أبدت مجموعة من المنظمات غير الحكومية العاملة في جنوب العراق من بينها منظمة سلام الجنوب (South Peace) ومنظمة المحافظة على حياة الأطفال (Keeping the Children Alive) ومنظمة حقوق المرأة (Women's Rights Association)، مخاوف حيال مصير الدفعات الجديدة من النازحين الذين يصلون المنطقة بعد أن صرحت السلطات في المحافظات الجنوبية عن عدم قدرتها على استيعاب المزيد منهم.
وقالت ميادة عبيد، الناطقة باسم منظمة سلام الجنوب ومقرها البصرة: أخبرنا المسؤولون في المحافظات الجنوبية بأنه لا يمكنهم استقبال المزيد من النازحين لأنهم لا يستطيعون ضمان أمنهم وسلامتهم".
وأضافت عبيد قائلة: "أخبرتنا الشرطة في النجف والبصرة بأنه تم التبليغ عن حالات تم فيها استهداف النازحين الجدد من قبل المليشيات وأن سبعة منهم على الأقل قتلوا بينما كانوا يحاولون الاستقرار في أحد مخيمات النازحين".
من جهته عبّر حسن عبد الكريم، وهو مسؤول رفيع المستوى في مجلس الحكم بالبصرة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أنه لم يعد بالإمكان تجاهل النقص في الإمدادات الأساسية في المحافظة حيث قال: "تحتاج العائلات التي نزحت من قبل إلى مساعدتنا ونحن غير قادرين على سد احتياجاتها. فليست هناك مقاعد لأطفالها في المدارس، ولا يمكننا توفير الرعاية الطبية لهم والبضائع أيضاً باهظة الثمن".
وأضاف قائلاً: "نحن نعلم أن الوضع حرج بالنسبة للعائلات التي تركت منازلها، ولكن لا نستطيع أن نكون نحن الجهة الوحيدة التي تقدم المساعدة لكل هؤلاء النازحين. إن الطريقة الوحيدة لمنع المزيد من التدهور في الأوضاع هو منع مخيمات النازحين من استقبال المزيد من الأشخاص".
ومن جهته، صرح علي براك، الناطق الإعلامي باسم مجلس الحكم في بالبصرة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن الوضع بدأ يخرج عن السيطرة. واقترح براق أن تقوم أجزاء أخرى من البلاد بفتح أبوابها أمام النازحين ككردستان إذ أن "جميع العائلات الشيعية...تتجه إلى النجف وكربلاء والبصرة [وهي مدن في الجنوب] فقط".
وقال أن المحافظات الجنوبية ستتمكن من فتح أبوابها أمام المزيد من العائلات النازحة في حال زودتها الحكومة المركزية بالمزيد من الأموال .
كما يعارض النازحون المقيمون في المخيمات في الجنوب استقبال نازحين جدد في مخيماتهم إذ يقولون أن المساعدات والخدمات التي تقدم هي غير كافية حتى للأشخاص الموجودين أصلاً في تلك المخيمات.
إجبارهم على العودة
وتقول العائلات التي أجبرت على العودة إلى مناطقها الأصلية بأنها خائفة من أن يتعرض أفرادها للقتل. وفي الوقت نفسه، اختار البعض منهم العيش في البنايات المهجورة الواقعة على الطرق المؤدية إلى المحافظات الجنوبية.
وقال خالد فواز، 42 عاماً، وأب لخمسة أطفال أجبر على العودة لمنزله في بغداد بعد أن حاول النزوح إلى البصرة، واصفاً الظروف التي يمر بها: "إننا نعيش كالحيوانات التي تبحث عن راعٍ يقدم لها الطعام والماء. أجبرنا على الهرب من بغداد بعد أن هددنا المتطرفون وعندما وصلنا إلى البصرة عوملنا كالحيوانات وأجبرنا على الهرب". وأضاف أنه "على الحكومة أن تجبر السلطات في المحافظات الجنوبية أن تستقبلنا قبل أن نتعرض للقتل".
ووفقاً لجمعية الهلال الأحمر العراقي تعرضت أكثر من 142,260 عائلة – أي حوالي 1,037,615 شخصاً- للنزوح منذ 22 فبراير/شباط 2006، عندما أقدمت مجموعة متطرفة، يعتقد أنها من السنّة، على تفجير مرقد شيعي في مدينة سامراء، التي تقع 125 كلم شمال بغداد.
"