1. الرئيسية
  2. Global

أفلام تنقذ الأرواح

[Malawi] Malawi floods operation. IFRC
Malawi is vulnerable to frequent floods and droughts

بالرغم من آثار تغير المناخ المتمثلة في الفيضانات وموجات الجفاف والعواصف المتزايدة التي تضر بملايين الأشخاص خصوصاً في المناطق الريفية للبلدان النامية، إلا أن الكثير من الناس لا يدركون مدى خطورة هذه الآثار بسبب صعوبة فهم تغير المناخ، كما أن القليل فقط هم الذين على استعداد للتعامل مع هذا الخطر.

وقد قامت الحكومات والمنظمات الإنسانية بالعديد من المشروعات الرائدة والناجحة لمساعدة المزارعين في المناطق الريفية المعرضة للخطر على التكيف مع مستقبل يتميز بسوء مزاج الأحوال الجوية.

وقد كتب بابلو سواريز، مدير مشارك لمركز المناخ التابع للصليب الأحمر والهلال الأحمر الدوليين، والواقع مقره بلاهاي، في مقال بعنوان " مناهج بواسطة الفيديو لتكيف المجتمعات المحلية مع المناخ"  أنه "من غير المجدي إرسال خبراء فنيين إلى كل أماكن تواجد الفقراء المهددين بمخاطر المناخ".

وخلال ورشة عمل تم تنظيمها في الموزامبيق منذ بضع سنوات، اكتشف الصليب الأحمر أن صغار المزارعين يتفاعلون بشكل كبير مع العروض السمعية البصرية التي توضح كيفية تطبيق غيرهم من صغار المزارعين في مناطق أخرى للحلول المقترحة للتكيف مع ظروف مماثلة لظروفهم.

وفي عام 2000، تضرر المزارعون في الموزامبيق بالفيضانات المدمرة التي أودت بحياة 700 شخص والتي تلتها فترتي جفاف تسببتا في تدمير محاصيلهم. وكان الصليب الأحمر قد حاول توعية المزارعين بتغير المناخ، ولكنهم لم يقتنعوا بذلك تماماً. حيث قالت إحدى المزارعات خلال ورشة العمل: " كنت أعتقد، مثل أي شخص آخر، أن الله يعاقبنا أو أن أجدادنا كانوا غاضبين...ونحن لا نستطيع أن نفعل الكثير في هذ الشأن".

ولكن المزارعة غيرت تفكيرها بعد أن شاهدت شريط فيديو عرضته اللجنة الدولية للصليب الأحمر عن ورشة عمل مماثلة في منطقة فقيرة معرضة للفيضانات في الأرجنتين. حيث قالت: "ولكنني أرى الآن في الفيلم أن النساء البيض في الطرف الآخر من العالم يعانين من نفس المشكلة التي نعاني منها. لذا ربما كان صحيحاً أن أنماط سقوط الأمطار في العالم آخذة في التغير، وربما أستطيع فعلاً أن أقوم بشيء حيال ذلك". وقد بدأت الآن تفكر في زراعة محاصيل أكثر ملاءمة لأنماط الطقس المتغيرة.

وكان الصليب الأحمر قد بدأ منذ ثلاث سنوات بتجربة فكرة فيديو المشاركة، عبر استخدام الفيديو كأداة لتوعية الناس من مخاطر المناخ وكيفية الاستعداد لها.حيث يقوم مجتمع معين بتصوير فيلم عن تجاربه في هذا المجال ومشاركتها مع مجتمعات أخرى.

وحسب ما كتبه سانشيز في مقالة شارك في تأليفها مع ستة باحثين آخرين، "يعزز فيديو المشاركة الثقة ويتعامل مع المعرفة المحلية باحترام. ويتم استخدامه بشكل متزايد في أبحاث تنمية المجتمع والبحوث الأنثروبولوجية". وأشار الباحثون إلى أن هذا الجهد يسعى إلى" خلق فرصة للتغيير عبر النظر 'في محيط' مواضيع البحث، بدلاً من النظر 'إليها' مباشرة".

في الوقت نفسه، تبنت فرناندا باومهارت، وهي متخصصة في الاتصالات مقيمة في البرازيل، الفكر نفسه. حيث أفادت أن "كل إنسان يتسم بالمرونة والقدرة على التكيف، ولكنه لا يدرك ذلك في كثير من الأحيان. لقد حاولت أن أستعمل الفيديو لمساعدة المجتمعات الريفية على تشكيل قدرتها الطبيعية على التكيف من خلال الفيلم، ثم تقاسم ذلك مع المجتمعات الأخرى".

صناعة الفيلم

كما أرادت أيضا قياس فعالية هذه الأداة علمياً، فاشتركت مع الصليب الأحمر في قرية مفونغا في منطقة سليمة الوسطى بدولة مالاوي، وهي من المناطق الأكثر عرضة لموجات الجفاف والفيضانات. وبعد سلسلة من ورش العمل حول التعامل مع معدات صناعة الأفلام، أصبح القرويون على استعداد لتصوير شريط فيديو قصير حول استجابتهم للفيضانات، والتدابير المتبعة للحد من أثر الصدمات: حيث بنوا منازل من القصب يمكن نقلها خلال الفيضانات، وزرعوا القصب على ضفة النهر لمنع الضرر الذي تسببه المياه.

وبعد استكمال الفيلم، حلل القرويون ما كان يحدث بشكل مختلف نتيجة لتغير المناخ، وقرروا إرسال ست رسائل أساسية عن التكيف تستند في جزء منها على المعرفة المحلية وفي جزئها الآخر على ما كان يتم في منطق أخرى، ليتم تضمينه في فيلم آخر يُعرض في القرى المجاورة.

الرسالة

تضمنت تدابير التكيف تنويع المحاصيل، مثل زرع المزيد من المحاصيل الغذائية المقاومة للجفاف، كنبات المنيهوت بدلاً من الذرة، والري مثل استخدام قرية كاساشي المجاورة مضخات لري حقولها بدلاً من الاعتماد فقط على الأمطار.

كما تعلم سكان مفونغا أن النساء في بنغلاديش تربي البط بدلاً من الدجاج لأنه قادر على الطفو خلال الفيضانات والبقاء على قيد الحياة، وشجعوا غيرهم من القرويين على الحذو حذوهن.

كما يوضح الفيلم أن زراعة العشب تبطئ تدفق مياه الفيضان، وأن تخزين الحبوب في أكياس بدلاً من مخازن الغلال يسهل عملية الانتقال خلال الفيضانات، وأن إطلاق صفارة لتنبيه الناس إلى قرب الفيضانات يمكن أن ينقذ الأرواح والثروة الحيوانية والمواد الغذائية والممتلكات.

وبعد عرض هذا الفيلم على كمبيوتر محمول في خمس قرى مجاورة، وجدت باومهارت أن الكل تقريباً فهم فكرة تغير المناخ، وأن أكثر من نصف الناس كانوا على استعداد لإجراء تغييرات من أجل التكيف.

من جهته، أخبر سواريز شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن "الفيديو يمكن أن يصبح وسيلة رائعة للوصول إلى عدد أكبر من المستهدفين، وشرح قضايا معقدة أكثر عن طريق الاستفادة من الجمع بين الوسائل السمعية والبصرية".

كما أشار إلى ما يمتاز به الفيديو مقارنة بالراديو قائلاً أن "الراديو يعتبر وسيلة جيدة لنقل البيانات وقت حدوثها، وتوزيعها على نطاق واسع (على سبيل المثال، عندما يكون الإعصار على وشك الوصول إلى قرية أو منطقة ما)... ولكن في مجال بناء القدرات تكون القنوات الصوتية وحدها محدودة الأثر للغاية.

وقد تغلب المشروع على عقبات مختلفة، حيث كان لابد من تصوير الفيلم باللغة المحلية، لذلك احتاج المنفذون إلى مترجم للمشروع يتمتع بمهارات اتصال جيدة جداً. كما شكلت الكهرباء مشكلة رئيسية أخرى. ويدرس الصليب الأحمر الآن مشاريع مماثلة في السنغال وبوركينا فاسو وكينيا وتنزانيا.

وتأمل باومهارت في إقناع المجتمعات المحلية بتقاسم معرفتها عن التكيف مع غيرها عبر حدود الدول، وحتى القارات. حيث تقول: "قد يكون لدى رعاة الأغنام على جبال الهيمالايا والكوتشواس في جبال الإنديز الكثير ليتشاركوه فيما بينهم. إن الأمر عادة ما يبدأ بشخص واحد". 

jk/he-ais/amz 

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join