تعد الحركة لقضاء احتياجات اليوم الضرورية وسط مياه الفيضان الموحلة التي تصل مستوى الخصر صعبة بما فيه الكفاية على الأصحاء والأقوياء. ولكنها بالنسبة للمرضى والمسنين والمعوقين وصغار السن والأمهات بمثابة كابوس.
وبينما ارتفع عدد الأشخاص الذين لقوا حتفهم في الفيضانات في باكستان إلى ما يزيد عن 1,500 شخص، طالبت منظمات الإغاثة بتوفير المزيد من المساعدات للفئات المستضعفة.
وقالت سامينا بيبي، 50 عاماً، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) من مدينة ديرة غازي خان في إقليم البنجاب: "أنا أرملة ووالد زوجي رجل مسن. ومع هذه الكميات من المياه الراكدة في الشوارع، من المستحيل بالنسبة لنا الوصول إلى المتاجر".
وتحدثت سامينا أيضاً عن محنة إحدى جارتها وتدعى روبينا خاتون، 21 عاماً، حيث قالت: "جاء المخاض روبينا وهي في الشهر الثامن من الحمل واضطرت لإنجاب طفلها دون الحصول على مساعدة طبية. قمت بمساعدتها أنا وعدد قليل من النساء الآخريات اللواتي تمكن من الوصول إلى هناك".
ولا يزال المولود وهو طفل روبينا الأول ينتظر معاينة الطبيب بعد يومين من ولادته السابقة لأوانها في الوقت الذي لا تزال فيه الأوضاع في المدينة تتسم بالفوضى. وقال زوج روبينا، ويدعى غياث سمي الدين: "هناك عيادة بالقرب من منزلنا ولكنها غمرت بمياه الفيضان ولم يتمكن الأطباء من الوصول إليها".
ووفقاً لهيئة الإغاثة وإدارة الأزمات في إقليم البنجاب، تضرر حوالي 1.6 مليون شخص جراء الفيضانات التي تسببت في تدمير ما يقرب من 84,000 منزل وتشريد 500,000 شخص.
الأمراض
بدوره، قال خالد أمين، وهو متطوع في أحد المخيمات التي أنشأتها الإدارة المحلية في بلدة ميانوالي، في إقليم البنجاب شمال غرب البلاد أن انتشار الإسهال بات شائعاً وخاصة بين الأطفال الذين "غالباً ما يشربون المياه الراكدة الملوثة... كما أن العديد منهم يعانون من القيء ومشاكل في المعدة".
وأفاد بيان موجز صادر عن منظمة الصحة العالمية في 5 أغسطس أن شرب المياه الملوثة قد يؤدي إلى الإصابة بالكوليرا وحمى التيفوئيد وداء الشيغيلات وأمراض الإسهال الأخرى، فضلاً عن الإصابة بالتهاب الكبد "أ" و"هـ".
وقال أحمد شادول، نائب الممثل القطري لمنظمة الصحة العالمية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "إنها أزمة كبيرة. نتلقى تقاريراً عن حالات إصابة بالإسهال وأمراض العيون والأمراض الجلدية، وهناك احتمال لتفشي الحصبة وغيرها من الأمراض المعدية ولذلك نستعد لإطلاق حملات التطعيم".
وأضاف أنه يجري حالياً تنسيق جهود الإغاثة مع وزارة الصحة مع التركيز على "نظم الإنذار المبكر من الأمراض المعدية".
ارتفاع أسعار النقل إلى لاهور
وبينما تتسم الأوضاع في المناطق النائية في إقليمي البنجاب وخيبر بختون خوا بالخطورة، تشهد الفئات المستضعفة أيضاً في المدن الكبرى مثل لاهور معاناة كبيرة.
وقالت جميلة حسن، من سكان لاهور، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "ابنتي معاقة حركياً وتعاني من مرض في الكلى وهي بحاجة إلى القيام بغسيل الكلى بصورة دورية. ولكن نقلها على الكرسي المتحرك صعب للغاية". وأضافت أن أسعار النقل العام ارتفعت بشكل حاد بعد هطول الأمطار الغزيرة، مما زاد من صعوبة تنقل الأشخاص الذين يعانون من إعاقات حركية.
بدورها قالت عريفة شهيد، وهي طالبة في لاهور: "تعرض والدي لأزمة قلبية ولكن الأمر استغرق ساعات للوصول به إلى المستشفى ولذلك لم يستطع البقاء على قيد الحياة". وكانت سيارات الإسعاف قد فشلت في الوصول إلى الأسرة بسبب المياه المتراكمة في الطرقات. وأضافت شهيد قائلة: "إذا كان هذا حال واحدة من أكبر المدن، فإن التفكير فقط فيما قد تكون عليه الأوضاع في القرى والمدن الصغيرة يصيبنا بالرعشة".
ومن بلدة كالام في وادي سوات في إقليم خيبر بختون خوا قال حسن علي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "ليس لدينا طعام هنا، والأطفال مرضى والعديد من النساء الحوامل يشعرن بالذعر بمجرد التفكير في الولادة في مثل هذه الظروف".
kh/ed/cb-dvh
