تتمنى فضومو حسين، وهي أم لخمسة أطفال، لو أنها ما زالت تعيش في مخيم النازحين بدل هذا المأوى المؤقت الذي عادت إليه في مقديشو منذ ثلاثة أشهر. وتعلل أمنيتها هذه بقولها: على الأقل، كان لدينا رعاية صحية في المخيم، أما هنا فنحن مقطوعون... لم نحصل على مساعدة أحد باستثناء عيادة الأم والطفل التي تزودنا ببعض الأدوية".
وكانت فضومو قد عادت إلى ديارها بعد مغادرة القوات الإثيوبية التي كانت تدعم قوات الحكومة الفدرالية الانتقالية. غير أنها وجدت بيتها مدمرا فاضطرت للعيش داخل كوخ في المجمع.
وكان العديد من سكان مقديشو قد عادوا من مخيمات النازحين، شأنهم في ذلك شأن فضومو، ليجدوا أنفسهم يعانون من نقص في الخدمات الصحية ويواجهون تحديات كبرى في ما يخص سبل العيش.
وتعمل عيادات الأم والطفل المحلية بدعم من منظمة الأمم المتحدة لرعاية الطفولة (اليونيسف) ومنظمة الصحة العالمية. وتقتصر خدماتها على النساء والأطفال فقط. وتقول زهرة عبد الله، مديرة عيادة الأم والطفل الموجودة بمنطقة يكشيد التي كانت من أشد المناطق تضررا بالعنف، أن العيادة تعاني من ضغط كبير بسبب تزايد الأعداد الهائلة للأشخاص الذين يلجؤون إليها. وأوضحت أن تحسن الوضع الأمني أدى إلى ارتفاع نسبة التردد على العيادة. وقالت: "هناك تزايد في عدد حالات الإصابة بسوء التغذية. نحن نقدم الأدوية للمرضى ولكننا لا نستطيع أن نوفر لهم الطعام الذي يحتاجون إليه".
التفكير في العودة إلى مخيمات النازحين
أفادت زهرة عبد الله أن عددا من الأسر عادت بالفعل إلى مخيمات النازحين لأنها "تعتقد أنها ستستطيع الحصول على دعم أفضل هناك". وترغب هيبو محمد، إحدى العائدين إلى المدينة، في الرجوع إلى مخيم النازحين ولكنها لا تستطيع. وتشكو حالها قائلة: "كنا أفضل حالا في المخيم. المساعدة الوحيدة التي تلقيناها هنا كانت من عيادة الأم والطفل ولكن العيادة لا تستطيع توفير الطعام".
من جهته، أخبر مصدر من مصادر المجتمع المدني، طلب عدم الكشف عن هويته، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن العديد من العائدين اكتشفوا أن "بيوتهم لم يعد لها أثر وأصبحوا مضطرين للبدء من الصفر".
موجة العائدين
أفادت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في بيان موجز في 14 أبريل/نيسان أن حوالي 60,000 شخص عادوا إلى مقديشو منذ بداية عام 2009. وقد جاء معظمهم من مخيمات النازحين الموجودة في مناطق شيبيلي السفلى والوسطى جنوب وسط الصومال، وحيران وغلغدود ومودوغ وسط الصومال. ويتوجه العائدون بشكل أساسي إلى مناطق يكشيد ووارديغلي وحليوة وحولواداغ بمقديشو.
وفي هذا السياق، أخبرت روبرتا روسو، مسؤولة إعلامية مساعدة بمكتب المفوضية بالصومال، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن المجتمع الإنساني "يشعر بقلق بالغ حيال العودة التلقائية للنازحين إلى مقديشو في ظل استمرار سوء الأوضاع الأمنية وعدم توفر الخدمات الأساسية لمساعدة العائدين".
ولا زالت عمليات العنف مستمرة. حيث أدى القصف الذي تعرضت له بعض مناطق جنوب مقديشو في 13 أبريل/نيسان إلى مقُتل عشرات الأشخاص.
"