تتوقف القوات الدولية العاملة تحت قيادة الناتو في أفغانستان عن استخدام المركبات ذات اللون الأبيض اعتباراً من الأول يونيو/حزيران استجابة لمطالب المنظمات غير الحكومية باستخدام علامات أكثر وضوحاً للتمييز بين المركبات المدنية والعسكرية.
وقد ذكر ماركو بيرتوليني، رئيس أركان القوة الدولية للمساعدة الأمنية (إيساف) في بيان صدر عن حلف الناتو أنه سيتم تغيير جميع المركبات ذات اللون الأبيض التابعة للناتو بدرجة كافية تجعل من المركبة تبدو متعددة الألوان بوضوح".
وفي تصريح لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين)، قال أنتوني لوتز، المتحدث الرسمي باسم إيساف: "بالنسبة للمركبات التابعة للناتو يتم حالياً اتخاذ تدابير لضمان أن تبدو بوضوح كمركبات تابعة للناتو".
وقد تم التوصل إلى هذا الاتفاق بعد شهور من حشد التأييد القوي من قبل منظمات الإغاثة الدولية التي اتهمت الناتو/إيساف بالاستخدام العمد لمركبات ذات لون أبيض للحصول على مزيد من الحماية.
وقد جاء في الخطاب الذي تم إرساله من قبل ما يزيد عن عشر منظمات غير حكومية دولية إلى الأمين العام لحلف الناتو في أبريل/نيسان أنه "نظراً لأن بعض أكبر المنظمات الإنسانية غير الربحية وغير الحكومية تقوم بتقديم الإغاثة الأساسية للأفغان المعرضين للخطر، نود أن نلفت نظركم إلى الحاجة الملحة لأن تقوم قوات الناتو بتمييز نفسها بوضوح عن المدنيين في أفغانستان وأن تدعم وتحترم حماية عمال الإغاثة الإنسانية وذلك بالامتناع عن استخدام مركبات بيضاء اللون لنقل الأفراد العسكريين والقيام بالأنشطة العسكرية".
وكان مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قد وافق على تفويض قوة إيساف من خلال القرار رقم 1386 – للمساعدة في ضمان الأمن في كابول- وفي أغسطس/آب 2003 تولى الناتو قيادة إيساف. وقد ذكرت نشرة صادرة عن إيساف أنه في أبريل/نيسان 2009 كان لدى قوة الناتو/إيساف ما يقرب من 58 ألف جندي بمشاركة من 42 دولة.
لون الحياد
وتقول المنظمات غير الحكومية أن مركبات الدفع الرباعي البيضاء تستخدم بصورة تقليدية من قبل الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة في مناطق النزاع لتمييز نفسها عن المركبات العسكرية.
وقالت أشلي جاكسون، مسؤولة الاتصال بمنظمة أوكسفام أن "اللون الأبيض جاء ليمثل الحيادية والاستقلالية وكل من يسعى لتقديم الإغاثة على أساس الاحتياج".
وقالت انجريد ماكدولاند، مديرة الدعوة والحماية بالمجلس النرويجي للاجئين لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) في كابول: "عندما يستخدم الجيش المركبات البيضاء فإن ذلك يقوض هوية عمال الإغاثة ويجعل من السهل الخلط بيننا وبين العسكريين وهو ما قد يزيد من سوء وضعنا الأمني ووصولنا إلى المجتمعات التي تحتاج إلى خدماتنا الحيوية".
وقد ذكر المجلس النرويجي للاجئين ومنظمة أوكسفام أن الهجمات المسلحة ضد المنظمات غير الحكومية قد زادت بنسبة 40 بالمائة في عام 2008 وتعرض العشرات من عمال الإغاثة للقتل والاختطاف والإصابة في أنحاء أفغانستان.
وقد أدى انعدام الأمن كذلك إلى إعاقة الوصول إلى أجزاء كبيرة من البلاد وخاصة إلى المناطق المضطربة في جنوب وجنوب شرق أفغانستان حيث يُعتقد بوجود أعداد كبيرة من الناس الذين هم في أمس الحاجة إلى الإغاثة الإنسانية.
وقالت أشلي جاكسون أنه "إذا لم نتمكن من ضمان سلامة موظفينا فإننا لن نستطع تقديم المساعدة إلى الأفغان في مناطق النزاع، وفي نهاية المطاف سيكونون هم من سيعاني".
هل لا يزال هناك مجال للخلط؟
ولن يتم تطبيق سياسة الناتو الجديدة الخاصة باستخدام المركبات البيضاء على الآلاف من الجنود الأمريكيين الذين يعملون خارج إطار الناتو/إيساف ويشاركون بصورة أساسية في مكافحة التمرد والأنشطة العسكرية "لمكافحة الإرهاب".
وقال أنتوني لوتز، المتحدث الرسمي باسم إيساف أنه "يتم تشجيع سائقي المركبات غير التابعة للناتو/إيساف على الامتثال لهذا الإجراء على الرغم من أن هذه المسألة تبقى ضمن الاعتبارات القومية لكل دولة مشاركة".
وتقول المنظمات غير الحكومية أن استخدام المركبات البيضاء من قبل القوات المسلحة وللأغراض العسكرية سيكون انتهاكاً لطريقة العمل المتفق عليها بين وكالات الإغاثة والجيش في أغسطس/آب 2008.
وقالت أشلي جاكسون، مسؤولة الاتصال بمنظمة أوكسفام أنه "بموجب القانون الدولي الإنساني فإن الأطراف المتحاربة مطالبة بتمييز نفسها عن المدنيين خلال النزاع".
