منظمة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) هي المنظمة الأممية الرئيسة التي تعنى بشؤون اللاجئين الفلسطينيين في الأرض الفلسطينية المحتلة والمنطقة. وقد تعرض مجمع تابع لها وعدد من مدارسها التي تأوي نازحين من سكان غزة، للقصف الإسرائيلي خلال عملية الرصاص المصبوب" التي بدأتها إسرائيل بهجمات جوية على القطاع يوم 27 ديسمبر/كانون الأول رافقها هجوم بري بدأ يوم 3 يناير/كانون الثاني.
وقد تحدثت شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) إلى جون جينغ عبر الهاتف يومي 17 و18 يناير/كانون الثاني أي قبل وبعد إعلان إسرائيل وقفاً أحادي الجانب لإطلاق النار يوم 18 يناير/كانون الثاني وإليكم ما جاء في المقابلة:
إيرين: هل تستطيع الأونروا تقديم المساعدة إلى سكان غزة في ظل الظروف الراهنة؟ وما نوع المساعدات التي يتم تقديمها وكم يبلغ عدد المستفيدين؟
جون جينغ: لقد دمرت المخازن بكل محتوياتها [يوم 15 يناير/كانون الثاني في الهجوم الإسرائيلي على مجمع الأونروا] ولم نستطع تقديم المساعدات في ذلك اليوم.
غزة الآن مقسمة إلى قسمين ولذلك نقدم الدعم لمنطقة شمال قطاع غزة ومدينة غزة من المجمع. في اليوم التالي [16 يناير/كانون الثاني] قمنا بإعادة تزويد المجمع بالمستلزمات من مخازننا في الجنوب. نحن مستمرون في عملياتنا والشاحنات تتنقل [في القطاع] ولكن دون قدر كاف من الأمن.
لجأ 50,000 شخص إلى المآوي المؤقتة في مدارسنا – يجب أن يحصل هؤلاء على الغذاء كل يوم. كما يعتمد حوالي 80 بالمائة من السكان علينا في الحصول على غذائهم.
إيرين: هل تتحرك شاحنات الأونروا خلال ساعات التهدئة الثلاث لتقديم المساعدات الإنسانية؟
جون جينغ: لن نتمكن من دعم عملياتنا بشكل فعال إذ اعتمدنا على الساعات الثلاث فقط. يعمل الناس في منشآتنا على مدار الساعة لتقديم المساعدات.
ساعات التهدئة الثلاث هي فقط ليشعر الناس بالأمان للخروج لاستلام معوناتهم.
يحتاج جلب البضائع من كيرم شالوم [معبر كرم أبو سالم] يوماً كاملاً من العمل - 16 ساعة على الأقل - وبعدها يجب تفريغ البضائع استعداداً لتوزيعها.
اليوم [17 يناير/كانون الثاني] دخلت 50 شاحنة عبر معبر كيرم شالوم ولكننا بحاجة إلى مئات الشاحنات. فالاحتياجات تتزايد بشكل كبير وممر الإمدادات الإنسانية ضيق جداً. حتى الأشخاص مثل موظفي السلطة الفلسطينية الذين لم يكونوا معتمدين على المساعدات [مساعدات الأونروا] أصبحوا الآن بحاجة إليها. لا يوجد شيء في الأسواق ولا يوجد سيولة.
تأتي المساعدات - كالمستلزمات الطارئة والأغذية والمستلزمات الطبية – عبر رفح.
إن عمليات توزيع الأغذية مستمرة بكامل طاقتها ولكنها تتعطل في بعض المناطق من يوم لآخر عندما يصبح ذلك المكان مسرحاً للقتال. نحن نقوم بكل ما بوسعنا يومياً وضمن حدود سلامة موظفينا حتى نبقي العمليات مستمرة.
يعمل 7 من أصل 10 مراكز توزيع بكامل طاقتها، كما يعمل 16 من أصل 20 مركزاً صحياً بشكل كامل أيضاً.
بالإضافة إلى ذلك، يتطوع الموظفون الصحيون التابعون للأونروا في المستشفيات التابعة لوزارة الصحة وفي فرق الإسعاف، فعمل الجميع مطلوب هنا!
إيرين: إذا لم يتم فتح المعابر بشكل دائم لإدخال السلع، هل سيزيد ذلك من الطلب على مساعدات الأونروا؟
جون جينغ: لا يمكننا أن نتوقع أن تبقى المعابر مغلقة، لا بد أن مستقبلاً أفضل في انتظارنا. لقد دفع الناس العاديون هنا ثمن الصراع خلال الحصار وثمن هذه العملية.
لقد أدت الإغلاقات إلى دفع الآلاف نحو خانة الاعتماد على المساعدات دون رغبتهم بذلك –وهذا يجب أن ينتهي. ويجب إيجاد حل يعطي الأولوية لاحتياجات الناس العاديين.
إيرين: لقد استلمت منصب مدير عمليات الأونروا في غزة منذ يناير/كانون الثاني 2006 قبل أن تفوز حماس بالانتخابات في القطاع. برأيك هل ستحقق العملية العسكرية الإسرائيلية السلام والاستقرار للمنطقة؟
جون جينغ: لا – بل إنها تؤدي إلى نتائج عكسية. إن القتل والدمار يفضي إلى نتائج عكسية دون شك. خلال هذا النزاع أفاد العديد من الخبراء والقادة الدوليون أنه لا حل عسكري لهذا الصراع – لا بد من حل سياسي فعال.
والآن أصبحت أمامنا مشاكل إضافية: قُتل الكثير من الأشخاص وأصاب الدمار البنى التحتية. ولا يوجد وزارة مالية أو وزارة شؤون خارجية. لقد دمرت المدرسة الأمريكية والمجمع الرئاسي والمقار الرئاسية - بالإضافة إلى التدمير الذي لحق بعدد كبير من المنازل. سيكون من المكلف جداً إعادة غزة إلى ما كانت عليه. كان لا بد من استثمار الأموال في التنمية وليس في إعادة الإعمار.
إيرين: ماذا تقول عن وقف إطلاق النار أحادي الجانب من طرف إسرائيل؟
جون جينغ: اليوم [18 يناير/كانون الثاني] أفضل من الأمس ونتمنى أن تستمر التطورات الإيجابية كل يوم حتى نتمكن من استعادة كرامة الحياة لأهل غزة.
"