حذر جون هولمز، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية من أن تغير المناخ يساهم في تكرار حدوث الكوارث الطبيعية المميتة وأنه يجب على الحكومات الإسراع في الإجراءات التي من شأنها التخفيف من أثر الكوارث.
وقد حذر هولمز الذي زار إندونيسيا لمدة يومين بعد الزلزال المميت الذي ضرب غرب سومطرة في 30 سبتمبر من أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير والفيضانات وموجات الجفاف وحرائق الغابات بسبب تغير المناخ.
وقال هولمز الذي يشغل أيضاً منصب منسق عمليات الإغاثة الطارئة في الأمم المتحدة في مقابلة مع شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): أنظر إلى النمط السائد. كم عدد الكوارث الموجودة وكم هي سيئة، ليس في هذا المكان فقط وإنما في وسط أمريكا كذلك. ما يحدث واضح تماماً وهو ما حدثنا عنه العلماء من قبل".
وأضاف قائلاً: "يعني هذا بالنسبة لي أن هناك علاقة بين تغير المناخ وتكرار حدوث الكوارث"، ولذلك يتوجب على الحكومات تحسين استعدادها لمواجهة الكوارث وأخذ التدابير اللازمة للحد من آثارها وهو "ما يعني التأكد من عدم سكن الناس في المناطق المعرضة للفيضانات".
وقد ذكر هولمز أيضاً أن الكوارث الأخيرة في منطقة آسيا -المحيط الهادي جعلت المفاوضات من أجل اتفاقية جديدة لتغير المناخ- التي لا تزال متعثرة- أكثر أهمية.
وقد ضربت منطقة آسيا العديد من الكوارث في الأسابيع الأخيرة بما في ذلك الفيضانات المدمرة في الفلبين وكمبوديا ولاوس وفيتنام ونيبال مما ألحق الأضرار بالملايين من الأشخاص.
وقال هولمز أن حوالي 99 بالمائة من الأشخاص الذين لقوا حتفهم جراء الكوارث الطبيعية من منطقة آسيا -المحيط الهادي.
وأضاف قائلاً: "من المهم جداً خفض الانبعاثات لأن ذلك أمر أساسي لوقف تغير المناخ في النهاية. ولكن في الوقت ذاته مهما فعلنا حيال الانبعاثات فإن النتائج ستبقى بالفعل معنا للخمسين عاماً القادمة".
وحث هولمز الدول الآسيوية المعرضة للكوارث على إنفاق عشرة بالمائة من التمويل الخاص بالتنمية على جهود الحد من مخاطر الكوارث.
وكان المجتمع الدولي قد أنفق 12 مليار دولار على الإغاثة من الكوارث العام الماضي. وقال هولمز أن "10 بالمائة من المبلغ الذي يتم إنفاقه على الاستجابة أو حتى على التنمية يجب أن يذهب إلى الحد من أخطار الكوارث لأهمية مثل هذا الاستثمار".
التمويل لصالح غرب سومطرة
وقد سافر هولمز إلى المناطق التي ضربها الزلزال في غرب سومطرة والتقى برئيس الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث ووكالات الإغاثة.
وقال أن الأمم المتحدة ستصرف حوالي 7 ملايين دولار من الصندوق المركزي للاستجابة للطوارئ من أجل جهود الإغاثة في غرب سومطرة بما في ذلك 12 مشروعاً يركز على الملاجئ في حالات الطوارئ والتغذية وإعادة فتح المدارس ودعم قطاع الصحة.
وقد أطلقت الأمم المتحدة في 9 أكتوبر مناشدة من أجل مساعدة الحكومة الإندونيسية لتلبية احتياجات الناجين من الزلزال.
كما أعلنت الوكالة الوطنية لإدارة الكوارث الإحصاء الأخير لأعداد القتلى جراء الزلزال والذي وصل إلى 1,117 شخص بما في ذلك المفقودين والذين يعتقد بأنهم دفنوا في الانهيارات الأرضية.
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) في تقريره الأخير عن الوضع الإنساني والصادر في 15 أكتوبر أن 198,200 أسرة بحاجة ماسة إلى المأوى.
وتبقى صعوبة الوصول إلى المناطق البعيدة هي العقبة الرئيسية أمام تقديم الإغاثة للناجين ولكن الجيش الإندونيسي وافق على نشر 500 جندي لإعادة بناء الطرق أو فتح طرق جديدة للوصول إلى المناطق المتضررة.
تأخير إعادة الإعمار
وقال سباستين فيزنو، مدير البرامج الإنسانية في هيئة أوكسفام بإندونيسيا، أن الناجين يحتاجون إلى خيام وأغطية بلاستيكية لتوفير المأوى وللغذاء كذلك.
الصورة: جايسون جوتيريز/إيرين |
ضربت عاصفة كيتسانا الاستوائية الفلبين في 26 سبتمبر وبعد أسبوع ضرب إعصار بارما شمال البلاد والساحل الغربي لجزيرة لوزون |
وفي حديث لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قال فيزنو: "سنواجه مشكلة في البحث عن مواد البناء الملائمة وهو ما قد يؤخر مرحلة إعادة الإعمار".
وتدرس بعض المنظمات غير الحكومية بناء ملاجئ انتقالية باستخدام أشجار البامبو وجوز الهند في انتظار توفر مواد البناء.
وقال فيزنو أن العديد من الناجين اضطروا إلى بيع متعلقاتهم لتلبية احتياجاتهم الأساسية مما نتج عنه "تآكل للأصول".
وأضاف قائلاً: "سوف نقدم برنامج التحويلات النقدية الذي يستهدف المجموعات المستضعفة لضمان عدم بيعهم لمتعلقاتهم".
atp/ey/ds/mw - hk/dvh
"