قال مسؤولون أفغان أن الحكومة الأفغانية دعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإدارة مستشفى لضحايا النزاع في ولاية هلمند وفقاً لتأكيدات المسؤولين.
ويأتي الطلب بعد أكثر من شهر على إغلاق مستشفى (إيميرجينسي) الذي يضم 150 سريراً في هذه الولاية الجنوبية حيث ينشط المتمردون.
وقال عبد الله فهيم، المتحدث باسم وزارة الصحة الأفغانية لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في كابول: لقد طلبنا من اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي تدعم أحد المستشفيات في ولاية قندهار المجاورة أن تدير مستشفى (إيميرجينسي) في ولاية هلمند".
وكانت المنظمة الإيطالية غير الحكومية (إيميرجينسي) التي أسست ثلاث مستشفيات لها بنفس الاسم في العاصمة الأفغانية كابول وفي ولايتين من البلاد في أواخر نيسان/أبريل قد انسحبت بعد اعتقال أحد موظفيها بتهمة التواطؤ مع حركة طالبان.
وقال مايكل أوبرايان، الموظف لدى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في أفغانستان: "تلقينا طلب الحكومة وسنتخذ قراراً بخصوص ما إذا كنا سنقوم بتوسيع خدماتنا الطبية بعد أن نقوم بإجراء تقييم طبي للمستشفى في لاشكارغا [عاصمة ولاية هلمند]".
ووفقاً لأوبرايان سيكون توسع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في تقديم المساعدات الطبية إلى هلمند، حيث تواجه العديد من منظمات التنمية والإغاثة بما فيها الأمم المتحدة قيوداً أمنية، متوافقاً مع أهداف المنظمة الإنسانية.
وقد تم تأسيس مستشفيات (إيميرجينسي) في أفغانستان عام 1999. وبالإضافة إلى مرافقها الطبية المجهزة بشكل جيد في كابول، أسست (إيميرجينسي) مركزان مماثلان في ولاية بانجشير الشمالية وولاية هلمند الجنوبية. كما قامت المنظمة الإيطالية غير الحكومية بإدارة حوالي 28 موقع إسعافات أولية في كافة أنحاء البلاد.
تهمة التواطؤ
وفي 19 نيسان/أبريل، أطلق مقاتلو طالبان الصحافي الإيطالي المختطف دانييل ماستروجياكومو بعد أن أطلقت الحكومة خمسة من سجناء طالبان. ولكن المتمردين قاموا بقطع رأس مترجم ماستروجياكومو الأفغاني أجمل نقشبندي لاحقاً.
وفي 20 أيار/مايو، اعتقل عناصر المخابرات الأفغانية رحمة الله حنفي، رئيس مستشفى (إيميرجينسي) في لاشكارغا بتهمة التوسط في صفقة لم تنجز بشكل كامل مع حركة طالبان مما أدى إلى موت نقشبندي. وقد أكدت منظمة (إيميرجينسي) مشاركة حنفي في الجهود التي أدت إلى إطلاق سراح الصحفي الإيطالي ولكنها أكدت أيضاً أن حنفي كان يعمل وفقاً للتعليمات المباشرة لمنظمة (إيميرجينسي).
وقد ذكر البيان الصحفي للمنظمة : أن "رحمة الله حنفي أثبت جدارته في إطلاق دانييل ماستروجياكومو وذلك من خلال القيام بكل شيء طلبته منه الحكومة الإيطالية من خلال (إيميرجينسي) ".
لكن المسؤولين الأفغان اتهموا موظفي (إيميرجينسي) في هلمند بالتآمر مع الطالبان وهي تهمة ترفضها المنظمة بشدة.
الصورة: أكمل داوي/إيرين |
الأبواب المغلقة لغرفة العناية المركزة في مستشفى (إيميرجينسي) في كابول |
الوزير يحث المنظمة الإيطالية غير الحكومية على العودة
وفي رد على ذلك قامت (إيميرجينسي) بإغلاق كل أنشطتها الطبية الإنسانية في أفغانستان وأنتقدت رئيس جهاز المخابرات الأفغانية لاستخدامه منظمتهم ككبش فداء.
وفي أيار/مايو، قام محمد أمين فاطمي، وزير الصحة العامة الأفغاني بإرسال رسالة إلى مدير (إيميرجينسي) في إيطاليا يطلب من منظمته استئناف أنشطتها وفقاً لما ذكرته الوزارة.
وقال المتحدث باسم الوزارة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لم نحدد أية شروط لعودة (إيميرجينسي) وسيسعدنا الترحيب بها مرة أخرى في البلاد".
ولكن سانتانو سانيال، المستشار الدولي لوزارة الصحة العامة لا يزال متشككاً بخصوص العودة المحتملة للمنظمة والذي قال: "لقد أعطينا (إيميرجينسي) شهراً لاستئناف أنشطتها في أفغانستان ولم نحصل على أي رد منهم. أعتقد أن هذه المنظمة لن تعود مرة أخرى".
ووفقاً لأحد أعضاء المجلس البلدي لمدينة كابول فقد قدم مئات الأشخاص في كابول عريضة تطلب من المنظمة الإغاثية العودة إلى البلاد.
مطالب إطلاق سراح المعتقل
ولكن (إيميرجينسي) طالبت مراراً وتكراراً إطلاق سراح رحمة الله حنفي وقد أوقفت عملياتها احتجاجاً على اعتقاله.
وقال عبد الهادي أحد أعضاء مجلس الشعب: "في بلد فقير ومتخلف مثل أفغانستان، نحتاج (إيميرجينسي) لمساعدة الأشخاص الذين هم بحاجة للرعاية الطبية وخاصة في المناطق التي تسببت فيها النزاعات المسلحة العنيفة أضراراً واسعة. لا يجب على (إيميرجينسي) أن تترك آلاف الأشخاص يعانون فقط من أجإطلاق سراح أحد موظفيها".
لن نسمح لمستشفى بعلاج أعدائنا والإرهابيين الذين يعودون لمهاجمة نفس المرفق الطبي الذي تم علاجهم فيه واختطاف عمال الصحة |
انتقاد المنظمة لمعالجتها جرحى طالبان
وقد انتقد حاكم ولاية هلمند، أسد الله وفا، منظمة (إيميرجينسي) بسبب معالجتها لمتمردي حركة طالبان والمقاتلين الآخرين المناهضين للحكومة.
وقال الحاكم لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد كانت منظمة (إيميرجينسي) قاعدة للإرهابيين وحركة طالبان. لن نسمح لمستشفى بعلاج أعدائنا والإرهابيين الذين يعودون لمهاجمة نفس المرفق الطبي الذي تم علاجهم فيه واختطاف عمال الصحة".
ووفقاً لاتفاقية جنيف فإن العناية الطبية يجب أن تقدم للجميع "دون التمييز على أساس الجنس أو العرق أو الجنسية أو الدين أو الآراء السياسية أو أية معايير مماثلة أخرى".
"