بدأت منظمة الصحة العالمية بالشراكة مع وزارة الصحة بغزة هذا الأسبوع حملة توعية عامة لتحذير مرتادي البحر والصيادين من المخاطر المحتملة لمياه الصرف. إذ تم وضع علامات في سبع مناطق في قطاع غزة على طول الخط الساحلي الذي يمتد على مساحة 42 كلم حيث تصب مياه الصرف غير المعالجة في البحر مباشرة، وفقا لمحمود ضاهر، المسؤول بمنظمة الصحة العالمية.
وأوضح ضاهر أن هناك مناطق ينبغي تجنبها، إذ من المحتمل أن تتسبب في أمراض مرتبطة بالإسهال وأمراض جلدية... ويقتصر تأثر الأسماك على المناطق المحددة بالإضافة إلى احتمال تأثر المحار، الذي لا يكتسي أهمية كبيرة في النظام الغذائي لسكان غزة". وأضاف أن منظمة الصحة العالمية ستجري تقييما كاملا في وقت لاحق من الفصل.
وتتفق منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة مع منظمة الصحة على أن تلوث المياه الساحلية يشكل قضية تهدد الصحة العامة، حسب مستشار الأمن الغذائي بمكتب المنظمة بالقدس، إيرمينيو ساكو.
وفي نفس السياق، نشرت هيئة البيئة في قطاع غزة إعلانات في وسائل الإعلام المرئية والمسموعة تحذر فيها الفلسطينيين بأن المناطق السبعة (التي تشكل ما لا يقل عن 10 بالمائة من إجمالي المنطقة الشاطئية بغزة) جد ملوثة ولا تصلح للسباحة أو الصيد ، وفقا للمهندس محمد بهاء من السلطة بغزة. حيث أفاد هذا الأخير أن "نظام المراقبة الصحية في غزة ليس فعالا تماما، لذلك نحن لا ندرك بشكل دقيق مدى آثار التلوث خلال هذا الموسم حتى الآن ". كما أفاد الناطق باسم وزارة الصحة، همام نسمان، أن وزارة الصحة بصدد تطوير نظام لرصد الآثار المحتملة لتلوث مياه البحر.
المناطق المتأثرة
ووفقا لهيئة البيئة وهيئة مياه بلديات الساحل، توجد أربعة من المناطق السبعة المحظورة في مدينة غزة. حيث تتمثل المناطق المتضررة في الشمال في مخيم الشاطئ للاجئين ومنطقة الفندق المطل على البحر ومنطقة المجمع الرئاسي السابق ومنطقة مأهولة على شاطئ البحر تعرف بالسم "الشاليهات". في حين تشمل المناطق المتضررة في الجنوب في مستوطة نيتزاريم السابقة ووادي غزة ورفح (بالقرب من الحدود بين غزة ومصر).
وتقوم أنابيب صرف رئيسية بتصريف المياه غير المعالجة إلى البحر مباشرة في جميع المناطق السبعة. وبالرغم من التحذيرات، لا تزال بعض الأسر تواصل السباحة والصيد في هذه المناطق المحظورة. ومن بين هذه الأسر، أسرة إياد (30 عاما) الذي كان يعمل كضابط أمن في سلطة حركة فتح، والذي أحضر وزوجته نسرين أطفالهما الثلاثة للسباحة في منطقة الشاليهات بمدينة غزة في 4 يونيو. ويقول إياد وهو يراقب ابنته نهى (5 سنوات) وابنه عادل (3 سنوات) يتسابقان نحو البحر: "لقد سمعنا تحذيرات وزارة الصحة ولكننا نعتقد أن المنطقة آمنة بالرغم من ذلك".
تقرير مجموعة واش
يتم تصريف حوالي 80,000 متر مكعب من مياه الصرف غير المعالجة أو المعالجة جزئيا مباشرة في البحر كل يوم في نقاط متعددة على طول الساحل، وفقا لتقرير نشرته في أبريل 2009 مجموعة المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية "واش" WASH، وهي عبارة عن ائتلاف بين المنظمات المحلية والدولية ومنظمات الأمم المتحدة التي تتولى تنسيق الاستجابة الإنسانية لأزمة المياه والصرف الصحي في قطاع غزة.
وكان الحصار الإسرائيلي المتواصل على القطاع منذ 23 شهرا مضت حتى الآن بالإضافة إلى الأضرار الناجمة عن الهجوم الإسرائيلي على القطاع خلال الفترة من 27 ديسمبر حتى 18 يناير قد زاد من الضغط الذي تعاني منه البنية التحتية غير المتطورة لنظام الصرف في غزة وفقا لتقرير واش.
علاوة على ذلك، فإن القيود المفروضة على دخول مواد البناء وغيرها من المواد الصناعية وقطع الغيار إلى غزة تمنع الفلسطينيين من إعادة تأهيل البنية التحتية في القطاع حسب مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا).
"