بدأت فتيات وادي سوات اللائي انقطعن عن الدراسة منذ أن أعلن المقاتلون حظراً على تعليم البنات نهاية ديسمبر/كانون الأول الماضي، المحاولة للعودة إلى مدارسهن.
فقد توصلت الحكومة المحلية في الإقليم الحدودي الشمالي الغربي إلى اتفاق مع حركة تطبيق الشريعة المحمدية يتم بموجبه تطبيق بنود من القوانين الإسلامية وإعادة فتح المدارس.
وفي هذا السياق، قالت سيدة بيبي (ليس اسمها الحقيقي) لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "لقد سعدت ابنتي، البالغة من العمر 10 سنوات، كثيراً لأنها تمكنت من ارتداء زيها المدرسي من جديد...نتمنى فقط أن يستمر ذلك". غير أن عدم استعدادها للكشف عن اسمها الحقيقي يبين خوفها الذي تعترف به قائلة: "بالرغم من كوننا سعداء، إلا أننا نحشى أن تسوء الأمور مرة أخرى".
من جهته، قال فضل خان، 40 عاماً، من مينغورا: "لا يريد بعض الأشخاص هنا السلام ويحاولون افتعال المشاكل". وحسب وسائل الإعلام المحلية، شهدت المنطقة أيضاً أعمال خارجة عن القانون بما ذلك عمليات إضرام نار في البيوت واختطاف أشخاص.
وقد طلب زعيم حركة تطبيق الشريعة المحمدية من الحكومة إقامة محاكم إسلامية في ظرف أسبوعين أو إنهاء الهدنة، مما سيدخل سوات في أزمة جديدة، حسب بعض المحللين.
ولا يزال آلاف النازحين الذين انتقلوا إلى بيشاور على بعد 170 كلم جنوب شرق سوات يترقبون وينتظرون. وقال أحدهم ويدعى داوود جان: "لن نعود أدراجنا حتى يعم الأمن والاستقرار".
الحقوق
ووصف أمير حيدر حوتي، رئيس وزراء الإقليم الحدودي الشمالي الغربي، الهدنة بأنها "حدث مرحب به للغاية"، موضحاً أنه سيستقيل إذا تم خرق هذه الهدنة. ولكن آخرين يشعرون أن حقوقهم المدنية تتعرض للانتهاك، حيث قال عبد الرحمن، المدير التنفيذي للجنة حقوق الإنسان بباكستان أن "الحوار شيء جيد ينبغي تشجيعه ولكننا قلقون من عدم وجود أية ضمانات من حيث حماية حقوق سكان سوات". وقد كانت لجنة حقوق الإنسان بباكستان تراقب الوضع في سوات عن كثب منذ عدة أشهر ووصفت الوضع الإنساني الناجم عن المواجهات بين المقاتلين والقوات الحكومية بأنه "مروع".
وقد غادر عشرات الآلاف من الناس بما فيهم العديد من المدرسين سوات، حيث قالت شهناز خان، 35 عاماً وأم لثلاثة أطفال، والتي كانت قد غادرت مينغورا منذ عدة أشهر: "كل المدرسين الجيدين في مدرسة أطفالي غادروها ولا أعتقد أنهم سيعودون...ووفقاً لأقاربي هناك، عاد العديد من الأطفال إلى المدارس ولكن لا يوجد إلا القليل من المدرسين".
ولا تزال بعض الأسر الأخرى تشعر بالكثير من الخوف وتمتنع عن إرسال أطفالها إلى المدرسة. فانقسام المقاتلين في سوات إلى عدد من الفصائل يثير القلق وقد لا يتمكن اتفاق السلام هذا من الاستمرار كما حدث مرتين منذ عام 1995.
"