهر أبريل/نيسان 2007 في إقليم بداخشان شمال شرق أفغانستان، ووجد فيها رفاة 500 شخص على الأقل.
كما قال نادري بأنه "تم العثور على رفاة حوالي 1,200 شخص في مقبرة جماعية بمنطقة كيرلا في إقليم كونار [شرق أفغانستان]، في حين تم العثور على مقابر أخرى أصغر حجماً في كابول تضم كل منها رفاة ما بين 50 إلى 70 شخص".
وقد قامت السلطات الأفغانية مؤقتاً بإغلاق مواقع المقابر الجماعية، بينما سيقوم الخبراء الجنائيون الذين حضروا من واشنطن باقتراح الإجراءات اللازمة لضمان عدم المساس بمحتويات هذه المقابر إلى أن يتمكن الخبراء من إنهاء تحقيقاتهم.
تزايد الأصوات المطالبة بتحقيق العدالة
وتم إلى الآن، وفقاً للجنة حقوق الإنسان الأفغانية، التعرف على 830 جثة من التي عثر عليها في مختلف المقابر الجماعية. إلا أن المزيد من الأشخاص في العديد من مناطق البلاد ومن مختلف منظمات المجتمع المدني يطالبون حكومة الرئيس الأفغاني حامد كرزاي بالعمل على تحديد هويات كل ضحايا المقابر الجماعية، والتعريف بالجناة وتحديد الفترات الزمنية التي ارتكبت فيها هذه الجرائم.
ومن جهته، قال نور أكبري، وهو عضو برلماني في التجمع الوطني بأنه "في ظل تعرض أكثر من مليوني شخص للقتل وتعرض البلاد للدمار الشامل، لا يمكن لأحد أن ينكر حدوث جرائم فظيعة في أفغانستان خلال السبعة وعشرين عاماً الماضية. وما يجب علينا فعله الآن هو العمل لمعرفة الجناة ومحاسبتهم".
"
