لا زال الآلاف من فلسطينيي قطاع غزة يعانون من التشرد بعد أن دمر الهجوم الإسرائيلي الأخير عددا كبيرا من بيوتهم وألحق أضرارا بليغة بعدد آخر منها.
وكان الهجوم الإسرائيلي على غزة قد بدأ في 27 ديسمبر/كانون الأول بقصف جوي تبعه توغل بري في 3 يناير/كانون الثاني. وأعلنت إسرائيل وقفاً لإطلاق النار من طرف واحد في 18 يناير/كانون الثاني ثم تبعتها حماس في وقت متأخر من اليوم ذاته بإعلان عن وقف لإطلاق النار من جانبها أيضاً.
ووفقا لتقرير صادر عن منظمة تحالف إنقاذ الطفولة، "لا زال 100,000 شخص على الأقل بما فيهم 56,000 طفل مشردين، كما لا زال العديد منهم يعيش في خيام أو في ضيافة أسر أخرى، وذلك بعد مرور شهر على إعلان وقف إطلاق النار".
وقد قدرت هذه المنظمة غير الحكومية أن يكون 500,000 شخص بما فيهم 280,000 طفل قد أجبروا على مغادرة بيوتهم في مرحلة ما من النزاع. كما أضافت أن "مدن خيام" ظهرت في العديد من الأحياء التي تعرضت لدمار كامل وأن ساكنيها يفتقرون للماء الصالح للشرب وللحمامات.
وأوضحت جاسمين ويتبريد، مديرة منظمة إنقاذ الطفولة بالمملكة المتحدة، في تصريح لها من غزة يوم 16 فبراير/شباط أن هذه الخيام صغيرة جيدا وأنها لا تُوفِّر أية حماية من درجات الحرارة المنخفضة ليلا والتي قد تتراوح بين 7 و8 درجة مئوية. وأضافت أن بعض المخيمات التي تأوي حوالي 40 أسرة تتقاسم حماما واحدا أو حمامين ففقط مما قد يتسبب في مشاكل صحية كبيرة. وكانت معظم هذه الخيام قد جاءت من الأونروا واليونيسيف وغيرهما من منظمات الإغاثة المحلية والدولية.
من جهتها، أفادت منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) أنها قامت بتوزيع مساعدات غذائية وغير غذائية طارئة مثل المراتب والأغطية لعشرات الآلاف من فلسطينيي غزة الذين تضرروا بسبب النزاع، وذلك إلى جانب المساعدات الغذائية المعتادة التي توزعها المنظمة بانتظام على 900,000 لاجئ بالقطاع.
مجمعات الخيام
وأشارت الأونروا إلى أنه تم إنشاء مجمعات خيام في المناطق المأهولة بالسكان والتي تعرضت لقصف الدبابات الإسرائيلية في شمال جباليا وبيت لاهيا وفي حي الزيتون جنوب مدينة غزة وفي رفح على الحدود الجنوبية مع مصر وفي محيط مستوطنة نيتزاريم الإسرائيلية السابقة حيث أنشأت القوات الإسرائيلية قاعدة عسكرية مؤقتة خلال عملياتها الأخيرة. كما توجد مئات الخيام في منطقة عبد ربه بجباليا.
من جهته، قال فادي، الذي رفض الإدلاء بكامل اسمه، والذي يعمل كمتطوع مع المؤسسة الإسلامية، وهي منظمة غير حكومية محلية تدعم حماس: "لقد قمنا خلال الأسبوعين الماضيين بتوزيع مواد الإغاثة لـ 310 أشخاص كانوا قد فقدوا بيوتهم بالكامل ولـ310 أشخاص آخرين تعرضت بيوتهم لأضرار". وقد تضمنت هذه المساعدات الصابون والبطاطس والدقيق والحليب ومكمل بروتيني مقدم من حكومة حماس، في حين قدم الهلال الأحمر المياه والأونروا الأغطية والمراتب، حسب فادي.
من جهتها، قالت عزة عبد ربه، 27 عاما، وهي تحمل ابنتها البالغة من العمر 4 أعوام والتي قالت أنها عانت من إصابات بالغة في رأسها خلال عملية إجلاء أسرتها: "لقد قامت القوات الإسرائيلية بجرف بيتي للتمكن من دخول المنطقة بالدبابات. لدينا طرق ضيقة للغاية وقد كانت القوات الإسرائيلية تبحث عن أنفاق تحت البيوت". ويحتمي 30 فردا من أسرة عبد ربه في خيمتين اثنين فقط.
الصورة: Free Gaza |
سكان مدينة رفح يحاولون إنقاذ ما يمكن إنقاذه من بين حطام منازلهم التي دمرها القصف الإسرائيلي |
من جهتها، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في 5 فبراير/شباط أن عدد قتلى النزاع الذي استمر ثلاثة أسابيع وصل إلى 1,440 قتيل بما فيهم 431 طفل و114 امرأة. كما أصيب حوالي 5,380 شخص بجروح متفاوتة الخطورة بما فيهم 1,872 طفل و800 امرأة، وفقا للوزارة.
"