1. الرئيسية
  2. East Africa
  3. Sudan

السودان: أطفال الشوارع بجوبا يعيشون تحت تهديد فيروس نقص المناعة المكتسبة

A street boy sleeps rough in one of Juba's markets. Sudan June 2007. Kate Holt/IRIN

عند دخولك أسواق جوبا، عاصمة جنوب السودان، تثير انتباهك مشاهد الأطفال المشردين وهم يمدون أيديهم ليتوسلوا بعضاً من النقود أو قليلاً من الطعام.

فهؤلاء الأطفال الذين ينامون على عتبات المنازل أو في الأماكن المهجورة داخل الأسواق هم نتاج 21 سنة من الحرب الأهلية التي مزقت منطقتهم. والعديد منهم لا يذكر إلا القليل عن عائلته التي اضطر لتركها هرباً من العنف الذي اجتاح قريته.

ولا أحد يعرف بالضبط عدد الأطفال الذين يعيشون على أرصفة جوبا، كما لا يوجد سوى القليل من المنظمات غير الحكومية التي تهتم بقضيتهم، بالإضافة إلى انعدام الخدمات الاجتماعية التي تركز على مساعدتهم لإيجاد عائلاتهم ولم شملهم بها من جديد.

ويقول موظفو الإغاثة العاملون في المنطقة بأن انعدام أو قلة الدعم العائلي وغياب الحماية وعدم توفر التعليم يجعل هؤلاء الأطفال عرضة للاعتداء الجنسي والإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة.

وقد أخبر جيمس مابيور* (15 عاماً) الذي بدا جد مرهق وصغير القامة بالنسبة لسنه، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن عائلته قد فرت من النزاع المسلح في قريته، ولاقت أمه حتفها بعد فترة قصيرة من وصولهم إلى جوبا واستسلم أبوه للخمر: لقد كان أبي يضربني في البيت – في كل مرة كنت أرتكب فيها خطأ كان يضربني بشدة. وفي إحدى المرات قال لي بأنه يعاني من الملاريا ويود العودة إلى قريتنا. لم يتبقى لي بعده أي أحد للعناية بي، فلجأت إلى السوق". ويعيش جيمس مابيور على أرصفة الطرقات منذ ثلاث سنوات.

التسول والأكل من القمامة

مثل كل الأطفال الذين يعيش معهم جيمس في سوق كونيا كونيا، فهو يقتات على التسول أو مما يجده في صناديق القمامة. وهو لا يذهب إلى المدرسة وليس لديه أدنى وسائل العناية الطبية.

وأكبر الأخطار التي تهدد الأطفال المشردين هي الوقوع في يد الأشخاص الذين قد يعتدون عليهم جنسياً. ويقول مايبور: "يحدث أحياناً أن يأتي بعض الرجال للبحث عن أطفال من أجل الجنس. إنهم يبحثون عن الفتيات والفتيان، ولكن حيث أقيم لا يوجد سوى الفتيان. يأتي إلينا خليط من العرب والجنوبيين والجنود من كل مكان....بعض الفتيان يقبلون الذهاب معهم مباشرة وبعضهم الآخر يفضل المقاومة. ولكن من يقاوم يتعرض للضرب والاعتداء الجسدي".

ويقول مايبور بأن الفتيان الذين يقبلون الذهاب يجنون من 0.05 إلى 0.10 دولار مقابل الخدمات الجنسية التي يقدمونها.

الجهل بكيفية انتشار الفيروس

بالرغم من أن مابيور قد سبق له وسمع عن فيروس نقص المناعة، إلا أنه لا يعرف أي شيء عن كيفية انتقاله، ولا عن المخاطر الناتجة عن ممارسة الجنس بدون وقاية.

ويقول مابيور: "ربما يصيبني فيروس نقص المناعة عن طريق تناول الطعام المتعفن. هذه هي الطريقة الوحيدة التي قد أصاب فيها بالفيروس حسب علمي. لم يخبرني أي أحد في عائلتي عن ذلك. لقد تركت المدرسة منذ زمن طويل وأنا على استعداد للعودة إليها ولكنني لا أستطيع لأنني لا أملك المال لذلك".

أما بن بوغو*، الذي يعيش في سوق كراون بجوبا، فيقول: "لقد سمعت عن فيروس نقص المناعة. إذا مرضت به فسيصيبك الهزال. يأتي الإيدز من الأشياء الوسخة وغير النظيفة وحتى لا تصاب به يجب أن تغتسل وتبقى نظيفاً، ولكن بالنسبة لنا، فالحفاظ على النظافة في الشوارع أمر صعب جداً".

ومن جهتها قالت ماري إسحاق، مديرة ملجأ "ذا ليفينغ ووتر" للأطفال الذي يأوي 37 صبياً كانوا يعيشون في الشوارع: "لا يحظى الأولاد الذين يعيشون في الشوارع بأية حماية. إنهم عرضة للاعتداء الجنسي من قبل العديد من الأشخاص. ليست هناك سوى منظمة غير حكومية واحدة تقدم التعليم لهؤلاء الأطفال، وإمكانياتها محدودة جداً مقارنة مع التزايد السريع في أعداد الأطفال المشردين يومياً. والعديد منهم لا يجرؤ على طلب المساعدة ويتفادى الحديث عن الاعتداءات الجنسية التي يتعرض لها".

أطفال الشوارع معرضون بشكل أكبر للإصابة

''ربما يصيبني فيروس نقص المناعة عن طريق تناول الطعام المتعفن. هذه هي الطريقة الوحيدة التي قد أصاب فيها بالفيروس حسب علمي''
وأخبر القس بنجامن لوكيو ليمي، رئيس المستشارين بمركز جوبا للاستشارة والفحص الخاص بفيروس نقص المناعة البشرية المكتسبة، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) بأن أطفال الشوارع بشكل خاص يعتبرون عرضة للإصابة بفيروس نقص المناعة، لأنهم يجهلون كيفية انتقاله والقليل منهم فقط يعرف أنه مصاب بالفيروس أو يحاول الحصول على علاج له. وقال بنجامن: "يجب القيام بحملة لتوعية أطفال الشوارع بأخطار هذا الفيروس، فالأطفال يحتاجون لمعرفة حالتهم حتى يتمكنوا من تفادي التصرفات الخطيرة. إلا أن الفحص الطبي غير إلزامي، وهم لن يختاروا الخضوع له في حال لم يحصلوا على التوعية اللازمة".

وتعمل حكومة جنوب السودان على تطوير تشريع يضع الآليات الضرورية للعناية بالأطفال ذوي الوضع الخاص بما فيهم أطفال الشوارع وحمايتهم. كما تم إعطاء أفراد الشرطة بالمنطقة تدريباً خاصاً للتعامل مع هؤلاء الأطفال وحمايتهم.

----------------------

* اسماء مستعارة

"
Share this article

Get the day’s top headlines in your inbox every morning

Starting at just $5 a month, you can become a member of The New Humanitarian and receive our premium newsletter, DAWNS Digest.

DAWNS Digest has been the trusted essential morning read for global aid and foreign policy professionals for more than 10 years.

Government, media, global governance organisations, NGOs, academics, and more subscribe to DAWNS to receive the day’s top global headlines of news and analysis in their inboxes every weekday morning.

It’s the perfect way to start your day.

Become a member of The New Humanitarian today and you’ll automatically be subscribed to DAWNS Digest – free of charge.

Become a member of The New Humanitarian

Support our journalism and become more involved in our community. Help us deliver informative, accessible, independent journalism that you can trust and provides accountability to the millions of people affected by crises worldwide.

Join