قالت وزارة الصحة أنها ستوفر العلاج بمضادات الفيروسات القهقرية لأول مرة لأربعين مريضاً من إجمالي 504 تم تشخيص إصابتهم بفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز في أفغانستان وذلك في إطار الجهود المبذولة لتعزيز السيطرة على المرض القاتل في البلاد.
وقال سيف الرحمن، رئيس البرنامج الوطني لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز بوزارة الصحة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين): "نتوقع حصول منظمة الصحة العالمية على مضادات الفيروسات القهقرية المستوردة قريباً وسنقوم بتقديمها إلى 40 مريضاً تم تحديدهم بالفعل".
وأضاف سيف الرحمن قائلاً: "لقد خصصنا 50 ألف دولار لعمليات الشراء الأولى وسنخصص المزيد في المستقبل". وتقوم أفغانستان بإدخال مضادات الفيروسات القهقرية بفضل المساعدات المالية من الجهات المانحة المختلفة. وبالإضافة إلى وجود 504 حالة إصابة بفيروس نقص المناعة البشري، هناك ما يقرب من 2,000-2,500 شخص يشتبه بإصابتهم بالفيروس في أنحاء البلاد.
وقالت وزارة الصحة أن الأربعين مريضاً الذين تم اختيارهم على أساس إصابتهم بالفيروس واحتياجاتهم ومعايير أخرى سيحصلون أيضاً على توجيهات حول كيفية استخدام الأدوية.
بدورها، قالت منظمة الصحة العالمية أن ثلاثة عقاقير مضادة للفيروسات القهقرية ستستخدم في مكافحة الفيروس ووقف تطور الإيدز، مضيفة أنه "لوحظ حدوث انخفاض كبير في معدلات الوفيات والمعاناة عند استخدام نظام فعال لمضادات الفيروسات القهقرية".
في بادئ الأمر ستُوزع الأدوية مجاناً في أقاليمي كابول وهيرات، وسيكون للمزيد من المرضى الحق في الحصول على تلك الأدوية في المستقبل.
وسيُحَدَّدْ توزيع الدواء بالتشاور مع منظمة الصحة العالمية والمنظمات غير الحكومية الدولية. كما سيتم تدريب العاملين في مجال الصحة للإشراف على العلاج.
ويقول مسؤولو الصحة أن الغالبية الكبرى من المصابين بفيروس نقص المناعة البشري/الإيدز لا يمكنهم تحمل تكاليف شراء الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية. كما أن هذه الأدوية غير متوفرة عموماً ومن الصعب تحديد ما إذا كان المتعايشون مع فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز لديهم الفرصة في الحصول على مضادات الفيروسات القهقرية عن طريق القطاع الخاص بسبب وصمة العار التي تحيط بالمرض.
وقد بدأت أفغانستان برنامجها الوطني لمكافحة فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز عام 2003 وتلقت تعهدات من الجهات المانحة بتقديم أكثر من 30 مليون دولار حتى عام 2013.
احتمال انتشار فيروس نقص المناعة البشري
وتعد أفغانستان متأخرة نسبياً من حيث تقديم الأدوية المضادة للفيروسات القهقرية لمحاربة فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز.
ويقول الخبراء أن عدد الحالات المسجلة رسمياً هي من بين أدنى المعدلات في العالم، ولكن هناك احتمال لوقوع المزيد من الإصابات بفيروس نقص المناعة البشري لعدة أسباب من بينها: النزاعات المسلحة، ونقص الوعي بشأن فيروس نقص المناعة البشري/الإيدز، وعدم الوصول إلى الخدمات الاجتماعية الأساسية كالتعليم والصحة، وارتفاع معدلات إدمان المخدرات عن طريق الحقن، والمكانة الاجتماعية المتدنية للمرأة.
وقال سيف الرحمن "نريد معالجة الفجوة الموجودة بين حالات الإصابة الفعلية بفيروس نقص المناعة البشري والحالات المشتبه فيها بحلول عام 2010 حتى يتم وضع الخطط الملائمة وتنفيذ المشروعات ذات الصلة".
وقال العاملون في المجال الصحي أنه لا يوجد مجال للتهاون لأن المرض قد ينتشر بسرعة، كما حدث في بعض الدول النامية الأخرى.
وقد أشار مسؤولو وزارة الصحة وعمال الإغاثة إلى جهود الجهات المانحة، ولكنهم قالوا أن القدرات الفنية المحدودة التي تحول دون تحقيق الاستفادة المثلى من التمويل هي التحدي الرئيسي. ويأمل الكثيرون في أن يقوم برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه بملء فجوة بناء القدرات الوطنية. ويخطط برنامج الأمم المتحدة المشترك المعني بالإيدز والعدوى بفيروسه لفتح مكتب في أفغانستان خلال عام 2009.
This article was produced by IRIN News while it was part of the United Nations Office for the Coordination of Humanitarian Affairs. Please send queries on copyright or liability to the UN. For more information: https://shop.un.org/rights-permissions