أفادت مصادر طبية أن مستشفى الشفاء، وهو المستشفى الرئيسي في غزة، يصارع لإسعاف الجرحى المتدفقين عليه منذ بدء القصف الإسرائيلي على القطاع يوم 27 ديسمبر/كانون الأول.
ويخشى الطاقم الطبي والمرضى من استهداف المستشفى من قبل إسرائيل، بعد أن قام قادة حماس، الحركة الإسلامية التي تسيطر على القطاع المحاصر، بعقد مؤتمرات صحفية في داخله.
وقد قام المستشفى في وقت سابق بنقل بعض المرافق الطبية إلى طوابقه السفلى.
وأخبر مدحت عباس، رئيس قسم التعاون الدولي في وزارة الصحة في غزة شبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) قائلاً: لم يسبق لمستشفى الشفاء أن استقبل مئات الجرحى في وقت واحد كما يفعل الآن. يستخدم طاقم المستشفى أغطية الأسرّة لوقف النزيف وقد توفي العديد من المرضى بسبب نقص الإمدادات والمعدات الطبية".
وأفاد بيان صادر عن الفرع الإسرائيلي لمنظمة "أطباء من أجل حقوق الإنسان" غير الحكومية يوم 30 ديسمبر/كانون الأول قائلاً: "لقد جاء الهجوم الإسرائيلي في وقت يعاني فيه النظام الصحي في غزة من انهيار شامل بسبب الحصار القاسي المفروض على القطاع منذ سنة ونصف والإغلاقات التي سبقته".
وقال عباس أن مستشفى الشفاء يعاني نقصاً في الطواقم الطبية بما في ذلك الممرضين والجراحين. كما أنه بحاجة ماسة إلى المضادات الحيوية وأنابيب الفحص وأكياس البول والضمادات والقفازات الطبية لإجراء العمليات الجراحية الطارئة. وكان المستشفى يعاني أصلاً من نقص في الأدوية والإمدادات الطبية بسبب الحصار الإسرائيلي.
وأضاف أن المولدات الكهرباء في المستشفى مصممة للعمل لمدة لا تزيد عن ساعتين أو ثلاثة في اليوم، ولكنها تعمل الآن ما بين 12 إلى 16 ساعة يومياً بسبب الانقطاعات المتواصلة في التيار الكهربائي. ويخشى عباس من أن يتسبب ذلك في ارتفاع درجة حرارتها وبالتالي تعطلها.
المساعدات الطبية عبر مصر
وقد فتحت مصر معبر رفح المؤدي إلى القطاع لفترة وجيزة يوم الأحد [28 ديسمبر/كانون الأول] للسماح بمرور تسع شاحنات محملة بالمساعدات الطبية من الهلال الأحمر المصري ووزارة الصحة المصرية. كما فتحت مصر المعبر مرة ثانية يوم 29 ديسمبر/كانون الأول للسماح بعبور شاحنات قطرية محملة بالمساعدات. وتقول المصادر الطبية أنه على الرغم من أهمية هذه المساعدات إلا أنها غير كافية لسد الفجوة.
وقال عباس: "لا بد من فتح معبر رفح... إن إسرائيل تحاول تدميرنا".
من جهته، قال همام نسمان، الناطق باسم وزارة الصحة: "إن إمكانياتنا محدودة، فمنذ أغسطس/آب لم نحصل على أية مستلزمات طبية أساسية. ولم تستطع اللجنة الدولية للصليب الأحمر التي توفر عادة 60 نوعاً من الأدوية والمستلزمات الطبية، توصيل أية شحنة [إلى القطاع] منذ شهر... وقد نفذ 105 نوعاً من الأدوية و230 مستلزماً طبياً أساسياً مثل الكحول والقطن والإبر الطبية والحقن الوريدية".
الجثث تتراكم
وأفادت وزارة الصحة أن أكثر من 1,330 شخصاً جرحوا في القصف الإسرائيلي، 180 منهم في حالة خطرة.
وقالت صحفية تابعة لشبكة الأنباء الإنسانية (إيرين) كانت موجودة في المستشفى أنه على الرغم أن مسؤولي المستشفى أفادوا أن المشرحة تكفي لاستيعاب عدد كبير من الجثث، إلا أن الجثث كانت تتراكم على أبواب المستشفى، حيث أقيمت وحدات عناية مركزة مؤقتة لمعالجة الحالات الطارئة التي تتدفق إلى المستشفى.
ويوجد في مستشفى الشفاء في الأحوال العادية ست غرف عمليات جاهزة للعمل ولكن حسين عاشور، مدير مستشفى الشفاء قال: "أقيمت ست غرف عمليات إضافية وبدأنا نحول الضحايا إلى المستشفيات الأقل اعتماداً على المعونات للعلاج بعد أن شُغِلت كافة الأسرّة في المستشفى. وأضاف أن هناك نقصاً حاداً في وحدات الدم.
وترقد فاطمة سالم، 53 عاماً، في غيبوبة في مستشفى الشفاء بعد أن انهالت عليها الأنقاض أثناء عملها في منظمة خيرية محلية بالقرب السجن الذي تم استهدافه في مدينة غزة. وقال ابنها ماجد: "لم تكن والدتي تطلق الصواريخ على إسرائيل".