حذرت منظمات الإغاثة من أن الحاجة للمساعدات الإنسانية ستزداد في أفغانستان خلال الأشهر الإثني عشر المقبلة عندما سيسعى أكثر من 130,000 جندي وضابط من القوات الأميركية والناتو، مدعومين من قبل عشرات الآلاف من الجنود الأفغان، لتحقيق مكاسب عسكرية ضد حركة طالبان التي بدأت تستعيد قوتها من جديد.
وفي هذا السياق، أخبر ديفيد بتريوس، الذي تم تعيينه مؤخراً قائداً للقوات الأمريكية والناتو في أفغانستان، مجلس الشيوخ الأمريكي خلال جلسة المصادقة على تعيينه يوم 29 يونيو: "أشعر بأن هذه الحروب القاسية ستستمر، وقد تتصاعد خلال الأشهر القليلة المقبلة".
من جهته، قال بيجان فريدريك، وهو متحدث باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "من واقع خبرة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أدى تزايد أعداد القوات إلى تصاعد القتال الذي كان يخلف دائماً المزيد من الضحايا"، مضيفاً أن الاحتياجات الإنسانية ستتزايد نتيجة لذلك.
ويتردد صدى مخاوف اللجنة الدولية للصليب الأحمر لدى نظيرتها المحلية، جمعية الهلال الأحمر الأفغاني، وغيرها من المنظمات غير الحكومية.
فبالإضافة إلى الخسائر التي سيوقعها في صفوف المدنيين، من المحتمل أن يزيد القتال أيضاً من أعداد النازحين. وبينما وصل عدد النازحين إلى 320,000 شخص إلى الآن، يخشى عمال الإغاثة أن تضطر المزيد من الأسر لمغادرة ديارها في الأشهر المقبلة.
وفي السياق نفسه، أفاد عبد الرحمن كلنتاري، مدير قسم إدارة الكوارث في جمعية الهلال الأحمر الأفغاني: "ما يقلقنا الآن هو النزوح الناجم عن النزاع وتوقف الخدمات الصحية والتعليمية،" مضيفاً أن الحكومة ومنظمات الإغاثة المحلية لا تملك الموارد الكافية أو القدرة للاستجابة بشكل فعال لجميع الاحتياجات الناتجة عن النزاع المتصاعد.
من جهته، قال أحد العاملين في إحدى المنظمات غير الحكومية فضّل عدم ذكر اسمه: "لا أحد يعلم ماذا سيحدث بالتحديد في الأشهر المقبلة وما هو حجم الاحتياجات الإنسانية المترتبة على ذلك". وتبقى صعوبة الوصول للمناطق المتضررة من النزاع عائقاً رئيسياً يحول دون تقديم المساعدات.
وأشار بهمان هارس تكوين، مدير شؤون الحكم والسياسات في منظمة "أكشن آيد" غير الحكومية في كابول: إلى أن "وكالات الإغاثة تلعب دوراً صغيراً في التخفيف من آثار الحرب وغيرها من الكوارث التي يتعرض لها السكان المستضعفون" وأنه "يتعين على الحكومة تحمل المزيد من المسؤولية ومحاولة تفادي الأزمة".
بدورها، قالت الهيئة الوطنية لإدارة الكوارث في أفغانستان، التي تتولى تنسيق الإغاثة لضحايا الكوارث الطبيعية، أنه لا يوجد خطط لحالات الطوارئ التي ستنجم عن النزاع في الأشهر المقبلة.
وتعتمد الحكومة في الغالب على منظمات الإغاثة الأجنبية ومنظمات الأمم المتحدة لتوفير المساعدات الغذائية وغير الغذائية في أوقات الأزمات.
بدورها، حذرت الأمم المتحدة من أن أنشطة مكافحة التمرد قد تتزايد خلال الأشهر المقبلة. كما قامت وكالات الأمم المتحدة بإجلاء معظم موظفيها الدوليين عن إقليم قندهار جنوبي البلاد، معقل حركة طالبان، حيث من المتوقع أن تشن عمليات كبرى ضد الحركة في تلك المنطقة هذا العام قبل انسحاب القوات الأمريكية في يوليو 2011.
ad/cb-foa/dvh