أفاد متخصصون في المجال الإنساني أنه مع التحسن الكبير في الوضع عن العام الماضي، سيكون لدى الناجين من إعصار نرجس إمكانية الحصول على مياه شرب كافية خلال موسم الجفاف القادم.
وخلال موسم الجفاف الحرج الذي يمتد من نوفمبر إلى أبريل يعتمد السكان على أي نوع من المياه التي تمكنوا من تخزينها خلال موسم المطر.
وقال دانيال كوليسون، مدير الطوارئ في منظمة إنقاذ الطفولة في ميانمار لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في العاصمة البورمية يانغون: لا نتوقع نقصاً في المياه في موسم الجفاف القادم".
وكان الحصول على مياه الشرب أحد المخاوف الرئيسية المرتبطة بالصحة في أعقاب إعصار نرجس الذي خلف حوالي 140 ألف قتيل وأدى إلى تضرر مليوني شخص آخرين عندما ضرب جنوب ميانمار في مايو 2008.
وكانت مصادر المياه التقليدية التي تشمل البرك والآبار الأنبوبية والمفتوحة إما ملوثة أو مدمرة تماماً بعدما غمرت أمواج المد العالية الكثير من المناطق المنخفضة بمياه البحر والأنقاض في أسوأ كارثة طبيعية تضرب البلاد.
وطبقاً لتقرير التقييم المشترك لما بعد إعصار نرجس، أصاب التلوث ما يقرب من 1500 بركة- أي 13 بالمائة من تلك الموجودة في منطقة يانغون و43 بالمائة من تلك الموجودة في منطقة دلتا أيراوادي المتضررة بشدة.
وقد زادت المخاوف أثناء موسم الجفاف الماضي عندما وردت تقارير عن وجود نقص في المياه وأصبحت مياه النهر وشاحنات المياه هي المصدر الرئيسي لمياه الشرب بالنسبة لبعض المجتمعات المتضررة.
وكانت مياه الشبكة الرئيسية متوفرة لعدد قليل فقط من الناس في منطقة الدلتا حيث اعتمد غالبية السكان على النظم المنزلية لجمع مياه المطر وعلى برك مياه الأمطار المحلية والآبار المفتوحة والآبار والأنبوبية والأنهار.
وقد ذكرت الأمم المتحدة في يوليو العام الماضي أن 74 بالمائة من السكان في المناطق المتضررة لا يحصلون على كميات كافية من المياه النظيفة مع اعتبار أن جمع مياه المطر مسألة مهمة للحد من خطر تفشي الأمراض.
تدخلات ناجحة
ولكن الموقف قد تحسن بفضل التدخلات الناجحة للوكالات الدولية والسلطات والمجتمعات المحلية.
وقال والديمار بيكارد، مدير قسم المياه والصرف الصحي بمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أنه "سيتوفر للناجين من الإعصار مياه كافية لأنه قد تمت إعادة تأهيل برك المياه الملوثة بالإضافة إلى بناء بعض برك المياه الجديدة".
وأكد هذا الرأي موري أمادو، مستشار المياه والصرف الصحي والصحة العامة في برنامج الاستجابة لنرجس التابع لمنظمة "العمل ضد الجوع" Action against Hunger في ميانمار الذي قال أن "إمكانية نقص المياه في موسم الجفاف القادم قد انخفضت إلى أدنى حد".
وقد قامت اليونيسف حتى الآن ببناء 40 بركة في مدن كونتشانجون وديداي وبوغالي مع حوالي 50 بركة تحت الإنشاء في مدينة لابوتا وهي واحدة من المناطق الأشد تضرراً.
من جانبها، قامت منظمة "العمل ضد الجوع" بإعادة تأهيل 19 بركة وبناء 12 أخرى في منطقة بوغالي، وفي الوقت نفسه توزيع حوالي 6 آلاف إناء مصنوع من السيراميك. وتبلغ سعة الإناء الواحد 250 لتر ويحصل المنزل الواحد على أربعة أواني وبذلك تضمن كل أسرة سعة تخزينية للمياه مقدارها ألف لتر.
وقال أمادو أنه "مع الاستخدام المقتصد سوف تدوم السعة التخزينية ثلاثة أشهر على الأقل في الموسم الجاف لمنزل متوسط عدد أفراده خمسة".
الأمان أولاً
الصورة: لين ماونج/إيرين |
قام السكان في قرية خارج بوغالي ببناء مصرف معدني بسيط لجمع مياه المطر من أجل الشرب. وأثناء موسم المطر يعتمد معظم السكان على مياه المطر كمصدر رئيسي لمياه الشرب الآمنة. |
ويقول خبراء الصحة أنه نتيجة لذلك لا تزال عوامل الخطر لمجموعة كبيرة من الأمراض المنقولة بالماء مثل الإسهال أو الدوسنتاريا قائمة.
وقال مسؤول في وزارة الصحة بميانمار طلب عدم ذكر اسمه لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لحسن الحظ لم تكن هناك تقارير خطيرة عن أمراض منقولة بالماء بفضل التدخلات والتدابير التي تم اتخاذها من قبل وكالات الإغاثة"، مشيراً إلى توزيع الكلور وفلاتر المياه في المجتمعات المتضررة.
ومع ذلك فقد ذكر المسؤول أن "تقديم مستلزمات تنقية المياه مثل الكلور أو فلاتر المياه فقط ليس كافياً. بل يجب تثقيف الناجين من الإعصار أيضاً بشأن أهمية المياه الآمنة بالنسبة لهم، وهو ما سيستلزم بالتأكيد الوقت والمال".