أصيبت طفلة تبلغ من العمر 18 شهراً يوم 10 مارس/آذار بفيروس إتش 5 إن 1 المسبب لأنفلونزا الطيور. وبذلك يكون عدد الإصابات البشرية بالفيروس في مصر قد وصل إلى 58 إصابة منذ بداية توثيقها عام 2006، مما دعا منظمة الصحة العالمية إلى طلب إجراء دراسة حول أسباب الانتشار.
وتعد حالة هذه الطفلة، وهي من المنوفية شمال مصر، واحدة من عدد من الحالات الحديثة التي أصيب بها أطفال صغار بالفيروس القاتل في بلد تعتمد فيه حوالي 5 ملايين أسرة على تربية الدواجن لجني قوتها.
وأخبر عبد الرحمن شاهين، الناطق باسم وزارة الصحة المصرية، شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) أن أعراض الإصابة ظهرت على الطفلة في 6 مارس/آذار بعد اختلاطها بالطيور. وقد نُقلت إلى المستشفى في 9 مارس/آذار حيث أُعطيت لقاح التاميفلو.
وأضاف قائلاً: "لقد استقرت حالتها ولكنها ستبقى في المستشفى للخضوع لبعض الفحوصات الإضافية".
وتعتبر هذه الحالة الأخيرة في سلسلة من الإصابات بين الأطفال في مصر، الأمر الذي أثار قلق مسؤولي منظمة الصحة العالمية. ففي 4 مارس/آذار، أصيب طفل في الثانية من عمره بالفيروس في مدينة الإسكندرية الساحلية (التي تبعد 220 كلم عن القاهرة)، وهو الآن يخضع للعلاج بالتاميفلو. كما أصاب الفيروس طفلاً آخر في الثانية من عمره في الفيوم، الواقعة على بعد 85 كلم جنوب غرب القاهرة، في الأول من مارس/آذار، بحسب نصر السيد، مساعد وزير الصحة.
ووفقاً لوزارة الصحة المصرية، تم تسجيل خمس إصابات بأنفلونزا الطيور خلال عام 2009، بينما توفي 23 مصاباً منذ بداية توثيق الإصابات عام 2006.
وقال جون جبور، وهو عالم أوبئة بمنظمة الصحة العالمية، أن التزايد السريع في نسب الإصابة بأنفلونزا الطيور بين الأطفال يثير القلق. وقد طلبت المنظمة من وزارة الصحة التحقيق في سبب إصابة العديد من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين سنتين وثلاث سنوات بالعدوى.
وأفاد جبور أن السبب وراء ذلك ربما يكمن في انخفاض مستوى الحذر بين الأسر عما كان عليه في الفترة التي أعقبت آخر حملة توعوية. ودعا الأسر التي تقوم بتربية الدواجن في بيوتها إلى اتخاذ الحيطة والحذر في جميع الأوقات خصوصاً في ظل تحذير منظمة الأغذية والزراعة من أن فيروس إتش5 إن1 أصبح مستوطناً في الدواجن. وأشار إلى أن "هذا الفيروس لن يندثر بين الدواجن لذا لا يجب أن يطمئن الأشخاص الذين يتعاملون مع الطيور بل يجب أن يصبح الحذر جزءاً لا يتجزأ من حياتهم اليومية".
تغيير طريقة التفكير
وأشار جبور إلى أن السلوك الاجتماعي ومواقف الناس تلعب دوراً مهماً في مواجهة الفيروس "فنحن لا نحارب أنفلونزا الطيور فقط، وإنما نحاول تغيير التفكير القائل بأن التبليغ عن الإصابة بالفيروس يتسبب في فقدان الدخل".
بدوره، أفاد مساعد وزير الصحة أن مربي الدواجن عادة ما يترددون في التبليغ عن احتمال الإصابة بالفيروس مخافة قيام موظفي الصحة بإعدام طيورهم وطيور الأسر المجاورة لهم، خصوصاً وأن مصر لا تتبع أية سياسة لتعويض المزارعين الذين تتعرض طيورهم للإعدام.
ووفقاً لآخر إحصائيات منظمة الصحة العالمية، أصيب حوالي 410 أشخاص في 15 بلداً بالفيروس الذي أدى إلى وفاة 256 منهم. وبالرغم من أن فيروس إتش5 إن 1 نادراً ما يصيب الإنسان، إلا أن الخبراء يخشون من تحوره إلى سلالة يمكنها الانتقال بسرعة من شخص إلى آخر، الأمر الذي قد ينتهي بوباء يودي بحياة الملايين.
"