1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Pakistan

باكستان: معضلة توصيل المعونات إلى المتضررين

Victims of Pakistan's 2010 floods Giro555/Flickr

لا تزال العديد من القرى في مختلف أنحاء باكستان، مثل قرية ريكباغوالا، التي تقع على بُعد بضعة كيلومترات من نهر الإندوس في إقليم البنجاب، معزولة عن باقي المناطق ومحرومة من وصول المساعدات إليها منذ أكثر من شهر.

ويرجع سبب المشكلة إلى مزيج من الجغرافيا وحجم المأساة والسياسة المحلية التي تمنح ملاك الأراضي ذوي النفوذ القول الفصل فيما يتعلق بتحديد الأشخاص المحتاجين للمساعدات. ويوجد في إقليم البنجاب المزدحم بالسكان أكبر عدد من المتضررين من الفيضانات، وهو 8.2 مليون شخص، 5.3 مليون منهم بحاجة إلى مساعدة عاجلة. وكانت راجانبور الأكثر تضرراً في مقاطعات الإقليم الـ 36 حيث وصل عدد المتضررين فيها إلى 1.3 مليون شخص.

وعن سوء الأوضاع هناك، قال النقيب المتقاعد محمد عثمان، مدير المقاطعة التي تقع بين إقليم بلوشستان في الغرب، وإقليم السند في الجنوب وعلى بعد 12 ساعة بالسيارة من لاهور: "نحن في نهاية العالم".

ويقول عمال الإغاثة والمسؤولون أن موقع المقاطعة النائي يعني أنها لم تحظ بالتغطية الإعلامية التي عززت تدفقات المعونة، وهو ما أكده عثمان قائلاً: "نعاني من نقص في الخيام والمواد الغذائية وما زلنا غير قادرين على الوصول إلى عدد كبير من الأشخاص الذين تقطعت بهم السبل على الجزر التي تشكلت بالقرب من نهر الإندوس". ويعتقد عثمان أنه ما يزال بحاجة إلى 120,000 خيمة أخرى.

وبعد شهر من القبوع على أسطح منازلهم، أجبر الجوع سكان قرية ريكباغوالا على تصنيع قوارب وعبور البحيرة، التي كانت يوماً ما حقول القطن الخاصة بهم، من أجل البحث عن عمل. لكن الكثير من الناس يعانون من الوضع نفسه حيث قال أحد المسنين ويدعى آشا ميا لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لا يوجد لدينا عمل وعلينا أن نتسول للحصول على الطعام".

وحتى إن توفر المال لدى إدارة المقاطعة، لن يستطيع الموردون المحليون تلبية الطلب. "فهناك نقص في الخيام في باكستان في الوقت الحالي"، وفقاً لسليم رحمت، المسؤول في المنظمة الدولية للهجرة.

ومن بين الـ 8.5 مليون شخص الذين تم تحديد حاجتهم إلى المأوى في باكستان، تلقى 1.3 مليون شخص مساعدات حتى الآن. وقال رحمت: "لقد بدأت الخيام بالوصول، إذ تصلنا ثلاث رحلات محملة بالخيام يومياً ولكن هذا سيكفي لمساعدة 2.5 مليون شخص فقط وما زلنا بعيدين عن سد الاحتياجات... كما مازال الوصول والموارد، بما في ذلك القوى العاملة، يشكلان مشكلة كبيرة".

بدوره، أفاد النقيب عثمان رازا، الذي يقود جهود الإغاثة التابعة للجيش في بعض القرى المتضررة في راجانبور أنه طلب من "أصدقائه" البحث في جميع أنحاء الريف عن الخيام.

صداع التنسيق

وبينما لا تزال المأساة تتكشف، يستمر عدد المحتاجين في التغير، وفقاً لأمجد جمال من برنامج الأغذية العالمي، الذي تمكن من الوصول إلى أربعة من ستة ملايين شخص بحاجة إلى مساعدات غذائية عاجلة على الصعيد الوطني. وأضاف أمجد قائلاً: "نحن بصدد نشر المزيد من المروحيات للوصول إلى مناطق يتعذر الوصول إليها في السند والبنجاب".

وقال شابنوم سارفاراز، وهو طبيب ومنسق لدى منظمة "فاطمة ميموريال سيستم"، وهي منظمة غير حكومية وطنية تعمل على قضايا الرعاية الصحية: "نحن في أمس الحاجة إلى قاعدة بيانات وطنية نستطيع جميعنا الرجوع إليها".

كما أن هناك حاجة ملحة لتنسيق الاستجابة بكفاءة على المستوى الوطني، وفقاً لسارفاراز الذي قال: "نعرف نحن - المنظمات غير الحكومية – أين نذهب ومن نساعد. تتركز المنظمات غير الحكومية في الوقت الحالي في المناطق التي يمكن الوصول إليها بسهولة، على بعد ساعتين أو ثلاث عن المدن الكبرى... ولا تحصل أماكن مثل راجانبور ودي جي خان على الاهتمام الذي تحتاجان إليه".

ولذلك قررت منظمة "فاطمة ميموريال سيستم" تنسيق جهودها مع ست منظمات أخرى على المستوى الأصغر، وحددت دي جي خان كمنطقة تعاني من نقص الخدمات، لتزويدها بالأطباء وغيرهم من الموظفين الطبيين.

وتستخدم الإدارة المحلية في إقليم البنجاب ووكالات الأمم المتحدة البيانات الواردة في أحدث تقييم لجوانب الضعف الذي أجراه برنامج الأغذية العالمي.

استجابة سريعة

وقد قام المسؤولون، مثل أحمد جاويد قاضي، مسؤول التنسيق من مقاطعة رحيم يار خان المجاورة لراجانبور، كل ما بوسعهم لتسريع وصول المساعدات إلى السكان الأكثر عرضة للخطر. ولذلك لم تهدر المنطقة أي وقت أثناء تجميع البيانات عن الاحتياجات الفردية، حيث قال: "ذهبنا بأسرع وقت ممكن حتى لا تتم المبالغة في هذه الأرقام أو العبث بها في وقت لاحق". وسيشمل التقييم اللاحق صورة للمستفيد من المساعدات بجانب ما تبقى من منزله. "لقد بدأنا بالفعل تنفيذ هذه العملية".

ملاك الأراضي يسببون المشاكل

ويمكن أن يصبح ملاك الأراضي ذوو النفوذ الهائل في السند والبنجاب، والأعضاء في معظم اللجان التي شكلت لتحديد المستفيدين المعرضين للخطر، عائقاً أمام وصول المساعدات على نحو سلس.

ويقول سكان قرية ريكباغوالا أنه ربما يكون هناك مساعدات حكومية ولكن من المرجح أن ملاك الأراضي يقومون بتحويل مسارها. وأضاف أحد القرويين قائلاً: "أنهم يأخذون كل شيء لأنفسهم. وإذا أحضرت أي مساعدات لنا، تأكد من تسليمها لنا مباشرة".

وأوضح النقيب رازا أن لا خيار أمامهم سوى الاستعانة بملاك الأراضي، إذ "يسهل الوصول إليهم وهم يعرفون المنطقة والسكان". ولكنه قال مبتسماً: " لقد تبين في الكثير من الأحيان أن المحتاجين الذين حددهم الملاك كانوا من أقاربهم".

بدوره، قال سيد طاهر عرفات من جمعية الهلال الأحمر الباكستاني، العضو في الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: "عليك فقط أن تجاري هؤلاء الأشخاص لضمان عدم حدوث مشاكل أثناء تنفيذ المشاريع".

ويبدو أن انعدام الثقة بين القرويين وأصحاب الأراضي عميقة الجذور، فقد زعم القرويون أن الملاك يحولون مسار المياه إلى حقول المزارعين المستأجرين لإنقاذ الحقول الخاصة بهم.

أما رحمت مسؤول المنظمة الدولية للهجرة وجمال مسؤول برنامج الأغذية العالمي فأفادا أن منظمتيهما تعدان قوائم مستفيدين خاصة بهما.

عودة آمنة؟

وبينما بدأت المياه بالانحسار في بعض المناطق في إقليم البنجاب، تحرص الحكومة على عودة الناس إلى ديارهم. كما بدأ الجيش بتوزيع معونات الإنعاش المبكر بما في ذلك الخيام وحصص الغذاء التي تكفي لشهر واحد لكل من يعد بالعودة.

والسؤال: هل تعد العودة آمنة الآن؟ فقد أفادت المنظمات غير الحكومية وبعض المسؤولين في الإدارة المحلية أنه لا بد من التفكير ملياً قبل اتخاذ قرار إعادة النازحين إلى ديارهم الأصلية على طول النهر. وتساءل شاهيما رحمن، رئيس "منظمة "فاطمة ميموريال سيستم" قائلاً: "كيف لنا أن نعرف أن المياه لن تغمر منازلهم مرة أخرى؟"

وقال بابار أمان، وهو مسؤول من مقاطعة رحيم يار خان، أن "على الحكومة وضع تشريعات لمنع الناس من الاستقرار بالقرب من [نهر الإندوس] وتوفير أراض بديلة،" مضيفاً على عجل: "هذا هو رأيي الشخصي".

jk/cb/oa-ais/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join