تحدث نائل شعث، 40 عاماً، وأب لأربعة أطفال، لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) عبر الهاتف من حي النصر وسط غزة عن التحديات التي يواجهها السكان العالقون في منازلهم منذ بدء الهجوم الإسرائيلي على القطاع يوم 27 ديسمبر/كانون الأول، حيث قال:
"مشاهد الدمار في كل مكان، عندما تسير في الشوارع فإنك ترى العديد من المباني المدمرة، بعضها مدمر بشكل كامل ولا يصلح للترميم بل يحتاج إلى إعادة البناء من جديد.
لا يترك الناس منازلهم إلا إذا كانت هناك حاجة ماسة لذلك. كانت آخر مرة خرجت فيها من منزلي قبل يومين لتعبئة سيارتي بالوقود، ولكنني بالطبع أذهب دائماً إلى منزل والدتي لأتفقد أحوالها. في ذلك اليوم ذهبت إلى المخبز ووقفت في طابور طويل لشراء بعض الخبز. ننتظر بالعادة ساعة أو أكثر لشراء الخبر إذ أن المخابز التي ما تزال تعمل في منطقتنا لا تتجاوز مخبزين أو ثلاثة. وعندما يصل دورك فإن ما يباع لك يعتمد على ما يتوفر في المخبز من الدقيق والغاز.
أسعار السلع في ارتفاع مستمر. بعض المواد متوفرة في المحلات وبعضها آخر غير متوفر. وحتى بعض ما توفر منها قد يكون قد تلف الآن بعد ثلاثة أيام من الانقطاع المستمر للتيار الكهربائي في منطقتنا. لقد سمعت كذلك أن بعض المناطق قد انقطع فيها التيار الكهربائي منذ بدء القصف.
عند انقطاع الكهرباء أول ما يتأثر هو إمدادات المياه. نحن نستخدم المضخات لرفع الماء من الخزانات الأرضية إلى الخزانات الموجودة على أسطح البنايات ليتم توزيعها فيما بعد على الشقق ... إذن حتى إن كنت تملك المياه فأنت غير قادر على استخدامها إلا إذا قمت بنقلها يدوياً. وحتى عند توفرها من الصعب جداً الاستحمام بالماء البارد... فالسخانات الشمسية لا تعمل بشكل جيد في الشتاء.
يشعر أطفالي بالرعب من الهجمات وخاصة الأصغر سناً – ستة أعوام و11 عاماً. فمع اشتداد القصف في الخارج وانقطاع الكهرباء في المنزل فإنهم يرفضون الذهاب إلى الحمام أثناء الليل دون مرافقة. نحن أيضاً عرضة لضغوط نفسية شديدة، فقبل ساعات فقط سمعت عن استشهاد أحد معارفي.
يعتبر شهر يناير من أبرد أشهر السنة هنا... ولكن في هذه الظروف الباردة نضطر لإبقاء النوافذ مفتوحة ولو جزئياً لمنع تكسر الزجاج عند حدوث القصف.
ولكن على الرغم من هذه الظروف الصعبة لا أخشى أي شيء الآن. أنا أؤمن بالله وبأن كل شخص سيموت بطريقة أو بأخرى. من الأفضل أن نموت بهذه الطريقة المشرفة. هذا ليس رأيي الشخصي وإنما رأي جميع أهل غزة".