1. الرئيسية
  2. Asia
  3. Afghanistan

أفغانستان: المدنيون يشتكون من آثار القتال على حياتهم

لا يهتم جنان، 11 عاماً، لمعرفة من قتل والده، شايير محمد، فكل ما يهمه هو أن والده قد مات في اشتباكات مسلحة في منطقة سانغين الواقعة في إقليم هيلمند الجنوبي في آذار/مارس 2007.

نعم أفتقد والدي كثيراً" كان جواب الطفل اليتيم عندما سئل عن أبيه، وفي صوته حنين كبير إلى الماضي.

كان لوفاة الأب أثر كبير على حياة جنان، فكونه الابن الأكبر في العائلة المكونة من الأم والأربعة أطفال، أصبح جنان هو المسؤول عن عائلته حسب العادات المحلية. فبعد وفاة الأب مباشرة، انقطع جنان عن الدراسة ليتمكن من توفير لقمة العيش لإخوانه. وكانت هذه بداية حياته الجديدة حيث من المنتظر أن يتخذ خلالها قرارات حاسمة خاصة به وبالأشخاص الذين يتولى رعايتهم.

ووفقاً لوزارة التربية والتعليم الأفغانية، فإن مئات المدارس في الأقاليم المضطربة تبقى متوقفة عن العمل بسبب انعدام الأمن، كما أن مواد الإغاثة لا تصل بشكل فعّال إلى تلك المناطق.

وقال فضل الرحمن، وهو أحد سكان مقاطعة أندار الواقعة جنوب شرق إقليم غازني: "إن تسعة من بين كل عشرة قرويين يعانون من آثار النزاع الدائر [في المقاطعة]... كما أن أطفالنا لا يستطيعون الذهاب إلى مدارسهم ولا نستطيع نحن القيام بأعمالنا بحرية".

قتل المدنيين

وأشار مسؤولون محليون إلى أن أكثر من 50 مدنياً لقوا حتفهم في 18 من حزيران/يونيو بسبب شدة المعارك المندلعة بين مقاتلي طالبان وقوات الناتو في مقاطعة كورا بإقليم أوروزغان.

في حين صرح الرائد جون توماس، الناطق باسم القوات الدولية للمحافظة على الأمن (ISAF) التابعة للناتو، أن كل القتلى كانوا من المتمردين وأن هجماتهم الجوية لم تخلف أية ضحايا من بين المدنيين. ولكن تصريح قاسمي خان، رئيس شرطة أوروزغان، للمراسلين الصحفيين يوم 18 حزيران/يونيو كان مختلفاً حيث قال: "لقد لقي حوالي 6 مدنيين حتفهم جراء الهجوم، بالإضافة إلى حوالي 12 جندياً من جنود العدو".

وفي يوم 20 حزيران/يونيو جاء عبيد الله براكزاي ووفد مرافق له من مقاطعة كورا إلى كابول للتعبير عن قلقهم من تأثير النزاع المسلح على حياتهم لكل من الرئيس الأفغاني حامد كرزاي والقوات التابعة للناتو والقوات العسكرية الأمريكية العاملة في أفغانستان.

وعلى عكس تقارير الناتو، فإن الوفد صرح بأن معظم القتلى في كورا كانوا من غير المقاتلين، حيث قال باراكزاي لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد أخبرنا رئيسنا والأمريكيين كذلك بأننا لسنا إرهابيين ولا نحن من قوات طالبان، فلا ينبغي أن نستهدف بالعمليات العسكرية في أوروزغان".

غير المقاتلين

وحسب اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان (AIHRC)، فقد لقي هذه السنة أكثر من 270 مدنياً حتفهم بسبب العمليات العسكرية التي تقودها القوات الدولية. كما أودت هجمات طالبان بدورها بحياة أكثر من 270 شخص من غير المقاتلين.

من جهته صرح الناطق باسم الأمم المتحدة في أفغانستان، أدريان إيدواردس، في يوم 2 تموز/يوليو أن "عدد القتلى الذين لقوا حتفهم بسبب القوات الموالية للحكومة، بما فيها قوات الجيش الوطني الأفغاني والشرطة الوطنية الأفغانية ومديرية الأمن الوطنية والقوات العسكرية الدولية لا تفوق تلك التي تسببت فيها القوات المعادية للحكومة إلا بنسبة ضئيلة جداً".

وتجدر الإشارة إلى أن متمردي طالبان يتحملون مسؤولية الكثير من الجرائم ضد المدنيين، حيث وجهت الأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية مراراً لعناصر ذات علاقة بطالبان تهماً بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.


الصورة: بنوا
أطفال أصيبوا خلال النزاع المسلح في مقاطعة هيلمند مستلقون على الأرض في مركز صحي محلي
ومن جهة أخرى، أشار سعيد محمد غولابزوي، وزير داخلية السابق خلال الغزو السوفيتي لأفغانستان في الفترة بين 1979 و1989، والعضو الحالي في البرلمان الأفغاني، بأن القوات الدولية يجب ألا تقع في نفس الخطأ الذي وقعت فيه القوات السوفيتية في أفغانستان إذ "يجب أن تتوقف عن قصف القرى ومناطق المدنيين".

وبالنظر إلى الرقم العالي للضحايا المدنيين من جراء القصف، ناشدت اللجنة الأفغانية المستقلة لحقوق الإنسان القوات متعددة الجنسيات بأن تقلل من اعتمادها الحالي على الهجمات الجوية وأن تقوم بدل ذلك بتعزيز عملياتها الأرضية التي يعتقد بأنها تسبب ضحايا أقل في صفوف غير المقاتلين.

تشاؤم يلوح في الأفق

وقد سألت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) السكان في معظم المناطق المضطربة بهيلمند، وأوروزغان وغازني عن النزاع المسلح وسبل إنهائه. فرد معظمهم بأن الناس العاديين لا يملكون أي دور في الجهود الرامية إلى إنهاء النزاع، وأنهم يخشون أن تستهدفهم طالبان إذا ما بادروا إلى التوسط لإنهاء النزاع. كما قالوا بأن السبل العسكرية وحدها لن تردع المتمردين.

وكان قادة طالبان يرفضون دائماً أية مفاوضات أو محاولات لحل النزاع بطرق سلمية، في حين تمكنت الحكومة بدعم من القوات الدولية من إقناع بعض مقاتلي طالبان ذوي الرتب الدنيا فقط من تسليم أسلحتهم.

ويشك سليمان شفيقي، وهو عضو في البرلمان، في أن تتمكن قوات طالبان والحكومة الأفغانية من الجلوس إلى طاولة المفاوضات ومناقشة اختلافاتهم، كما ترى اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن "التطرف والقطبية" قد قللا بشكل كبير من فرص الحوار.

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join