1. الرئيسية
  2. Middle East and North Africa
  3. Yemen

اليمن: لاجئو خرز يمنحون صوتاً

Osman Haji Abdullah, Chairman of the Grand Council in Kharaz refugee camp in southern Yemen, receives residents outside his home Annasofie Flamand/IRIN
Osman Haji Abdullah receives camp residents outside his home

يتم أحياناً دفعي إلى الخلف في طابور توزيع المساعدات الغذائية الخاصة ببرنامج الأغذية العالمي. كما يقوم الناس في بعض الأحيان بقذف منزلنا بالحجارة في منتصف الليل مما يبث الرعب في أنفسنا،" بهذه الكلمات بدأت اللاجئة الصومالية منى عثمان أحمد بوصف حياتها في اليمن.

فبعد ثمانية عشر عاماً من مغادرتها الصومال فراراً من ويلات الحرب، لم تعثر أسرة منى على السلام بعد في مخيم خرز في جنوب اليمن الذي يقع على بعد حوالي 150 كيلومتراً غرب عدن.

وأضافت قائلة: "لا نحظى بأي احترام هنا لأننا الوحيدون من قبيلتنا. لا نستطيع أن ندخل في خلاف مع أحد أو أن ندافع عن أنفسنا إذا ما تعرضنا للغش أو الخداع. وإذا فعلنا، فإن الجميع يتحد ضدنا".

وأفراد أسرة منى هم الوحيدون بين سكان المخيم البالغ عددهم 16,800 نسمة الذين ينحدرون من قبيلة برعاوي القادمة من بلدة صغيرة تحمل الاسم نفسه تقع على ساحل جنوب شرقي الصومال على بعد 100 كيلومتر جنوب غرب العاصمة مقديشو. ويبدو أن المشاكل التي كانت تواجهها الأسرة هناك تطاردها حتى في اليمن.

وتحكي منى عن أوضاعها في الصومال قائلة: "كان زوجي صائغاً غنياً بالقرب من مقديشو، ولكنه تعرض لهجوم على يد رجال من قبيلة هابا غدير أسفر عن مقتل خمسة من إخوته ونهب كل الذهب الذي كان يملكه". وبعد تعرض ثلاثة من إخوتها أيضاً للقتل وشقيقتها للاغتصاب أمام عينيها، قررت منى وزوجها اصطحاب أطفالهما والفرار من الصومال.

ولكن حتى في مخيم خرز للاجئين في اليمن لا تزال المشاكل القبلية قائمة بين السكان الذين يشكل الصوماليون غالبيتهم. وفي محاولة منها لحل هذه المشكلة، تدخلت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين لدعم انتخابات حرة وديمقراطية لتحديد قادة المجتمع.

إدارة المخيم

وقال عبد الرحمن فدعق، موظف خدمات المجتمع بمكتب المفوضية باليمن أن "المفوضية استجابت لمطالب اللاجئين بتمثيل حقيقي من قبل قادة يختارهم المجتمع بطريقة شفافة".

وفي شهر نوفمبر 2008، بدأت المفوضية وشركاؤها من المنظمات غير الحكومية العمل بالتعاون مع سكان المخيم على إضفاء الطابع الديمقراطي على قيادة المخيم. ولكن يبدو أن ذلك لم يكن مجدياً بالقدر الذي أريد له، حيث قال فدعق: "بدأنا نقلص تعاملنا مع زعماء القبائل بعد أن وصلتنا عدة شكاوى من سكان المخيم يقولون فيها أن القادة لا يمثلونهم فعلاً".

ويتكون المخيم من 59 مجموعة سكنية من الخرسانة و20 مجموعة من الخيام تتكون كل مجموعة منها من 25 ملجئاً. وتقوم كل مجموعة بانتخاب قائد وقائدة لها. ومن هؤلاء المنتخبين، يتم ترشيح 10 قادة (خمس نساء وخمسة رجال) للمجلس الأعلى الذي يمثل سكان المخيم أمام المنظمات الإنسانية والحكومة.

كما يقوم قادة المجموعات بانتخاب خمس لجان فرعية هي اللجنة الفرعية للتعليم التي تعمل بالتنسيق مع منظمة إنقاذ الطفولة غير الحكومية الدولية، واللجنة الفرعية للصحة التي تعمل بالتنسيق مع الجمعية الخيرية للرعاية الاجتماعية، واللجنة الفرعية للمياه والصرف الصحي التي تعمل بالتنسيق مع جمعية التضامن الإنساني واللجنة الفرعية المعنية بالرعاية الاجتماعية التي تعمل بالتنسيق مع منظمة الأدفنتست للتنمية والإغاثة (أدرا) واللجنة الفرعية للمواد الغذائية التي تعمل بالتنسيق مع برنامج الأغذية العالمي وجمعية التضامن الإنساني.

ويجتمع المجلس الأعلى مع اللجان الفرعية مرة واحدة في الشهر لمناقشة أية مشاكل. وأوضح فدعق أن "شركاء المفوضية جزء من هذه اللجان من أجل تعزيز الحوار بين المستفيدين ومقدمي المساعدات".

ويعرض قادة المجموعات قضاياهم أمام المجلس الأعلى أو إلى اللجان الفرعية وكذلك من خلال اجتماعات تنسيقية شهرية مع جميع الوكالات الشريكة العاملة في المخيم. وفي حالة أي تأخر تتدخل المفوضية.

تقليص التأثير القبلي

Muna Osman Ahmed, a Somali refugee living in Kharaz camp in southern Yemen for 18 years, said she faces discrimination from other Somalis because of the tribe she comes from
الصورة: أنا صوفي فلامان/إيرين

  "لا نحظى بأي احترام هنا لأننا الوحيدون من قبيلتنا"

منى عثمان أحمد

يتأمل عثمان حاجي عبد الله، رئيس المجلس الأعلى، الطابور خارج مأوى الخرسانة الذي يسكنه، قائلاً: "اعتدت أن أكون رجلاً حراً، أما الآن فأنا أستقبل باستمرار الناس الذين يعانون من مشاكل بخصوص بطاقاتهم التموينية أو من أمراض ويشكون من المعاملة التي يتلقونها من المستشفى. إنه عمل شاق وأنا لا أحصل على ما يكفي من النوم".

مع ذلك، أصر عبد الله على إلقاء الضوء على التقدم الذي تم في ظل نظام التسيير الجديد للمخيم، مشيراً إلى أن "المرضى كانوا مجبرين على الاصطفاف في طابور لانتظار الكشف منذ الساعة الثالثة صباحاً. ولكننا غيرنا ذلك بحيث أصبح بإمكانهم تسجيل أسمائهم للحصول على موعد في السابعة والعودة عندما يكون الطبيب مستعداً للكشف عليهم". وأضاف أن توزيع المواد الغذائية لبرنامج الأغذية العالمي يتم الآن عبر مجموعات لتفادي الوقوف الطويل في الطوابير تحت أشعة الشمس الساطعة.

وأشار عبد الله إلى أن "الكثير من الناس جاؤوا إلى هنا بسبب المشاكل القبلية والتمييز في الوطن. نحن نعيش الآن في ديمقراطية مثل الإخوة ونادراً ما تحصل أية مشاكل".

وأوضح فدعقأن انتخاب المجلس الأعلى حسن تمثيل اللاجئين وحد من سلطة الزعماء الذين نصبوا أنفسهم بأنفسهم والذين كثيراً ما كانت المفوضية تستقبل شكاوى عن فسادهم. واقر أن "التدخلات القبلية لا تزال تشكل خطراً على جميع الأنشطة الجارية في المخيم" ولكنه عبّر عن أمله في أن تنجح انتخابات نوفمبر 2010 في إنشاء بنية تمثيلية "مع الحد من المنافسة على السلطة بين زعماء مجموعات اللاجئين وقادة القبائل".

ولكن لا يبدو الجميع متفائلين مثل فدعق حيث قالت منى: "لا اعتقد أن قادة المجموعات يستمعون لنا. فالمشكلة تكمن في كوننا أقلية ولا أحد يحترمنا. ولذلك نفضل البقاء بعيدين عن الآخرين".


asf/ed – amz/dvh

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join